السؤال الشهير.. الذى يظن مروجو تقديس البشر، تحت دعوى احترام الوالى وطاعته، أنهم أفحموك، ولم يتركوا لك مجالا للرد بعده،.. وذلك حين تكون قد وجهت نقدا للرئيس أو حكومته أو أىٍّ من قياداتهم الروحية أو السياسية.. هو : لماذا لم نكن نسمع لكم صوتا أيام مبارك ؟"! يا هذا، وما الضير بنا، إن كان سمعك ثقيلا ؟.. ألم تسمع ( على سبيل المثال لا الحصر )، عن حركة 6 إبريل أو عن حركة كفاية ؟.. ألم تسمع عن الجمعية الوطنية للتغيير؟.. إذا كنت لم تشغل بالك سوى بإتقان السمع والطاعة والمبالغة فى تقديس قادتك , وظننت أنك وحدك من كنت تعارض مبارك , ففى الحقيقة ليس عيبا فينا.. فلسنا نحن من قلنا على مبارك، أبا لكل المصريين، كما قال مرشدكم، ولسنا نحن من قلنا: لا مانع عندنا من ترشح الأستاذ جمال مبارك، كما قال مرشدكم , ولسنا نحن من قلنا على عزمى وسرور رموز وطنية، كما قال رئيسكم الحالى, ولسنا نحن من رفضنا الثورة فى بادئ الأمر واعتبرناها أسلوبا همجيا ووضعنا مطالب تهدئة الشارع , ولسنا نحن من جلسنا للتفاوض مع عمر سليمان مستغلين أرواح الشهداء من أجل مكاسب سياسية . ولكن أرغب فى تنحية هذه الأحداث جانبا، ولنفترض جدلا صدق قولك، بأن الألسنة كانت خرساء فى عهد مبارك ، دعنى أسألك ما السبب ؟ وهل من الطبيعى أن يسكت الجميع ؟. إن كانت إجابتك ب "نعم"، وكنت من مؤيدى فتوى تحريم الخروج على الحاكم حتى لو كان ديكتاتورا, وكنت ممن يرتضى الظلم بكل أشكاله فسينتهى الحوار، لأنك لست من هذا الزمان، ولتتركنى أحييك لأنك من عبدة البشر الذين يرتضون الذل والمهانة . أما إذا كانت إجابتك ب "لا"، فلنذكر معا الأسباب التى تتلخص فى ظلم الأجهزة الأمنية , وفساد النظام الحاكم وجبروته, والتمادى فى احتقار الإنسانية ، والتباهى بقمع المعارضين , ولن ننسى التزوير والوساطة والمجاملات , ولن ننسى الفقر الذى أجبر الكثير بعدم الالتفات سوى للقمة العيش .. فهل نرغب بعودة السكوت لمن كانت تلك أسبابهم ؟ وهل نرضى بصناعة ديكتاتور لا فرق بينه وبين سابقيه سوى اللحية ؟ فإن كانوا يرغبون أن يصمت الجميع ويقر كل من له صوت بالسمع والطاعة , فلنعد التفكير فى اسم جمهورية مصر العربية، ولنجعلها شعبة "الجماعة المطيعة" .