يثير جدلا كثيرا حول آرائه وتوجهاته السياسية منذ اندلاع ثورة يناير 2011، بداية من انتقاداته الدائمة للمجلس العسكري وهجومه المستمر على جماعة الإخوان المسلمين، مرورا بتأييده للفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة، مع كونه أحد النشطاء السياسيين البارزين أثناء الثورة، نهاية بزيارته المفاجئة لشفيق بأبو ظبي، إنه محمد أبو حامد - النائب السابق، ورئيس حزب «حياة المصريين»- الذى التقته «فيتو»، فى حوار حول العديد من القضايا على الساحة السياسية . هل تتوقع استكمال الرئيس محمد مرسي لمدته القانونية؟ - لا أتوقع استمرار مرسي على رأس الحكم، لأنه فقد شرعيته منذ الإعلان الدستوري الأول ثم الثاني، وتعديه على السلطة القضائية، وأيضا لأن بين الشعب وبينه دما منذ أحداث قصر الاتحادية. ألا ترى أن المطالبة بإسقاط مرسي تعديا على الشرعية؟ - إطلاقا.. لأن الرئيس هو من تعدى على الشرعية في معظم قراراته، ولابد من إسقاطه حتى تستقر البلاد. فى رأيك .. هل كان الجيش وراء صعود الإخوان للحكم؟ - الجيش سهل صعود الإخوان، فقد سمح بإنشاء أحزاب إسلامية والسماح واستغلال الشعارات الدينية فى الانتخابات ، كما سمح بالتجاوزات أمام اللجان في الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، وأيضا عدم وقف التمويل الأجنبي للإخوان وعدم فتح باب التحقيقات في هذا الملف، بالإضافة إلى ضعف القوى المدنية. ألا ترى أن القوى المدنية ضعيفة في الشارع؟ - نعم، القوى المدنية والثورية ضعيفة لأنهم متفرقون، وهناك انشقاقات، ولابد أن يلتف الجميع حول مطلب واحد هو إسقاط الإخوان قبل التفكير في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية. كيف ترى أداء جبهة الإنقاذ الوطني؟ - الجبهة تضم شخصيات وطنية ، وأحترمهم جميعا خاصة الدكتور محمد البرادعي لأنه أول من نظر للثورة، وله مصداقية لدي الشعب، وكان أمامهم فرصة ذهبية لإسقاط مرسي يومي 3 و 4 ديسمبر الماضي، عندما وقف معهم الشعب، وذلك بعقد مؤتمر صحفي من أمام «الاتحادية» يعلنون فيه إسقاط مرسي وتشكيل مجلس رئاسي بقيادة رئيس المحكمة الدستورية العليا ومعه 4 شخصيات سياسية يتفق عليها الجميع، ولكنهم لم يفعلوا ذلك، وأعتب عليهم أيضا الاعتراف بمرسي رئيسا في تصريحاتهم، وأحذرهم من خوض الانتخابات في ظل وجود مرسي على رأس الحكم. بصراحة .. هل يعمل بعض المعارضين لمصالحهم الشخصية؟ - نعم هناك بعض الشخصيات السياسية يعملون لمصالحهم الشخصية، ويفضلونها على مصلحة الوطن، لكنهم أفضل من الإخوان. من تراه يصلح لرئاسة البلاد بعد مرسي؟ - لا توجد شخصية سياسية على الساحة الآن تصلح لتولي منصب الرئاسة، بمن فيهم المرشحون السابقون. هل ترى أن حملة «تمرد» قانونية؟ - على الشباب مؤسسى الحملة أن يقتنعوا بالصيغة التفويضية التي أعلنت عنها من قبل، حتى يكون لها أبعاد قانونية، مثلما حدث من قبل في ثورة 19، عندما فوض الشعب الزعيم سعد زغلول، وعلى أي حال أدعو الله أن يوفقهم في مهتمهم. و«تمرد» كفيلة بتحريك الرأي العام فقط، ولكن إسقاط الإخوان كإجراء قانوني غير سليم، لأن التوقيعات غير قانونية، وفوجئت بعدم وجود رقم تليفون وإيميل في الاستمارات، فكيف نصل للمواطن. كيف تفسر استمرار هشام قنديل رئيسا للوزراء؟ - مرسى يحتاج لحكومة لا تعصى لمكتب الإرشاد أمرا ولا تفضح الصفقات المشبوهة التى يبرمها النظام. كيف ترى كتاب إنجازات مرسي؟ - كلام فارغ، واستكمال لمسلسل الخداع والكذب على الشعب، واستخفاف بعقول المصريين. ماذا عن تصالح الإخوان مع رموز النظام السابق.. خاصة رجال الأعمال؟ - فكرة التصالح جيدة، ولكن بشرطين، أن يكون المتصالح معه لم يضر بالمصريين ولم يقتل أحدا، أما إذا كان التصالح في أمور مادية لتسويتها فلا مانع من التصالح للاستفادة من أموالهم وخبراتهم، لأنهم لا يملكون كوادر بشرية في أي مجال، بل يملكون عصابة فقط. هل عقد الإخوان صفقات مع أمريكا قبل الثورة؟ - الإخوان خلعوا ملابسهم أمام الأمريكان للوصول للحكم، وهم يمارسون عمالة لأمريكا وإسرائيل لم تحدث في تاريخ مصر حتى في عهد مبارك، وهم حليف إستراتيجي للنظام السابق، والإخوان سمحوا لإسرائيل بوضع أجهزة مراقبة على الحدود، وسمحوا لإسرائيل بالقبض على بعض العناصر التي قد تسبب قلقا على الحدود الإسرائيلية. هل تعتقد أن الشعب المصرى لم ير الوجه الآخر للإخوان حتى الآن؟ - هناك الوجه الأقبح للإخوان الذي لم يره الشعب المصري حتى الآن، ومهدي عاكف يعبر عنه في جميع حواراته بأن مصر أصبحت ولاية وليست دولة ذات سيادة، وأن المرشد أقوى من رئيس الجمهورية، وأنهم بدأوا بتصفية جسدية للمعارضين وهدم كل المؤسسات وإعادة بنائها بما يتفق مع رؤيتهم، وأن ينشئوا محاكم تفتيش، ولازال هناك الكثير سيفاجأ به الشعب، لأننا أمام جماعة «جعانين» سلطة، وقد لاحظت ذلك عندما كنت أجلس معهم في البرلمان المنحل. هل تعتقد أن هناك خطة ممنهجة لبيع قناة السويس لقطر؟ - أعتقد هذا بنسبة 100 %، خصوصا بعد القانون الذي تم طرحه مؤخرا، وهو بمثابة إعلان للعالم أننا على استعداد لبيع قطعة من القناة لمن يرغب في شرائها لاسيما وأن صلاحية مرسي في هذه المنطقة بلا حدود، ومعناها منحه عمولة لتسيير الأمور. ما الحل لمواجهة هذا الخطر؟ - ملاحقته قانونيا ودستوريا وبالحشد الشعبي ضده، وتدخل الجيش بدوره لأنه المنوط به مراعاة المصالح التي تفوق الرئيس، وهي المصالح الإستراتيجية المصرية، فهو لن يقبل أن تباع القناة لغير المصريين. ولا يوجد حل لاستقرار البلاد إلا بإسقاط الرئيس محمد مرسي ومكتب الإرشاد الذي يحكم مصر، ثم انتخاب رئيس يعبر فعلا عن الشعب المصري، ودستور جديد غير الباطل الذي مرره التيار الإسلامي، ثم حكومة جديدة أساسها الكفاءات ولديها رؤية لكي تستطيع إدارة البلاد بدلا من رؤية البقالين التي تدار بها مصر حاليا، كما أن حزب «الحرية والعدالة» أكثر ضراوة وشراسة وجوعا من الحزب الوطني المنحل، وقياداته جاءوا من السجون «جوعانين». وأناشد الفريق أحمد شفيق العودة إلي مصر فورا حتى يكون له دور في المرحلة الحالية.