يعتبر مرض أنيميا الفول مرضًا شائعًا ينتشر في كل أنحاء العالم حيث تشير التقديرات إلى إصابة نحو 200مليون شخص حول العالم. ينجم المرض عن عوز وراثي في انزيم G6PD وهذا ما يجعل الكريات الحمراء قابلة للتكسر والانحلال عند تعرضها لبعض المواد المؤكسدة ومنها الفول الأخضر لذلك يدعى المرض أحيانًا بأنيميا الفول أو الفوال.
ويقول الدكتور عبد الرحمن النجار، أخصائي طب الأطفال وحساسية الصدر أن أنزيم G6PD وهو أنزيم ضروري لعمل الكريات الحمراء وسلامتها حيث يساهم هذا الأنزيم في سلسلة من التفاعلات التي تتم في الكرية الحمراء والتي تؤدي في النهاية لإنتاج مادة "الغلوثاثيون المرجع" التي تحمي الكريات الحمراء من التكسر عند تعرضها للمواد المؤكسدة وتمنع تخربها. لذلك يؤدي نقص أنزيم G6PD إلى نقص إنتاج الغلوتاثيون المرجع وبالتالي فقدان الحماية عن الكريات الحمراء التي تصبح معرضة للتكسر والانحلال عند تعرضها لمواد مؤكسدة مثل الفول وبعض الأدوية. مشيرا إلى أن هذا المرض ينتشر في كل أنحاء العالم لكنه يتركز في اليونان وإيطاليا ودول حوض البحر المتوسط والشرق الأوسط. أما الأعراض التي يسببها هذا المرض هي حدوث تكسر الكريات الحمراء وبالتالي يحدث فقر الدم الذي قد يكون شديدًا ومهددًا للحياة. وأضاف أن أهم الأعراض السريرية هي الشحوب والصداع والدوار والغثيان والإقياء وألم الظهر والوهن والألم البطني والحمى الخفيفة ومن الأعراض الهامة اليرقان (الصفار) وهو تلون الجلد والأغشية المخاطية (ملتحمة العين) باللون الأصفر الناجم عن زيادة إنتاج مادة البيلروبين نتيجة للتخرب الشديد للكريات الحمراء، وهذه المادة قد تكون ضارة جدًا عند الأطفال حديثي الولادة حيث يمكن لها أن تترسب داخل الدماغ محدثة مشاكل خطيرة. والأسباب التي تؤدى إلى ظهور المرض: 1- تناول بعض أنواع الأطعمة وعلى رأسها البقوليات بأنواعها خاصة الفول الأخضر والعدس والفاصوليا والبازلاء. -2 التعرض للالتهابات الفيروسية والجرثومية (مثل التهاب الكبد). و قد يحدث تكسر الكريات تلقائيًا دون سبب واضح في بعض الحالات أو عند تناول بعض أنواع الأدوية منها المضادات الحيوية والمسكنات وفيتامين C وأدوية القلب.. أما عن طرق العلاج والوقاية يقول النجار: إذا كان تكسر الكريات الحمراء شديدًا وادى ذلك لحدوث فقر دم حاد وشديد عند المريض يستلزم نقل الدم الإسعافي تحت إشراف طبي مع مراقبة المريض عن قرب وقد نضطر لنقل الدم أكثر من مرة، ويتم مراقبة وظائف الكلية خوفًا من حدوث الفشل الكلوي الحاد الناجم عن انحلال الدم الشديد. أما الوقاية من هذا المرض فتتمثل في إبعاد المريض عن الأطعمة والأدوية المسببة لتكسر الدم كانت ومن الأمور الهامة أيضًا، ضرورة تذكير الطبيب دومًا بوجود نقص أنزيم G6PD عند المريض حتى يراعي ذلك عند وصف الدواء.