بدأت في النمسا الانتخابات التشريعية المبكرة التي دُعي إليها بعد الإطاحة بحكومة المستشار السابق سيباستيان كورتس، وسط توقعات بفوز الأخير مجددا، لبيقى التحدي الأكبر أمامه تشكيل الحكومة. وبدأ نحو ستة ملايين ناخب التصويت في النمسا اليوم الأحد 29 سبتمبر في انتخابات تشريعية يفترض أن تقدم فرصة ثانية للمحافظ سيباستيان كورتس. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة حسب التوقيت المحلي، لنحو 6،4 ملايين ناخب. ويتوقع أن تعلن التقديرات الأولية بعيد انتهاء التصويت في الساعة في تمام الساعة الخامسة ظهرا. وكان الائتلاف الذي شكّله كورتس (33 عاما) زعيم المحافظين في النمسا مع القوميين في حزب الحرية النمساوي، انهار في مايو الماضي بعد تسريب معلومات عن نائبه وزعيم حزب الحرية عرفت باسم "فضيحة إيبيزا" أو "ايبيزا غيت". وأظهرت تسجيلات مصورة رئيس حزب الحرية هاينتس-كريستيان شتراخه وهو يناقش صفقات تتعلق بالبنية التحتية، والإعلام مع سيدة انتحلت شخصية متبرعة روسية ثرية. واستقال شتراخه من منصب نائب المستشار، ويخضع الآن للتحقيق للاشتباه في قيامه بإساءة استخدام سلطته. ولم يتمكن التحالف بين كورتس وشتراخه الذي شكّل في خريف عام 2017 بغية تنفيذ سياسة مناهضة للهجرة، من الصمود أمام هذه القنبلة الإعلامية، لكن ورغم إطاحة البرلمان به بعد هذه الفضيحة، نجح كورتز في الحفاظ على شعبيته. وكانت تلك المرة الأولى التي يسحب فيها برلمان الثقة من مستشار بتاريخ النمسا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة التأييد لكورتس تتراوح بين 33 و35%، أي أعلى بنقطتين ونصف من انتخابات عام 2017، مقابل 23% فقط للاشتراكيين الديموقراطيين من الحزب الديموقراطي الاشتراكي النمساوي. وإذا كان فوز كورتز بات الأكثر احتمالية، إلا أن الأخير قد يجد صعوبات جمة في تشكيل تحالف حكومي، فمن الصعب العودة إلى الشعبويين بعد فضيحة شتراخه. لكن الديموقراطيين والخضر يطالبون بتنازلات عديدة، ما ينذر بأشهر طويلة من المفاوضات. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل