لا شك أن الشباب هم أطفال الأمس، وعماد اليوم، وهم قوة المستقبل المرجوة، وكذلك يعتبر الشباب الركيزة الأساسية في تقدّم المجتمعات، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات عديدة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه. ويستطيع الشباب من خلال التعاون مع بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع، والنهوض به لأعلى درجات التقدم والرقى، ليس هذا فحسب ولكن أيضا حث الآخرين على المشاركة الفعالة في تقدّمه، كما أنَ هذا الدور الذي يلعبه الشباب ينعكس إيجابيا على معارفهم وثقافتهم، وزيادة تأثرهم وتأثيرهم بالآخرين. فنمو المجتمعات وتقدمها وازدهارها يتوقف إلى حد كبير على دور الشباب داخل المجتمع الذي يعيشون فيه، لأنهم من أهم الموارد البشرية للمجتمع وأكثرها طاقة وفاعلية. فالشباب هم عماد أيّ أُمّة وسر النهضة فيها، وهم بناة حضارتها وخطُّ الدفاع الأوّل والأخير عنها، ويشاركون في عمليات التخطيط المهمة. وللشباب أدوار مهمة كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، المشاركةُ في عملية الانتخابات من وقت لآخر ومن عام لأخر، حيث تعتبر أصوات الشباب حاسمةً، وتشكل جزءا لا يتجزّأ من الأصوات الشاملة. أيضًا المشاركةُ في قضايا الرأي العام، كقضايا حقوق المرأة والطفل، ومناصرة الفئات المهمشة في الحصول على حقوقها. من أدوار الشباب أيضًا، التطوع في مؤسسات المجتمع المدنى، إذ يساهم ذلك في إضافة عدد الأيدي العاملة وزيادة الإنتاج والفائدة. وأيضا الحفاظُ على هوية الوطن وإبراز تاريخه، من خلال استدعاء البطولات الماضية وتمثيلها في الحاضر. وكذلك المساهمةُ والعمل في الدفاع عن الوطن وحمايته، حيث يكون الشباب أوّل من يقدمون أنفسهم فداء للوطن، ويفدونه بكل غال ونفيس. ولا بد أن يعرف الجميع أن الشباب يلعب دورًا عظيما داخل المجتمع، فهم يستطيعون تبني الأفكار الجديدة أكثر من غيرهم، وأن يسهموا في عمل مسؤوليات النضال في المجتمع بما يتميز به من القدرة الفائقة على التعلم والابتكار وتكوين العلاقات، وكذلك السعي دائمًا إلى مناقشتها وتعديلها وتغييرها وفقا لما يراه صالحا لنفسه أولا ثم للمجتمع الذي يعيش فيه ثانيا. لذا فإن ضعف العقيدة، والجهل بأحكام الشريعة الإسلامية، وغياب القدوة الحسنة داخل المجتمع، من أهم ركائز الحرب الجديدة لأعداء الدين، والذين يبثون أفكارًا ضالة عبر وسائل الاعلام المختلفة والتي تحدث بلبلة، وإحباطًا في الشباب، وكلّها عوائق تقف أمام الشَّباب المسلم اليوم، ولا عجب أن نجد أعداء الأمّة يركِزون على توجيه الشباب لتدمير نفسه ووطنه، لأنّ الشباب لم يكتمل نضجهم المعرفىّ بعد، لذا فهو قاب للتشكل والتّغَير. وأخيرًا يجب علينا جميعا أن نعمل على توجيه شبابنا إلى الخير لينفع نفسه ووطنه ومجتمعه، فمسئولية تربية وتوجيه الشباب تقع على عاتق الجميع لأنها قضية إنسانية يجب أن يساهم فيها كل من له علاقة بشكل أو بآخر بالشباب.