منطقة محظورة على العقلاء وهواة المنطق.. شعارها «مناخوليا».. والاقتراب منها ممنوع لغير رواد «الخانكة» و«العباسية»، فأصحاب العقول فى راحة! لما اختطف في سيناء الجنود، وهلت على مصر ظلمات الأيام السود، ورقعت الرئاسة الشعب المصري المقلب المعهود، فما حدث كان مسرحية من الريس الذي سوف يذهب ولن يعود، وسلم الجميع أمرهم للواحد المعبود، وكان هذا الحوار المنكود.. الرائد مازن من قوة الحرس الجمهوري الخاص بالرئيس، طارقًا الباب عليه بقوة: افتح يا ريس الموضوع خطير ولا يحتمل التأجيل. - جرى إيه يا رائد مازن.. فيه زلزال لا سمح الله في البلد، ولا الحرب قامت بعيد الشر يا مازن، ما الحياة حلوة والقصر منور والتكييف شغال زي الفل، ومرتباتكم ماشية وزودتها لكم كمان، ألا تتركني أختلي ساعة بربي يا رجل، قبل أن يأذن المولى بميلاد صبح يوم جديد، عندما أستنفركم والخمسة وسبعين سيارة لصلاة الفجر عشان ربنا يتقبل منكم ويكفر عنكم ذنوبكم وقلة دينكم وإهمالكم الصلوات المكتوبة أيام المخلوع !.. مازن ممسكا بأعصابه إلى أقصى درجة: يا ريس فيه كارثة خطيرة .. جماعة إرهابيين خطفوا 7 جنود مصريين في سينا، وبيهددوا بتصفيتهم جميعا إذا لم ننفذ لهم جميع طلباتهم. الريس: لا حول ولا قوة إلا بالله، الناس جري لهم إيه؟ بقوا حاطين نقرهم من نقري ليه كده بس ياربي، كل ما أقول خلاص هاتروق وتحلى تحصل كارثة تنكد ع الواحد عيشته، أقول إيه بس.. المؤمن منصاب.. ربنا يجعله في ميزان حسناتنا جميعا يوم نلقاه، بسرعة والنبي يا رائد مازن تجيب لي أسامي الجنود الكرام دول. الرائد مازن: الله أكبر... علي طول كده هاتحل الموضوع يا ريس.. ماشاء الله. الريس: أحل إيه.. استغفر الله .. هو حد فينا ليه شيء في نفسه يا ابني؟ ده ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لعباده الجنود المؤمنين المخطوفين دول، هم وأهلهم اللي بيسترجوهم من الدنيا وواجب عليهم شكره في السراء والضراء، يا سلاااام ... حكمته.. ويمكن ربنا اختارهم يكونوا في جواره من الشهداء الأبرار، الله... مين قدهم... أحياء عند ربهم يرزقون، ويشفّع كل واحد فيهم في سبعين من أهل بيته، ويسكنون في عليين ويحشرون مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. مرحى... مرحى. الرائد مازن: إمال فخامتك طالب أساميهم ليه وبالسرعة دي؟. الريس: قلت لي ليه.. عشان أدعي لهم بظهر الغيب يا أخي الحبيب، ونقنت سويا بالدعاء لهم في صلاة الفجر، يقوم ربنا فاكك كربهم علي طول، وهكذا إحنا علينا الدعاء والمولى سبحانه وتعالى عليه الإجابة... أومال.. ما فيش كلام. مازن: بس سعادتك رئيس دولة وولي أمر.. مش شيخ جامع ولا مقيم شعائر!.. الريس ممتعضا: هو ده الكلام العلماني اللي حشوا بيه عقولكم الساذجة من يوم ما اتنشأتوا، لكن لما تسمع كلام الدين تعرف أن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، طيب هو إحنا نعرف مين اللي خطفهم؟، ولا نعرف له طريق جرة وما رحناش خلصناهم.. دي خلق هايمة على وشها في صحراء سينا يابا.. بتدور على أي سبوبة يطلعوا منها بمصلحة، قالوا لك لما نخطف لنا كام جندي من العيال الغلابة ونهتّ الدولة المصرية بيهم، يقوم عمك الحاج مرسي عشان يحافظ على هيبته وهيبة البلد مشخشخ لنا جيبه وظارفنا كام باكو، لكن على مين.. دي فلوس الشعب وأمانة في رقبتي يا عالم سوف أسأل عنها يوم القيامة، يوم لاينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. الرائد مازن وقد علته الدهشة: بس كده فخامتك بتساعد على انهيار الجيش.. آخر مؤسسة متماسكة في الدولة.. وبتطمع فينا اللي يسوى وإللي ما يسواش.. ومش بعيد نلاقي إسرائيل محتلانا تاني يوم. الريس: ياراجل تف من بقك، إسرائيل إيه وبتاع إيه، هما الإسرائيليين فاضيين لنا، الحمد لله من ساعة ما ربنا أكرمنا بحكم مصر وربك مسخرهم لينا وعاميهم عننا تماما، ببركة دعاء المرشد ربنا يخليه لينا ويخليه لمصر، سبحان الله ربك ليه رجال، من غير بركتهم الناس تضيع وجعلهم بين ظهرانينا آية.. بس إحنا نتعظ ونكون مع الله، وبعدين تعالى هنا، بتقول لي مؤسسة ومتماسكة ، هم اللي اتخطفوا دول مش عساكر وجنود؟، يعني المفروض دول حماة الوطن ورجالته يقوموا يتخطفوا كده في عز الضهر، دي مؤسسة فاشلة يا راجل، ولو فيها خير ما يتعملش في رجالتها كده، وكمان عايزني أنقذهم، دا يمكن اللي حصل لهم دا درس من عند ربنا عشان ياخدوا بالهم من تدريباتهم كويس، ويبقوا رجالة يعتمد عليهم، ودا كمان درس للجيش اللي سايب رجالته وطالقهم من غير سلاح ولا حماية؟!.. مازن: دول خدوهم على خوانة يا أفندم، فخامتك بصفتك القائد الأعلى للقوات المسلحة إدينا الأمر وإحنا نفرم الخاطفين دول ونرجع الرجالة بالسلامة. الرئيس متعجبا: يا سلام... شوف الظلم اللي أنتم خدتم عليه.. هم الخاطفين الإرهابيين الوحشين دول مش بني آدميين زينا زيهم وليهم أهل برضه؟، عايز كده تفرمهم وتخلص عليهم.. هما فراخ، أنا أدي الأمر، وتشوفوا عملية محندقة كده تحافظوا بيها على حياة دول ودول.. إيوه.. إنت ناسي إني أنا رئيس لكل المصريين ولا إيه.. وشوف لي بالمرة قادة المعارضة والأحزاب.. داهية تاخدهم كلهم ييجوا يشوفوا معايا حل للمصيبة اللي إحنا فيها دي .. فالحين بس يقروا علي الأبهة اللي أنا فيها.. انصراف. ينصرف الرائد مازن بعد أن اقترب من فقدان عقله، بينما يرن هاتف الثريا الخاص بالرئيس رنينا متصلا. أبو لافي: نفذنا المهمة على أتم وجه زي ما اتفقنا ياباشا، وراس غريمك السيسي وصبحي بقت بين إيديك.. وهي دي هديتنا لفخامتك السنة دي، زي ما أهديناك راس طنطاوي وعنان في رمضان الماضي، بس العيال تاعبينا بالحيل، ما يبغوا ياكلوا عصيدة ! الريس مستبشرا: الله يبارك فيك يا أبو لافي.. أنا ليا بركة غيركم، هانت.. ربنا يتمم بخير، ولو العيال المخطوفين مش عايزين ياكلوا عصيدة، ابعت هات لهم باتنين جنيه فول وبربع جنيه جرجير هايبوسوا إيديهم وش وضهر، وخبيهم كويس والنبي لحد الموضوع ما يكمل على خير، وتبعتهم لي الأربع الجاي في الفجر، وبعد كده تاخد إخواتك وعلى الأهل والعشيرة في غزة علي طول.. الله يرحمك يا شيخ ياسين أنت والحاج الرنتيسي.