سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"سيد حجاب": اعتصام وزارة الثقافة ليس ضد شخص لكن ضد نظام... يخطئ من يتصور 30 يونيو ضربة قاضية... الشباب و"تمرد" جبهتان عبقريتان في الثورة... "الإخوان"عاجزة عن مواجهة الشعب
"بحلم يا صاحبي وأنا لسه بحبي، بدنيا تانية ومصر جنة، وآجي أحقق الحلم ألقى موج عالي طاح بي، ونعود سوا نطوي الأنين بالحنين" سنوات مرت على هذه الكلمات ولا يزال صاحبها يتقاسم الحلم مرافقا شاب الثورة، يعلنها هنا وهناك بفرحة طفل بداخله إيمان شديد أن مصر ستنجو من قبضة الإخوان مع نهاية الشهر الجاري. استطاع صاحب تلك الكلمات ترويض أعوامه السبعين وذهب طوعا لمقر وزارة الثقافة، وسط كبار مثقفي الأمة وشبابها المبدع يعلنها صراحة أن اعتصامه تعدى وزير الثقافة ورئيس مجلس الوزراء، ليقطع عادته والتي يقضي فيها ساعات متواصلة بين اجتماعات المثقفين ومواهب الشباب ليذكرنا بأن الوطن "واد وبواد وبحور وجسور وموانئ.. توحيد وفكر وصلاة.. تراتيل غنا.. وابتهالات وكل ده في مصر يا ولاد.. حلوة الحلوات"، إنه الشاعر سيد حجاب، الذي حضر بيننا ولبى دعوة "فيتو" نود الاستماع إلى أقوالك حول اعتصام وزارة الثقافة بعد دخوله الأسبوع الثاني؟ الاعتصام لم يكن ضد أحد، وتم بدعوة من شباب المثقفين والمبدعين والتحق بالصفوف أبناء جيلي من الكتاب والفنانين، وكل هذه القامات الكبيرة لا يمكن أن يزايد على شرفهم ولا على مواقفهم المستلقة من وزارة الثقافة والسياسات الثقافية التي كانت سائدة من قبل، التحقنا بهذا الصف من أجل المشاركة في الحراك الشعبي العام في مواجهة السلطة الظلامية الغاشمة، ولم نقم ضد وزير الثقافة ولا حتى الوزارة أو "مرسي" نحن نعرف أن هؤلاء جميعا مجرد عرائس يلعب بها لاعب عجوز مرتعش وراء ستارة ونحن باعتبارنا جزءا من حركة المقاومة الشعبية استهدفنا الثأر على السلطة الفاشلة التي أصبح رفضها واجبا. كيف وجه المثقفون أهداف الاعتصام من مطلب إقالة وزير الثقافة إلى إسقاط النظام الحاكم؟ أظن أن الشباب وحركة "تمرد" يمثلان الجبهة العبقرية في هذه الثورة التي بدأت 25 يناير ثم اختطفت وأوقفت مسيرتها من قبل قوى الثورة المضادة، فالأخيرة فتحت الباب أمام الشباب ليتعلم من الإخفاقات الماضية، ثم يقرر أن يعود للثورة بسلميتها رغم محاولات النظام الحالي جر الشباب للعنف كي يسهل هزيمتهم. ولكن الشباب تعلم من شعبه وابتكر حلولا قاد بها الشعب ونحن المثقفين من بين الصفوف نقف في وسط حركة الرفض العام ولسنا في خصومة مع شخص ولكن خلافنا مع النظام الذي يحاول طمس السيادة الشعبية والروح الثقافية المصرية. ما ردك على من يحاولون تشويه صورة سيد حجاب ب "صاحب أوبريت اخترناه.. معتصم ضد وزير الثقافة"؟ مثل هذه المحاولات تسقط دون أن أعيرها انتباها، وما قيل بأن: "سيد حجاب المعتصم في وزارة الثقافة هو اللى كتب اخترناه"، هذا يؤكد جهله وهذا نراه يوما بعد يوم، فكما تعلم أن أوبريت "اخترناه" ليس لي بينما كتب كلماته الشاعر "عبد السلام أمين". ماذا فعل الإخوان المسلمين في مصر التي أحبها سيد حجاب؟ ما زالوا يحاولون أن يفعلوا في مصر شيئا، مصر أكبر منهم، ما زالوا يفكرون في تخريب مصر وتجريفها وإضعافها حتى تصبح ولاية في حلمهم الوهمي "الخلافة" والتي يستحيل عودتها. الجماعة قامت بفرض عناصرها داخل مفاصل الدولة لكن أظنهم لم يستطيعوا حتى الآن هم واهمون لا يرون الواقع ومجرد حالات نفسية عقلية ينبغي معالجتها. وماذا عن سيناريوهات 30 يونيو وما ستشهده البلاد خلال الأسبوع الأول من يوليو المقبل؟ يخطأ من يتصور أن 30 يونيو الضربة القاضية، الشعب الآن يكسب هذه المعركة بالنقاط، نقطة بعد نقطة، والقوى الوطنية ارتضت قيادة "تمرد" لهذه المرحلة، وهؤلاء الشباب لن يتركوا الميادين حتى يتحقق الانفراج الديمقراطي، أما قطاع الطرق الممثلون في المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المتأسلمين قطعوا الطريق على هذه الثورة وأوقفوا مسيرة المرحلة الانتقالية، ونحن الآن بصدد أن نفتح الطريق من جديد للمرحلة الانتقالية التي تبدأ بإسقاط هذا النظام وتأسيس نظام انتقالي يؤسس لدولة الثورة القادمة. وكيف يتعامل الشعب مع تهديدات الجماعة؟ يجب أن نسعى لتفويت فرصة إفساد 30 يونيو علينا، وأنا كتبت لهم منذ أيام قليلة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "متخفش من كلب مسعور سعاره قرب نهايته.. ده جبان وخيبان ومذعور.. مش هيوصل لغايته". وأنا غير قلق نهائيا فتهديداتهم لا تخيف الشعب والشباب مصرون على سلمية المظاهرات ويحرصون على حمايتها لأن الجماعة غير قادرة على شن حرب على الشعب. هل تتوقع قبول المعارضة لمطالب الجماعة حول التفاوض والحوار لحل الأزمة؟ ما يحدث في مصر الآن يتجاوز كل النخب، فالشارع سبق النخب بعد أن احتضن شبابه الرغبات الشعبية في برنامجهم السلمي، وأظن أنهم لن يسمحوا بظهور النخب المتآمرة التي تبرز في كل وقت وتنتمي لفكر ونظام قديم. هناك تخوف من تدخل أمريكا وإسرائيل في الشئون الداخلية المصرية بعد 30 يونيو؟ أمريكا ليس لها صداقة دائمة أو عداوة دائمة، فهي دائما تقف وراء مصالحها وتسعى بالضرورة أن تجد في أركان اللعبة السياسية من يمرر مصالحها في حماية إسرائيل بالأساس، وهي تحاول الاتصال بكل الأطراف، والمعروف أن أمريكا تساند الدكتاتور لآخر لحظة ثم إذا اكتشفوا استحالة بقائه يرسلون به إلى مكان بعيد ويقولون كلاما طيبا عن الديمقراطية. هل يفلت "مرسي" وتبرأ الساحة من دم الشهداء؟ أظن الفترة الانتقالية القادمة مدخلا طبيعيا لمحاكمات بعد تأسيس السلطة الانتقالية والعدالة، ولن يمكن بناء دولة الثورة إلا على أساس من العدالة الانتقالية وحل المشكلات المتعلقة بالتنمية والعدالة الاجتماعية، في هذا الإطار كل من أفسد يقدم للمحاكمة بقوانين العدالة الانتقالية المستقرة والمجربة في حالات سابقة كثيرة. وأخيرا.. ما رأيك فيما يقال بشأن إدخال الشيعة إلى مصر بالتحالف بين إيران والجماعة؟ المشروع "الأمريكي الصهيوني الوهابي" في المنطة يستهدف إثارة هذه النعرات الطائفية وما زلنا حتى الآن في الجيب الأمريكي وما زالت إرادتنا السياسية مستلبة، نحن ما زلنا منخرطين في هذا المشروع التخطيطي، وأظن أن هذا الخريف الإسلامي الذي أعقب الربيع العربي هو محاولة للالتفاف على ثورات الشعوب في المنطقة لتحويلها لحروب طائفية ومذهبية. ولكن الكل يعلم أن الدولة الفاطمية استقرت طويلا في مصر وظل المصريون من أهل السنة برغم عشقهم لآل البيت، ولا يوجد خوف من تشيع المصريين.