بالمخالفة لكل الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لحماية المواطنين من انتشار وباء كورونا والتي تتمثل في تقييد حركتهم وتعليق صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، طالب سامح عبد الحميد، الداعية السلفي، الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بفتح المساجد من جديد، على أن يُصلي المرضى وكبار السن في بيوتهم. قوات الأمن تضبط منظمي مسيرة الإسكندرية الثلاثاء 24 مارس 2020 الدعاء فيها مُجاب.. دعاء الساعة الأخيرة ليوم الجمعة الجمعة 13 مارس 2020
وقال في تصريح خاص ل"فيتو" إن الدولة لم تمنع الجماهير من الذهاب لأعمالهم، وطالب وزارة الأوقاف أن تمنح المواطنين حرية الذهاب للمساجد، وأضاف: “أما المُصابون بالفيروس فعليهم أن يلتزموا بيوتهم أو يذهبوا للحجر الصحي، فكما أن الذهاب للعمل ضرورة، فكذلك الذهاب للمساجد ضرورة”.
اقرأ أيضا: باحث: التحالف العربي يملك ملفات كاملة عن خيانة الإخوان
وأكد عبد الحميد، أن المصلين لا يتكدسون في المساجد، كما يتكدس الركاب في القطار والمترو وطوابير الانتظار في بعض المصالح الحكومية وأفران الخبز وغيرها، لافتا إلى أن العمال والموظفين لا يجدون موضعًا مناسبًا للصلاة في كثير من الأوقات والأماكن، ولهذا يحتاجون للصلاة في المسجد، على حد قوله.
يذكر أن لجنة الفتوى بالأزهر قالت إن المقصد العام من تشريع الأحكام الشرعية هو تحقيق مصالح الناس في العاجل والآجل معا (الموافقات للشاطبي 2/9)، وقال الطاهر بن عاشور: مقصد الشريعة من التشريع، حفظ نظام العالم، وضبطُ تصرّف الناس فيه، على وجه يعصم من التفاسد والتهالك، وذلك إنما يكون بتحصيل المصالح واجتناب المفاسد على حسب ما يتحقق به معنى المصلحة والمفسدة"[مقاصد الشريعة الإسلامية:3/230].
وأشارت اللجنة إلى أنه إذا كان حضور الجمع والجماعات من شعائر الإسلام الظاهرة، فإن تحقيق مصالح الناس ودفع المفاسد عنهم: أساس إرسال الرسل وتشريع الأحكام التي أرسلوا بها مما يعني أنها مقدمة على تلك الشعائر، فبرغم كون الجمعة فرضا من الفروض وصلاة الجماعة سنة مؤكدة على القول الراجح إلا أن هناك أعذارا تمنع من حضورهما دفعا للضرر الناشئ عن التجمع عن قرب في مكان واحد، ومن هذه الأعذار: المرض، فقد روى مسلم بسنده عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ».
وأضافت أنه إذا ما قرر ولي الأمر خطورة تجمع الناس في مكان واحد سواء كان ذلك المساجد أو غيرها، وأن هذا التجمع يزيد من انتشار الفيروس، فمنعهم من هذا التجمع، و كان ذلك بناء على توصيات أهل العلم في هذا الشأن، فإنه يجب على الجميع الالتزام بهذا الحظر وعدم التجمع حتى ولو كان ذلك لصلاة الجمعة و الجماعات، فهذا تعطيل أو تعليق مؤقت وليس فرضاً لأمر دائم، وهو مبني على توصيات أهل الشأن و الذكر امتثالا لقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[النحل:43].
وأكدت أنه لا يحل لأحد مخالفة هذا القرار سواء كان ذلك بحضور عدد قليل إلى داخل المسجد وإغلاقه عليهم ثم يصلون الجمعة أو الجماعات، أو الصلاة أمام المسجد، أو الصلاة في الساحات أو على أسطح البنايات، وذلك لما سبق من أحاديث نبوية، وللقواعد الفقهية التالية: - الضرر يزال. - لا ضرر و لا ضرار. - تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة. - درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. - إذا تعارض مفسدتان رُوعي أعظمُهما ضررًا بارتكاب أخفهما.