سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"خزعبلات" السلفيين تثير استياء الأثريين..وصفت المعابد الأثرية بديار الكفر التى يجب هدمها.. على: آراء ساذجة لا تتفق مع العقل والدين..مصطفى: عودة لعهود التخلف..ريحان: الإسلام دعانا لأخذ العظة من الماضى
أثار بيان الطلاب السلفيين بشأن ضرورة هدم المعابد الأثرية ووصفها بديار الكفر وتحريم التماثيل السياحة، وضرورة هدم الآثار؛ لأنها أصنام ويوجد احتمال أن يعبدها غير الاستياء خبراء وعلماء الآثار والقائمين على شأن الحضارات الإنسانية وتاريخ الأمم، واصفين البيان بأنه مجرد تخاريف وخزعبلات ومحاولات لفرض الوصايا على الشعب المصرى الذى يرفض أن يتم تدمير حضارات سابقيه على أيدى السلفيين، وهو ما لم يحدث وقت المسلمين الأوائل. وصف الدكتور عبدالخالق على، أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة تهديدات السلفيين بهدم الآثار واعتبار المعابد الأثرية ديار كفار "خزعبلات"؛ لأن الأصنام أو التماثيل لا تستخدم فى العبادة، ولكنها تراث حضارى عن الماضى. وأكد أنه لو كانت هناك حرمة من وجودها لهدمت مع الفتح الإسلامى فى مصر عام 641 وكان وقتها بينهم 365 صحابيًا جليلًا، بل إن عمرو ابن العاص لم يهدم المعابد أو الأهرامات لقناعته بأنها تراث أمة نسترشد به للتاريخ. وقال الدكتور عبدالخالق إن التيارات السلفية التى تسير على نهج الوهابية السعودية لا تعترف إلا بالتشدد، مؤكدًا أن تخوف السلفيين لا أساس له من الصحة لأنه لا يوجد من يقوم بعبادة الأوثان فى هذا العصر، ولكنهم يريدون فرض وصيتهم على المجتمع رغم أنهم فقراء فكريًا ودينينًا وثقافيًا. وأضاف عبدالخالق أن المصريين منذ دخول الإسلام لم يثبت قيام أحدهم بعبادة الأوثان، وبالتالى السلفيين آراؤهم متشددة وستدفن معهم؛ لأنها مجرد آراء ساذجة لا تتفق مع العقل وصحيح الدين، فضلًا عن أنهم ليسو أهل علم. وأكدت الدكتورة هبة مصطفى، وكيل كلية الآثار جامعة القاهرة، أن تصريحات شباب السلفيين وبيانهم إلى أساتذة جامعة الأزهر مجرد "خزعبلات"، لا تستحق الرد؛ لأن الادعاء بأن المعابد الأثرية ديار كفر والتماثيل حرام والسياحة حرام ويجب هدم الأصنام، وبالتالى لم يتركو شيئًا إلا جعلوه محرمًا ويكفرون الناس به. وأكدت هبة أن هذا الكلام يمثل عودة لعهود التخلف ومحاولة لفرض الوصاية على الشعب المصرى وتدمير تاريخه الحضارى. وأشار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بوزارة الآثار إلى أن كلام وتهديدات السلفيين بشأن هدم المعابد لا يجب الالتفات لها، خاصة أن التامل فى خلق الله وجمال الكون من حولنا والتأمل فى النفس والإمعان فى ما صنعته الحضارات السابقة والسير فى البقاع للتعرف على الحضارات والثقافات للشعوب المختلفة وهى دعوة الاسلام دين الحضارة والعلم والفكر المستنير. وأضاف ريحان أن السير فى الأرض نوعان الأول من أجل زيارة آثار السابقين، والثانية إذا كنت فى سفر لأمر ما فلا تترك المكان دون أن تنظر إليه، والإسلام دعانا إلى أخذ العظة من الماضى والاستفادة فى نفس الأمر من مساكن السابقين وتأملها والتعرف على طرق بنايتها ومدى ملاءمتها للبيئة الخاصة بها. وأضاف أن دراسة الحضارة تتم عن طريق المعابد، وتجعلنا نكتشف طبائع أقوام فى الماضى ووجودها فى الحاضر يعطينا إرهاصات مستقبلية، ومثال ذلك ما ذكره القرآن الكريم عن طبائع اليهود "لا يقاتلونكم جميعًا إلا فى قرى محصنة أو من وراء جُدُر".