أكد الدكتور شوقى السيد، الفقيه الدستورى أن 30 يونيو سيكون مرحلة فارقة في تاريخ مصر بعد أن جرب الشعب نار الإخوان ولفظهم بسبب أخطائهم الكارثية، وتوقع عدم عودة الجيش للحكم مرة أخرى، ناصحا القوى الثورية بترتيب أوراقها لسد الفراغ السياسي عقب سقوط مرسى وجماعته لإخراج مصر من أزمتها الحالية، وقال السيد في حواره ل «فيتو»: «في حالة سقوط النظام لا ينبغي أن تستمر الفترة الانتقالية لأكثر من عام حتي تسترد مصر عافيتها»، وإلي نص الحوار. هل يمكن إعلان حالة الطوارئ لتمكين الرئيس من إدارة شئون البلاد في 30 يونيو؟ - فرض حالة الطوارئ ليس أمرًا سهلًا ولا هينًا ولا لعبة في يد الرئيس مرسى حتى يمكن أن يتستر وراءها ويعلن حالة الطوارئ في البلاد، ولن يرضى بها الشعب حال فرضها لأنه سيعتبرها استمرارا لسياسة التمكين ولحصار الثوار الذين يعبرون عن إرادته وعن الغضب الجارف الذي يجتاح البلاد. إذا أعلنت حالة الطوارئ، فهل تؤدى إلى اشتعال الأوضاع أم تهدئتها؟ - إذا حدث واستخدمت حالة الطوارئ في غير موضعها وبغير مبرر لكبت التعبير عن الغضب فإنها ستزيد الوضع اشتعالًا لأن إعلانها سيؤكد للجميع إصرار النظام الإخوانى على استمرارية الديكتاتورية وسياسة تكميم الأفواه. هل ترى أن مظاهرات 30 يونيو ستؤدى للتغبير؟ - هناك إصرار شعبى على إسقاط الحكم والنظام بعد عام كامل على إشعال الحرائق في كل مكان، ومخاصمة الشعب المصرى كله وتفتيت وحدته على يد الإخوان، وما يجعلنى متفائلا هو أن الشعب استعاد قوته مرة أخرى للوقوف ضد العدوان الإخوانى على السلطة القضائية والحقوق والحريات وضد سياسات مرسى لفرض الأمر الواقع بالقوة وهى سياسات تستهدف التمكين والاستبداد والسيطرة والانتقام. في حالة سقوط النظام.. من الذي يدير البلاد هل رئيس الدستورية أم مجلس رئاسى مدنى؟ - هناك خريطة كاملة بين القوى السياسية والثورية وحركة «تمرد» بشأن كيفية إدارة شئون البلاد لفترة مؤقتة، يتم الاستعانة خلالها بالمؤسسة الدستورية والسلطة القضائية في وضع خارطة طريقة مع إعادة إعداد دستور جديد للبلاد ثم انتخابات رئاسية ثم تشريعية حتى تستقر إدارة شئون البلاد بعد تصحيح ما أفسده الإخوان. ما رأيك فيما يردده الإخوان حول شرعية الصناديق؟ - الاحتجاج بشرعية الصناديق حجة ساقطة وفاسدة، لأن الصناديق ذاتها امتلأت بالشياطين والخطايا ولا زالت التحقيقات جارية حتى يتم الإمساك بهؤلاء الشياطين ومحاكمتهم جنائيًا بتهمة ارتكاب أخطر جرائم انتخابية منظمة مصحوبة بالرشوة، بالإضافة إلى جرائم التهديد والترويع بشكل لم تشهده البلاد، وهو ما يجعل الشعب حريصا على رد اعتباره بهذه الثورة الجديدة. البعض يرى أن الجيش يمكن أن يعود للحكم مرة أخرى، فما رأيك؟ - الجيش لن يعود للحكم ولن يدير شئون البلاد ولكنه سينقذ البلاد من الفتنة ويحمى الإرادة الشعبية للمصريين ويمنع إسالة الدماء. هل أنتم مع كثرة الإعلانات الدستورية أم العودة إلى دستور 1971 لفترة محدودة بعد سقوط مرسى؟ - كل هذا وارد ولا يجب الإعلان عن كل شيء الآن، وكل شيء متفق عليه مع القوى الثورية وتمرد وشباب الثورة التي تستبعد المصالح الشخصية وتعلى مصلحة مصر فوق كل اعتبار. ماذا عن الفترة الانتقالية عقب زوال حكم الإخوان؟ - الفترة الانتقالية سوف لا تزيد على عام ويتم خلالها إعادة تنظيم شئون البلاد بطريقة علمية وليست عشوائية كما يحدث الآن، ويشارك في إعادة تنظيم شئون البلاد مصريون وطنيون وعلماء وخبراء مخلصون للوطن. التشريعات التي وضعها الإخوان هل ستستمر بعد سقوط النظام؟ - التشريعات التي وضعت ستظل سارية حتى تلغى وتزول جميع آثارها خاصة إذا كانت تهدف لتحقيق مصالح شخصية للإخوان وتعتدى على الحقوق والحريات. ما تقييمك لفترة حكم الإخوان؟ - هي أسوأ لحظات مرت على مصر في التاريخ، بل أسوأ من فترات الاحتلال الأجنبى وأحدثت الاضطرابات والفتن وعملت على تفتيت الشعب المصرى واعتدت على السلطة التشريعية والقضائية، وأهدرت سياسة الدولة واستهدفت الديكتاتورية بالقوة والبلطجة، وبكل أسف نسمع شعارات في وادٍ والواقع في وادٍ آخر، رغم أن الفرصة كانت أمام النظام ليستفيد من الدرس، ولكنه بكل أسف تعددت الدروس ولم يستفد من أي منها. ما هو دور أمريكا في تلك الأوضاع؟ - أمريكا تريد أن تغسل يديها الآن وتقول هذا ذنب النظام، وتضطر إلى الرضوخ لإرادة الشعب.