إنه العم سيد حجاب، الشاعر والمفكر، لبى دعوتنا، ليؤكد أن الشعب المصرى «ساعة الهوايل يقوم قايل يا بلداه وييجى شايل هيلا هوب شايل حملها ويعدل المايل».. نود الاستماع إلى شهادتك حول اعتصامك بوزارة الثقافة؟ الاعتصام لم يكن ضد أحد أو من أجل أحد، وتم بدعوة من شباب المثقفين والمبدعين، والتحق بصفوف المعتصمين أبناء جيلى من المبدعين والكتاب والفنانين والأجيال السابقة لنا، وكل هذه القامات الكبيرة لا يمكن أن يزايد أحد على شرفهم ولا على مواقفهم المستقلة من وزارة الثقافة والسياسات الثقافية التي كانت سائدة من قبل، لا أظن أحدا يستطيع المزايدة على بهاء طاهر، وصنع الله إبراهيم ولا العبد الله. نقف في مواجهة هذه السلطة الظلامية الغاشمة، ولم نقف ضد وزير الثقافة ولا حتى رئيس الوزارة أو «مرسى»، نحن نعرف أن هؤلاء جميعا مجرد عرائس يلعب بها لاعب عرائس عجوز مرتعش وراء ستار، ربما كان في المقطم أو في دهاليز التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين، نحن جزء من حركة المقاومة الشعبية المصرية في مواجهة الهجمة الظلامية التي استهدفت القضاء ثم الإعلام، فالثقافة التي هي الذاكرة المصرية وروح هذه الأمة المصرية ومحددة الهوية، ونحن مع حركة «تمرد» التي ستبدأ خطوات نهاية هذا النظام في 30 يونيو الجارى. ما ردك على من يحاولون تشويه صورة سيد حجاب بمقولة «صاحب أوبريت اخترناه.. معتصم ضد وزير الثقافة»؟! هذا نراه يوما بعد يوم من هؤلاء المتأسلمين، وكما تعلم أن أوبريت «اخترناه» ليس لى، وكتب كلماته الشاعر «عبدالسلام أمين»، أنا لست من المطبلين ولم أكن يوما من المطبلين، ومنذ التطبيع وأنا في جبهة المقاومة للنظام القائم سواء نظام السادات أو مبارك، وفى عام 2009 كتبت قصيدة واحدة وهى»قبل الطوفان الجاى» أهاجم الأنظمة القائمة في شرقنا العربى وأقول إنها إلى زوال، وأن العالم كله مقبل على مرحلة ثورة إنسانية شاملة سوف تنتشر على أيدى الشباب في أنحاء العالم كله، وهذا ماحدث. ماذا عن سيناريوهات 30 يونيو وكيف سيتعامل الشعب مع تهديدات الجماعة؟ - الإخوان المتأسلمون والإرهابيون والقتلة السابقون يرسلون كل يوم التهديدات الدموية، ويرفعون شعار «مرسى أو الاستشهاد»، وبرغم كل هذا هم جبناء، لن يقدروا على مواجهة الشعب، وترتيبات هذا اليوم تسعى لتفويت هذه الفرصة عليهم، وقد كتبت لهم منذ أيام على «تويتر»: ماتخفش من كلب مسعور سعاره قرب نهايته.. ده جبان وخيبان ومذعور.. مش هيوصل لغايته. هل تتدخل القوى الخارجية، خاصة أمريكا وإسرائيل في الشئون الداخلية المصرية بعد 30 يونيو؟ - أمريكا ليس لها صداقة دائمة أو عداوة دائمة، فهى دائما تقف وراء مصالحها وتسعى بالضرورة أن تجد في أركان اللعبة السياسية من يمرر مصالحها في حماية إسرائيل بالأساس، فهى تحاول الاتصال بكل الأطراف، والمعروف أن أمريكا تساند الديكتاتور لآخر لحظة، ثم إذا اكتشفوا استحالة بقائه يرسلون به إلى مكان بعيد، ويقولون كلاما طيبا عن الديمقراطية، فهم أرسلوا «بن على» للسعودية ومبارك لشرم الشيخ، وأمريكا والقوى الصهيونية لا يستطيعون فرض إرادتهم على الشعب المصرى ،لأنه وحده صاحب الكلمة والرقم الصعب في هذه المعادلة. هل سيفلت «مرسى» وتبرأ ساحته من دم الشهداء مثلما حدث مع «مبارك»؟ - الفترة الانتقالية القادمة ستكون المدخل الطبيعى لهذه المحاكمات بعد تأسيس السلطة العدالة الانتقالية، ولن يمكن بناء دولة الثورة إلا على أساس من العدالة الانتقالية وحل المشكلات المتعلقة بالتنمية والعدالة الاجتماعية، وفى هذا الإطار كل من أفسد سوف يقدم للمحاكمة بقوانين العدالة الانتقالية المستقرة والمجربة في حالات سابقة كثيرة. كيف ترى ما يقال عن إدخال بعض عناصر الشيعة إلى مصر بالتحالف بين إيران والجماعة؟ المشروع «الأمريكي الصهيونى الوهابى» في المنطقة يستهدف إثارة هذه النعرات الطائفية، ومازلنا حتى الآن في الجيب الأمريكى، ومازالت إرادتنا السياسية مستلبة، نحن مازلنا منخرطين في هذا المشروع التخطيطى، وأظن أن هذا الخريف الإسلامي الذي أعقب الربيع العربى هو محاولة للالتفاف على ثورات الشعوب في المنطقة لتحويلها لحروب طائفية ومذهبية. هل تسعى الجماعة للاستعانة بحماس وإيران لمواجهة الشعب المصرى في 30 يونيو؟ - مهمة الأمن المصرى منع تسرب العناصر الخارجية ويترك الساحة للشعب المصرى ليحسم الموقف الداخلى بقدراته الذاتية. كيف كان حال الثقافة بداية من عهد الرئيس جمال عبدالناصر حتى الآن؟ - طبيعة المثقف الحق أن يقف على يسار كل سلطة حتى التي يؤمن بوطنيتها، في جيلنا كنا خارج وزارة الثقافة نبدع وكانت السياسة الثقافية آنذاك ترى في الثقافة خدمة ينبغى أن تقدم للجماهير التي تستحقها، ومن خلال وزارة ثروت عكاشة، تأسست المعاهد الفنية لتحسينها وتأسست الثقافة الجماهيرية لتوزيعها على مستحقيها في الأطراف، بعد ذلك جاء زمن رأى في الثقافة سلعة ينبغى تقديمها لمن يستطيع دفع ثمنها، فشاهدنا طول فترة السادات ومبارك ثقافات المهرجانات والاحتفالات الكبرى إلى أن تقلص الاهتمام وتراجع دور الثقافة الجماهيرية، ونحن الآن بحاجة إلى تأسيس إستراتيجية ثقافية تتناسب ودولة الثورة القادمة، وتتجاوز هاتين السياستين الثقافيتين، وبحاجة لتأسيس ثقافة وطنية حقيقية عقلانية تقف في مواجهة الجهل والخرافة وتنمى العقل النقدى لدى الشعب وتؤسس لعالم الحداثة وما بعد الحداثة.