وسط الجدل الدائر حول الموازنة العامة للعام المالى الجديد، كشفت مصادر مطلعة عدم جدوى مناقشتها داخل مجلس الشورى ، رغم الانتقادات الموجهة للموازنة، وأخطرها أنها تحمل البسطاء أعباء كثيرة لصالح الأغنياء كما كان يحدث فى عهد الرئيس السابق . مصادر « فيتو» أكدت أن مكتب إرشاد الإخوان المسلمين سيضع التعديلات التى تتماشى مع رؤية الجماعة، تمهيدا لتمريرها من قبل المجلس فى 30 يونيو المقبل، دون النظر إلى أى ملاحظات أو طلبات تم طرحها فى «المكلمة» التى شهدها المجلس على مدار الشهور الثلاثة الماضية. «الجماعة تتبع هذا النهج فى كافة القوانين» هذا ما أكدته المصادر، مشيرة إلى أن الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى عادة ما يحتفظ بكل مسودة مشروع قانون لفترة من الوقت - قبل طرحه على اللجان المختصة - بهدف إعطاء فرصة أكبر لحزب الحرية والعدالة لدراسته وإجراء تعديلاته عليه، بما يقطع الطريق أمام نواب الأحزاب الأخرى لمناقشة القانون وإجراء التعديلات عليه، وبالتالى لا يتمكنون من مواجهة نواب الإخوان وطريقتهم فى تمرير القوانين . اللمسة السحرية لبديع والشاطر على خطة الموازنة العامة للدولة كشفتها مصادر «فيتو»، فأكدت أن مكتب الإرشاد سيبقى على الزيادة المقررة لمؤسسة رئاسة الجمهورية فى الموازنة الجديدة، وزيادة موازنة جهاز الشرطة، وكذلك الإبقاء على الصناديق الخاصة داخل المحافظات والهيئات، إلى جانب البنود السرية بموازنة الوزارات والهيئات والتى يحصل من خلالها الوزراء والمستشارون بهذه الجهات على مكافآت ضخمة، وهى ما كانت مثار اعتراض نواب الجماعة فى برلمان 2005 /2010، باعتبارها مغارة سرية لسلب ونهب المال العام . ولفتت الى أن الإرشاد سيبقى على موازنة عدد من الجهات والهيئات الأخرى - المكلفة بتنفيذ سياسات الجماعة وتسهيل حملاتها الانتخابية استعدادا لمجلس النواب المقبل - دون تعديل . المصادر قالت إن مجلس الشورى سيكون أمام خيارين لا ثالث لهما فى 30 يونيو القادم؛ تمرير تعديلات الموازنة عن طريق أغلبية نواب الحرية والعدالة والمؤيدين لهم بالشورى، والتى بالطبع ستأتى من خلال مكتب الإرشاد، أو إقرار موازنة العام السابق بزيادة نسبتها 10% حال عدم تحقيق نسبة التصويت اللازمة لتمريرها، وهو ما يصب فى صالح النظام الحالى أيضا، وخاصة مع وجود الصناديق الخاصة بالمحافظات والهيئات وما تحويه من عشرات المليارات من الجنيهات، بحيث تكون هذه المبالغ تحت سيطرة المحافظين ورؤساء الهيئات الذين تم تغيير عدد كبير منهم بمنتمين للإخوان المسلمين، لتسهيل استغلال موازناتها فى الترويج لسياسات الجماعة وحملاتها الانتخابية.