تطوير شامل في الطاقة الفندقية لجامعة المنيا لتصل إلى 892 سريرًا    «تعليم أسيوط» يعلن تلقى طلبات الراغبين في العمل بالحصة لمدة عشرة أيام    «مستقبل وطن» يواصل عقد المؤتمرات الجماهيرية لدعم مرشحى مجلس النواب    «الفجر بالإسكندرية 5.44 ص».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الثلاثاء    وزير التعليم العالى يغادر إلى لندن للمشاركة بمؤتمر نحو العالمية "Going Global "    تضامن المنوفية: تمديد 578 وصلة مياه شرب نظيفة بقرى ومراكز المحافظة    ضبط 178 كيلو لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي في أسيوط    رسميا.. موعد بدء التوقيت الشتوي 2025 وتغيير الساعة في مصر (تفاصيل)    توقيع خطاب نوايا بين وزارة التعليم والمدرسة الرقمية الإماراتية لتطوير التعليم الفني    الحكومة تدرس عروضًا استثمارية لإنشاء وتطوير فنادق ومشروعات عمرانية بمحافظة بورسعيد    الصحف العالمية اليوم: ترامب يقدم بادرة حسن نية لصناعة السيارات الكورية قبل زيارة سيول.. ستارمر يكشف أسراره وشغفه بالموسيقى ومرض والدته ووفاة شقيقه أصعب اللحظات.. والمتحف المصرى الكبير الطموح الثقافى الأضخم لمصر    حماس: غزة والضفة الغربية هي وحدة وطنية واحدة    سفير مصر لدى بيروت: التصعيد الإسرائيلي في لبنان يستوجب تحركا إقليميا    اتحاد الكرة يرسل خطاباً للزمالك برفض مشاركة دونجا فى السوبر المصري    موعد مباراة الأهلي ضد الباطن في كأس خادم الحرمين الشريفين والقنوات الناقلة    رويدا هشام: سأنحاز للسيدات.. وخدمة الأهلي شرف كبير    شوبير يكشف حقيقة مفاوضات بيراميدز مع أليو ديانج    ضبط سائق توك توك اصطدم بسيارة وهدد صاحبها    طريقة تصحيح امتحانات شهر أكتوبر 2025.. وتحذير صادم للطلاب المتغيبين    مصر وطن السلام.. رسائل القوة والموقف!    افتتاح الدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة وسط قطاع غزة    الجمهور يشيد بالمخرج محمد حماقي بعد تألقه في مسلسل "لينك"    مواقيت الصلاة بمطروح وأذكار الصباح اليوم 27 أكتوبر    وزير الصحة: إنشاء 22 غرفة لإدارة الأزمات ضمن الشبكة الوطنية للطوارئ    مدير الرعاية الصحية بأسوان يستضيف الاجتماع التنسيقى لهيئات المنظومة الجديدة    وزير العمل: إصدار القانون الجديد محطة فارقة في تحديث التشريعات الوطنية    مدير الكرة بالزمالك : دونجا ضمن بعثة الفريق لخوض السوبر المحلي    الخميس.. العرض المسرحي تطبق العروض والأحلام بمكتبة مصر الجديدة العامة    مدرب برشلونة: أجواء برنابيو أربكت يامال وغياب ليفاندوفسكي أثّر على الفريق    طريقة عمل شاي اللاتيه بمذاق ناعم    وزير الخزانة الأمريكى: واشنطن وبكين اتفقتا على إطار عمل لاتفاقية تجارية    عاجل بالصور الصحة: إنقاذ ناجح لسائحة إسبانية أصيبت داخل هرم سنفرو المنحني بدهشور    3 مصابين في انهيار داخلي لعقار بمنطقة العصافرة في الإسكندرية.. والمحافظ يتابع الحادث    محافظة الجيزة : طلاء 3000 عقار لتجميل محيط المتحف المصرى الكبير والطرق المؤدية إليها    علاج 1674 مواطنا بقافلة طبية بالشرقية    بكين: المقاتلة الأمريكية تحطمت أثناء تدريب عسكرى فى بحر الصين الجنوبى    محافظ الإسكندرية يتابع تداعيات انهيار أجزاء من عقار بالعصافرة بحري    تخصيص جزء من طابور الصباح لتعريف طلاب القاهرة بالمتحف المصري الكبير    وزيرة التضامن تلتقي المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب    شيخ الأزهر: الحروب العبثية كشفت انهيار النظام الأخلاقي في العالم    بكام الطماطم النهارده؟.. أسعار الخضراوات والفاكهة فى الوادى الجديد    طفل يقود ميكروباص في بني سويف ووزارة الداخلية تتحرك سريعًا    تأجيل محاكمة 24 متهما بالإنضمام لجماعة الأخوان الإرهابية لمرافعة النيابة العامة    جامعة الإسكندرية تحقق إنجازا عالميا باختيار مركز القسطرة ضمن أفضل 7 مراكز خارج الولايات المتحدة    دعاء الحج والعمرة.. أدعية قصيرة ومستحبة للحجاج والمعتمرين هذا العام    ضبط 6 أشخاص أثناء التنقيب عن الآثار داخل عقار في المرج    الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ إزاء الوضع في الفاشر السودانية وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار    ترامب يحذر الحوامل مجددًا| لا تستخدمن دواء "تايلينول" إلا للضرورة القصوى    بعد قليل.. محاكمة المتهمين ومصور فيديو الفعل الفاضح أعلى المحور    اتصالات لوزير الخارجية مع نظرائه في فرنسا واليونان والسعودية والأردن لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين والسودان    بالفيديو.. الأوقاف: "مسابقة الأئمة النجباء" تعكس نقلة نوعية في تطوير الخطاب الديني    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    فريدة سيف النصر تعلن تفاصيل عزاء شقيقها اليوم    أول أيام الصيام فلكيًا.. متى يبدأ شهر رمضان 2026؟    مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 27-10-2025 في الشرقية    إسرائيل تنسحب من منطقة البحث عن جثث المحتجزين في غزة    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حذر من اندلاع حرب بالخليج.. وزير خارجية عمان يتحدث عن الأزمات المشتعلة
نشر في فيتو يوم 24 - 05 - 2019

أجري وزير خارجية عمان، يوسف بن علوي، حوارا مطولا تحدث فيه عن جميع ملفات المنطقة الشائكة، تصدره التوتر القائم بين أمريكا وإيران وسط المخاوف من اندلاع حرب تأكل الأخضر واليابس في الإقليم.
واشتمل حوار الوزير يوسف بن علوي - الذي يشغل منصب وزير الشئون الخارجية لسلطنة عمان منذ عام 1997 –أبرز قضايا المنطقة، وعلى رأسها جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودور مسقط في دفع عملية السلام بالمنطقة، خاصة بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان، ولقائه السلطان قابوس بن سعيد في العاصمة العمانية مسقط، أكتوبر من العام الماضي.
كما تحدث وزير الخارجية العماني للزميلة مجلة "المجلة" عن موقف بلاده إزاء التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران. ودعا المجتمع الدولي إلى السعي لاحتواء الأزمة وتجنب حدوث مواجهة عسكرية في منطقة الخليج، وأكد أن بلاده وأطرافًا دولية أخرى تعمل جاهدة لتهدئة التوتر بين طهران وواشنطن، مشيرًا إلى إدراك الطرفين لخطورة الانزلاق في التهديدات المتبادلة أكثر من هذا الحد.
وأوضح يوسف بن علوي الدور الذي تقوم به سلطنة عمان من أجل إيجاد حلول للأزمات في المنطقة، ومن بينها الأزمة اليمنية.
وفيما يلي نص الحوار....
* في إطار العلاقات والروابط العميقة والتاريخية التي تجمع سلطنة عمان بالمملكة المتحدة وتمتد إلى قرون مضت، وقّعتَ مع وزير الخارجية البريطاني اتفاقية تعاون وشراكة بين البلدين... ما الجديد في هذه الاتفاقية وما المجالات التي تشملها؟
- علاقتنا بالجانب البريطاني متجذرة في التاريخ، وتعد هذه الاتفاقية توثيقًا رسميًا للصداقة الراسخة بين مسقط ولندن، وتأتي بمثابة تطوير وتعزيز للروابط العميقة التي تجمعهما، والرؤى المشتركة بين البلدين. وتهدف الاتفاقية إلى دعم النمو الاقتصادي والاستثماري عبر تطوير شراكات قوية تحقق المنفعة المتبادلة لكلا الطرفين لإيجاد بيئة اقتصادية منفتحة وتنافسية. وتأتي هذه الاتفاقية استكمالا للاتفاقية الأمنية وإعلان المبادئ اللذين تم توقيعهما في مسقط هذا العام.
كما تشمل الاتفاقية التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتنموية والتكنولوجية، انطلاقًا من المصالح المشتركة للبلدين الصديقين وعلى رأسها العلاقات الثنائية واستمرار المشاورات المتبادلة بين الجانبين.
* هل تناول حديثكم مع وزير الخارجية البريطاني قضايا المنطقة ولعل من أبرزها عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل الإعلان الوشيك عن الخطة الأمريكية للسلام؟ هل تحدثتم عن التوترات الخطيرة بين طهران وواشنطن، والأزمة في اليمن وقضايا المنطقة الساخنة؟
- نعم، بالتأكيد تحدثنا عن كل ذلك وعن دعم السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. تحدثنا عن الإشكالات والتحديات التي تمر بها المنطقة وقضايا أخرى استجدت مثل الخلاف الأمريكى الخليجي مع إيران الذي يواجه شبح الحرب، والقضية الفلسطينية وقضايا المنطقة المعروفة.
نحن نعتقد أن بريطانيا دولة عظمى رغم أن واقع الحال لا ينظر إليها هكذا الآن... ولكنها ستظل دولة كبرى ليس فقط لأنها عضو في مجلس الأمن، ولكنها دولة عظمى في تسوية الخلافات وإيجاد الحلول لقضايا العالم والمنطقة. وبريطانيا شريكة في كل ما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. إذن شراكة بريطانيا مع سلطنة عمان تساعد الطرفين على حل النزاعات والخلافات في الشرق الأوسط والخليج.
* بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أكتوبر الماضي إلى سلطنة عمان واستقبال السلطان قابوس له في مسقط... هل من جديد بشأن القضية الفلسطينية ودفع عملية السلام في المنطقة، وكذلك على صعيد العلاقات الإسرائيلية- العمانية؟
- العلاقة بين إسرائيل وعمان طبيعية في عالم متداخل... ونتنياهو ليس هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول الذي زار سلطنة عمان، فقد سبقه إسحاق رابين، وشيمون بيريز، ومسئولون آخرون، وهي زيارات كانت تأتي في أوقات تمر بها المنطقة بأزمات حساسة ومتوترة.
وجاءت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى سلطنة عمان بناء على طلبه، واستجابت الدولة لذلك. وزار السلطنة قبله الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وتمحور الحديث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حول مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الخروج من أزمتهم.
وسمعنا وجهة نظر نتنياهو وسمع وجهة نظرنا، ونعتقد أن حصول الفلسطينيين على الاعتراف بدولة مستقلة ذات سيادة هو الأساس لأي مبادرة أو خطة للسلام.
والقرار في النهاية فلسطيني والعالم معهم... وأي شيء يحول دون قيام دولة فلسطينية لن يكون مقبولًا...
ونعلم أن هذا الأمر ليس سهلًا... قيام دولة فلسطينية سيواجه مصاعب كثيرة، وترتيبات وتحضيرات ومناقشات، غير أن كثيرًا من هذه الصعوبات لها حلول... إسرائيل وفلسطين يقعان في منطقة جغرافية واحدة... بالتالي لا بد من أن يكون بين الجانبين شراكات مفيدة للطرفين وهذا هو الذي يساعد على الاستفادة من جميع الأطراف المشاركة. حاليا إسرائيل دولة ناجحة ولكنها تحتل أرضًا فلسطينية هامة في الضفة الغربية وقطاع غزة... وسياتي الوقت الذي يتحتم فيه على الطرفين التعاون والشراكة.
الإسرائيليون مهما كانوا يملكون من قوة واقتصاد وتطور علمي وتكنولوجي، لكن ما يشغلهم هو الشعور بالاستقرار والاطمئنان. وهي ليست مطمئنة إلى مستقبلها كدولة غير عربية في محيط عربي من 400 مليون مواطن.
والشعب الفلسطيني لديه القدرة على توفير ذلك. ولكنّ أحدًا لم يخطُ الخطوة الأولى لتوفير الاستقرار لأنفسهم وللإسرائيليين. في هذه الظروف التي تمر بها الدول العربية يحتاج الشعب الفلسطيني إلى الاستقرار بعد عشرات السنين من المعاناة.
بعد 40 سنة من احتلال الضفة الغربية عرف الإسرائيليون والفلسطينيون بعضهم البعض جيدًا. تأكد الإسرائيليون أن الشعب الفلسطيني يمكنه الصمود وأنهم يصرون على الحصول على حقوقهم في قيام دولة ذات كيان، وعرف الفلسطينيون ماذا تريد إسرائيل، فأصبحوا متساوين في القيم ويبقى القرار السياسي.
* التقت «المجلة» قبل أسبوعين جيسون جرينبلات مساعد الرئيس دونالد ترامب، والممثل الخاص للمفاوضات الدولية في البيت الأبيض... والمسئول مع جاريد كوشنر عن إعداد خطة السلام الأمريكية، ودعا من خلال الحوار إلى عدم تسرع الفلسطينيين في رفض الخطة قبل الاطلاع عليها، وأكد أن السلطة الفلسطينية ستتعرض لحكمٍ تاريخي قاسٍ إذا رفضت خطة السلام... ما تعليقكم على هذا التصريح؟
- لا بد أن نأخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك نقاش ساخن حول خطة السلام الأمريكية. سلطنة عمان لم تطلع عليها، ولكن لا يمكن للفلسطينيين أن يتنازلوا عن إقامة دولة لهم بعد 70 سنة من قيام دولة إسرائيل... لا يمكن قبول أن تكون لإسرائيل دولة... وللفلسطينيين خيام، هذا لن يكون معقولًا... هذا الكلام قلناه للأمريكيين، وأكدنا لهم أن المسألة ليست مسألة أموال، لكنها مسألة شعب يُقدر بنحو عشرة ملايين في الداخل وفي الشتات. ويجب أن تكون إسرائيل دولة صديقة للفلسطينيين، وأن تكون دولة شريكة وليست دولة مغتصبة... وإذا لم تعالج الخطة الأمريكية كل هذه الأمور فستكون خطة ناقصة.
* إذا نجحت الخطة الأمريكية، هل تدعو دول المنطقة إلى عدم مقاطعة إسرائيل وإلى الشراكة الكاملة بين الدولة العبرية والعرب؟
- العرب الآن مشتتون، وكل دولة عربية لها خيارها... ولكن هذا يتوقف على الإخوة الفلسطينيين إذا قبلوا الخطة، وإذا أتاحت لهم قيام دولة فلسطينية فإن باقي الأشياء يمكن تسويتها.
أما من يكون له رأي آخر فربما يكون هناك تدرج في العلاقة بين العرب والإسرائيليين. ولكن لا أعتقد أن هناك أي إشكال مع اليهود؛ فمعظمهم شرقيون من العراق وسوريا ومصر والخليج والمدينة المنورة والأردن والأندلس.
ولكن بعد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تربت أجيال على مشاعر فيها شيء من الكراهية لإسرائيل، وهذه المشاعر لن تنتهي في يوم وليلة... وهذا الكلام موجه لأصحاب الشأن وليس للمواطن الذي يواجه كثيرًا من المصاعب.
وعندما ندرس أحداث المنطقة خلال السنوات الماضية نجد أن ما حدث في أفغانستان كان بسبب فلسطين، والثورة الإيرانية قامت بسبب فلسطين... ومشكلات لبنان لنفس السبب، وكثير من ذلك... هذا كله أوجد القاعدة و«داعش» والآن ما يحدث في السودان والجزائر... الجميع يستخدم القضية.
وبصرف النظر عما يجري في الضفة، لكن السبب الذي يقف وراء كثير من النزاعات في المنطقة هو موضوع القضية الفلسطينية... وكل دول العالم الغربية وروسيا والصين واليابان وأمريكا وأفريقيا، كلهم يعطون العرب كلامًا، ولم يقدم أحد منهم أي دعم أو حل! والعرب للأسف يحبون الكلام حيث تُصاغ منه الأشعار... لهذا السبب نقول إن قضية فلسطين أوضحت للعالم العربي أهمية الحفاظ على وجود إسرائيل من أجل الاستقرار الشامل بالمنطقة بشرط قيام دولة للفلسطينيين. نحن نحتاج إلى أن نفهم ونعالج أمورنا بطريقة صحيحة.
إذا تبصر الناس سوف يتركون الماضي ويفكرون بالمصالح المشتركة... وإذا حدث الاستقرار والتفاهم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني سوف تأتي التنمية الاقتصادية وحدها، ولك أن تتخيل أن عدد الزوار قد يصل لملايين من جميع أنحاء العالم لزيارة الأماكن المقدسة كمنطقة سياحية في القدس من اليهود والمسيحيين والمسلمين... وهذا سوف يحتاج إلى خدمات جديدة وأسواق وفنادق ومستشفيات وشركات ومشروعات أخرى ذات صلة... هذه هي النظرة البعيدة... هذا وحده سوف يدخل المليارات للطرفين في هذه المنطقة التي وصفها الله بأنها أرض مباركة أي فيها ثروات. لو استوعب الناس هذا المنطق... وإذا حصلوا على سكن ووطن وثروة سوف ينسون كل المشكلات الأخرى.
وأنا أتساءل ما الفرق إذن بين الإسرائيليين والبريطانيين على سبيل المثال؟ لا شيء! إذا كان لديك مصلحة سوف تتعامل مع إنسان مثلك ويستفيد كل طرف من الآخر... وهذا كله سوف يحدث مع الزمن. والفلسطينيون بشر لديهم ذكاء كبير ولو تفرغوا للعمل سوف يكون لهم شأن آخر.
* لكن هل تتصور أن منظمة «حماس» سوف تقبل هذا المنطق المتحضر في تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟
- لو وجدت حماس دولة لفلسطين معترفا بها، سوف تقبل بالوضع، ولا أعتقد أبدًا أنهم «يهوون» الاقتتال والصراع.. ومن دون قيام دولة لفلسطين لن ترضى الأطراف الفلسطينية حتى بأموال الدنيا.
* هل ترى أن بعض وسائل الإعلام والمناهج التعليمية وكذلك الخطاب الديني لعبت أدوارًا سلبية في ترسيخ العداء والكراهية ضد التعايش والتعاون بين الشعوب، خاصة بين العرب وإسرائيل؟ وهل بدأت سلطنة عمان في إصلاح الإعلام والتعليم والخطاب الديني؟
- نعم الإعلام له دور كبير، والتعليم، ورجال الدين، وتغيير هذه الموروثات سوف يحتاج إلى وقت طويل. لن يتم التغيير بخطاب ديني معتدل أو مقال في الإعلام. من الضروري أن نقضي على الخطاب الرجعي وأن نصلح التعليم والإعلام من أجل الأجيال القادمة، لأن الأجيال التي ولدت وترسخت في عقولها ثقافة الكراهية يصعب تغييرها في وقت قصير، ولكن على مراحل. نبدأ أولا بمشروع قيام دولة فلسطينية، وحتى هذا المشروع سيكون له معارضون لأن هناك من يطالب بفلسطين الكبرى... وهناك معارضون حتى من الجانب الإسرائيلي، ولكن مع الوقت والاستقرار والتعاون كل هذا سوف يتغير بعد ذلك... نسمع في بعض المساجد خطباء فوق المنبر يقولون: « إن الساعة لن تقوم حتى تقاتلوا اليهود، ويقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله»!.. هذه الاعتقادات لا تنتهي في يوم وليلة ولكن من الضروري أن نبدأ في مقاومة هذا الفكر وتبني الخطاب الديني الوسطي المعتدل.
وأما ما يخص سلطنة عمان فلم تعرف دولتنا إلا الخطاب الديني المعتدل، ولا يوجد لدينا أي إشكال من ناحية الخطاب أو الإعلام والتعليم، ولكني أتحدث عن المنطقة كلها، وأتصور أن التغيير سيأتي كما قلت على مراحل وربما يستغرق الأمر عشرين سنة لتحصد الأجيال المقبلة نتائج مجهوداتنا في الإصلاح الآن ويجب أن لا نترك فلسطين ضحية لهذا الصراع الديني والإسلامي لسنوات أخرى.
* أعلن البيت الأبيض أنه سيتم الكشف عن الجزء الأول من خطة الإدارة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال «ورشة عمل» اقتصادية دولية ستعقد في البحرين يوم 25 يونيو المقبل تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار»،.. فهل ستشارك سلطنة عمان فيها؟
- نعم لا أستبعد مشاركة عمان في الورشة. ولكن ما يحدث هو وسيلة من وسائل العصر، كل شيء يُجرى له مؤتمر وورشات عمل للتحضير، وهي تجذب المثقفين ورجال الأعمال. هذه هي العقلية الأمريكية في تسويق الصفقات، ولكن الثقافة العربية لم تتعود على ذلك.
* توقفت وأنت في طريقك إلى لندن في طهران، وتقابلت مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف؟ هل لمستم منهم استعدادا للتفاهم مع الجانب الأمريكى؟ وهل قمتم بوساطة بين طهران وواشنطن لتسوية الخلاف؟
- استمعت إلى وجهة نظر الإيرانيين حول الأزمة المشتعلة بين واشنطن وطهران، وهم لا يريدون الدخول في حرب... وأعتقد أن الطرفين لديهم الوعي الكافي لمدى خطورة اندلاع حرب سوف تضر العالم بأسره، ويدركان تمامًا خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد... وسلطنة عمان تقوم بجهد لوقف مخاطر اندلاع حرب ستكون كارثية وآمل ألا تقع...
الأزمة الآن في قمتها ولن يقبل أحد بتنازلات إلا مع جهد دولي مكثف تشارك سلطنة عمان فيه. لأن الحرب إذا اشتدت لن يستطيع أحد أن يوقفها... ستكون حربًا ضروسًا، وبالتالي قد تحدث كوارث، والنفط سوف يرتفع سعره بشكل قد يكون غير مسبوق... إذن كل هذه الأشياء لا بد أن توضع في الحسبان وتدرس جيدًا قبل الإقدام على حرب قد تجلب مصائب للمنطقة... وإن شاء الله لن يكون...
نطالب بتكثيف الجهود الدولية لمنع اشتعال الحرب في الخليج وجهود السلطنة وحدها لا تكفي. وبوجود تلك الجهود الأممية والدولية سوف تهدأ التهديدات المتبادلة من الجانبين الأمريكي والإيراني بشن الحرب في تصوري. ثم بعد ذلك يمكننا التفاوض حول التفاصيل وتسوية الخلافات وتسويقها.
* ما تعليقكم على الموقف في اليمن والدعم الإيراني لجماعة الحوثي التي تحارب بالوكالة وتشكل تهديدًا لدول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات...
- بدايةً أطالب بتوفير أجواء مشجعة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث ، ومزيد من الثقة المتبادلة للوصول إلى حلول سريعة.
أما الحوثيون، فإنهم- للأسف الشديد- لبسوا ثوب الشيعة الثوريين دون وعي منهم وهم ليسوا كذلك... ولكنهم بعد أن لبسوا هذا الثوب استمروا فيه، وتبنوا أفكاره، وهذا هو الإشكال الذي يمكن حله. الأزمة طالت ولا بد من حل وهو يكمن في وجود ثقة وأرضية صالحة للتفاوض.
* عرضت (ال«فيفا») أخيرًا على سلطنة عمان المشاركة في تنظيم كأس العالم المقبل 2022 فماذا كان جوابكم على العرض؟
- نعم، وصل العرض للمشاركة في تنظيم كأس العالم المزمع تنظيمه في قطر 2022، وذلك بوسائل كثيرة من الإعلام ومن الفيفا بدعوى زيادة عدد الفرق المشاركة... وأنا أبلغتهم أن سلطنة عمان لم تدخل في الأمر من البداية وغير مستعدة للدخول فيه، وإذا كانوا يريدون زيادة عدد الأندية المشاركة فلديهم حلول أخرى. ربما بتمديد مدة إقامة كأس العالم إذا أرادت ال«فيفا» زيادة عدد الفرق المشاركة من 32 إلى 48 فريقًا، ولكن سلطنة عمان ليست على استعداد لاستقبال، أو المشاركة في استقبال، بطولة كأس العالم 2022.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.