الوضع الحالي في مصر من أسوأ الأوضاع التي مرت بها مصر في تاريخها المعاصر، وخاصة بعد صعود جماعة الإخوان المسلمين للحكم.. تلك الجماعة ذات التنظيم الدولي العالمي التي ليس من الضروري أن تتفق مصالحها وأهدافها مع الأهداف الوطنية، وإنما تحكمها معايير وأهداف دولية, بهذه الكلمات بدأ الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية حواره" لشبكة الإعلام العربية «محيط»، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين اقتربت على الصعود إلى الهاوية على حد وصفه. ولفت الغزالى حرب إلى أن فوز الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية كان أفضل لمصر فمبجرد دخوله سباق الانتخابات الرئاسية اكتسب قاعدة ثورية, لافتاً إلى ان تحمسه ل " شفيق " لأنه يخشى من سيطرة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
وكشف عن أنه لم ينتوى الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة وعن الاندماج بين الجبهة الديمقراطية والمصريين الأحرار واحتمالية مقاطعة جبهة «الإنقاذ» الوطني خوض الانتخابات البرلمانية في ظل عناد النظام الحالي وعدم تلبية مطالبهم , نافياً ما يتردد عن أن جبهة الإنقاذ تمثل الغطاء السياسي لمجموعة ال " بلاك بلوك ". وإلى نص الحوار..
ما تفسيرك لأحداث العنف التي تشهدها البلاد بداية من الذكرى الثانية لثورة يناير مروراً بواقعة سحل وتعرية المواطن " حمادة صابر " ووفاة عضوين من التيار الشعبي ؟ دعني أقول أولا أن الوضع الحالي في مصر من أسوأ الأوضاع التي تمر بها البلاد في تاريخها المعاصر وهذا يعود إلى انه بعد الثورة المصرية التي تعد حدث عظيم في تاريخ السياسة المصرية لم تلبى مطالبها التي قامت من اجلها سوى رحيل المجلس العسكري وصعود الإخوان للحكم والتي كانت بمثابة الطامة الكبرى على الحياة السياسية في مصر, ويتحمل ذلك أيضاً الشباب الذين قاموا بالثورة لأنه كان يجب عليهم بعد تنحى مبارك تشكيل مجلس لقيادة الثورة وهذا ما لم يحدث فهم اكتفوا بتسليم السلطة للمجلس العسكري الذي قدم مصر للإخوان المسلمين على طبق من ذهب.
وللحق نقول أن الملايين خرجت في الذكرى الثانية للثورة للتأكيد على نفس المطالب التي نادت بها في أعقاب ثورة يناير المجيدة بعد أن شعر المواطنون أن البلد تسرق والثورة سرقت بالفعل من قبل الإخوان المسلمين , كما أن من بدأ بالعنف قبل لك تيار الإسلام السياسي بداية من محاصرة المحكمة الدستورية والاعتداء على المتظاهرين في جمعة الحساب على يد مليشيات جماعة الإخوان المسلمين ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي وما حدث في الاتحادية مؤخراً من سحل وتعرية مواطن والضغط عليه لتغيير أقواله بالتهديد . وبالتالي فإن ممارسات النظام الحالي هي التي تدعو للعنف ولم يتوقف ذلك؛ إلا بكف النظام عن ممارساته القمعية ولاشك أن رسائل التهديد من قبل التيارات الإسلامية خير دليل على الاتجاه للعنف ومن يتحمل كل ذلك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير داخليته ونظامه بالكامل المنوط به إعادة الآمن للشارع.
هل ترى أن سياسة الحكومة وسيكولوجية المؤسسة الأمنية والشرطية تغيرت عما كانت عليه قبل الثورة ؟ للأسف, لم تتغير المؤسسة الأمنية في ممارساتها عما كانت عليه قبل الثورة وتؤكد دائماً أنها أداة النظام أي كان لقمع المعارضين، والدليل على ذلك الاعتداءات الوحشية الفجة على المتظاهرين سواء في أحداث الاتحادية الأخيرة وما تلاها من أحداث وسحل وتعرية مواطن مصري، وإظهار عورته وبثته غالبية المحطات الفضائية, لذلك كانت المطالبة دائما ولازالت بإعادة هيكلة جهاز الشرطة وتغيير سياستها في التعامل مع المواطنين.
بماذا تصف الدعوات المطالبة بمحاصرة منزل الدكتور البرادعي ومطالبته بعدم التحدث باسم الشعب ورحيله حتى لا تتحول مصر إلى عراق أخرى ؟ الدكتور محمد البرادعى من الشخصيات والرموز الوطنية الحقيقية، وكان ضمن مؤسسي الجمعية للتغيير التي، وقفت في وجه النظام السابق في عز جبروته، ومن المعارضين للنظام الحالي وسياساته وممارساته، ولم يتحدث باسم الشارع وإنما يتحدث من نازع ضميره الوطني, ويجب الأخذ في الاعتبار أن قيادات جبهة الإنقاذ لا تحرك الجماهير الغاضبة، وإنما تتحرك هي من تلقاء نفسها, ولاشك أن تلك الدعوات جنونية وفردية ويجب محاسبة من يحرض عليها ويتحمل رئيس الجمهورية ونظامه حماية كل فرد يعيش على أرض مصر حتى ولو كان مختلف معه أيديولوجياً وفكرياً .
وجه البعض تهمة الخيانة العظمى للرئيس مرسي.. وهي نفس التهم التي وجهت لمبارك قبل ذلك.. كيف ترى تلك التهم ؟ وهل من الممكن محاسبته بتلك التهم ؟ دعنا نضع الأمور في نصابها الطبيعي ولا يجب تضخيم الأمور فتهمة الخيانة العظمى تهمة كبيرة للغاية وإذا كان الرئيس مرسي مسئول عن أحداث العنف وسقوط شهداء في عهده فهذا ليس دليل كاف لتوجيه تهمة الخيانة العظمى , ويمكن القول بأن الدكتور محمد مرسي، رجل طيب ولكن مصر كبيرة عليه وتم الدفع به من قبل مكتب الإرشاد ليتحمل مسئولية بلد بحجم مصر دون وجود كوادر كبيرة في المجالات العامة داخل الجماعة التي صاغت له برنامجه الانتخابي ومشروع النهضة الوهمي.
هل ترى أن تأجيل المحكمة الدستورية للنطق بالحكم في دعوى بطلان تشكيل الجمعية التأسيسية وحل مجلس الشورى هو قرار سياسي ؟ يجب احترام أحكام القضاء أياً كان، ولا شك أن المحكمة الدستورية لن تنحاز لأحد، والحديث عن حكم سياسي عار من الصحة، ولا أتوقع صدور حكم سياسي، ولعل التأجيل من قبل الدستورية لسبب لا تريد الإعلان عنه في ظل الأوضاع السياسية الحالية التي تشهدها البلاد، حتى لا تثير أحداث عنف في حالة صدور حكم لا يرضي أحد الأطراف.
قلت قبل ذلك أن الحرية والعدالة يعيد سيرة الوطني المنحل..هل من توضيح ؟ كان على من يتولى الحكم بعد الثورة تبني أهداف الثورة, لكننا وجدنا تصرفات حزب الحرية والعدالة أقرب ما يكون للحزب الوطني المنحل، من خلال سيطرته على مؤسسات الدولة، بدءً من إعادة تشكيل المجلس الأعلى للصحافة والمجلس القومي لحقوق الإنسان والجمعية التأسيسية لوضع الدستور ومحاولة الاستحواذ على السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية, مع الأخذ في الاعتبار أن الصراع بين التيارات المدنية والإسلامية "صراع سياسي" وليس على هوية الدولة. ولكن الفرق بين الإخوان والوطني المنحل، أنها تستغل الدين، ولكن أسوأ استغلال بطريقة سلبية وانتهازية, ولكنني اعتقد بشكل يقيني أن الشعب المصري أكثر شعوب العالم تديناً ولا يحتاج إلى من يزايد عليه. ولا شك أن الإخوان تكالبوا على السلطة مما ينذر بسقوطهم للهاوية بعد صعودهم للقمة, وينطبق عليهم مقولة " الصعود إلى الهاوية " .
كتبت مقالة بعنوان " الرئيس أحمد شفيق " وقلت أن فوز شفيق كان أفضل لمصر, ولكن العديد من السياسيين وشباب الثورة انتقدوك.. فهل أنت نادم على تلك المقالة ؟ وما دليلك على أن كان الأفضل لمصر ؟ أنا لست نادماً على مقالة " الرئيس أحمد شفيق "وأعتقد أن من كانوا يعارضونني في وجهة نظري يتفقون معي الآن بعد أن اتضحت رؤيتي, فإذا كنت تحمست للفريق " أحمد شفيق " فلأنني أخشى من سيطرة الإخوان المسلمين على مصر لأنهم تنظيم دولي وعالمي، وله أهدافه الواضحة، ليس من الضروري أن تتفق مع المصالح، والأهداف الوطنية والاهم من كل ذلك أنهم انكشفوا للشعب المصري بأكمله بأنه ليس لديهم مشروع حقيقي كما يدعون " مشروع النهضة ".
وما الدليل على أنه بمجرد دخول «شفيق» سباق الرئاسة استمد مكسب ثوري ؟ «شفيق» تعرض لعمليات تشويه معتمدة, ولكنه لم يصل إلى المرحلة النهائية للانتخابات من خلال آلية سلطوية, أو انقلاب عسكري، ولكنه وصل من خلال انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة بشهادة الجميع للجولة الثانية، والتي حصل فيها على ما يقرب من 12 مليون صوت، وتفوق على المرشحين المنافسين في حين أن من دعم مرسي الأمريكان لأنه تربطهم بجماعة الإخوان علاقات قديمة؛ فضلاً عن أن الضغط الأمريكي كان السبب في وصول الإخوان للحكم خلفاً لمبارك، لأنهم أرادوا البحث عن قوى في مصر ذات صلة بحماس في فلسطين للحفاظ على مصالح مدللتها إسرائيل!, وحيث أن حركة حماس تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين, اعتبرت أمريكا أن وصول الإخوان للسلطة وسيلة للتحكم في حماس, كما أنه ليس مصادفةً عندما تدخل مرسي كوسيط لوقف المناوشات بين حماس، وإسرائيل ولكن كل ذلك لكي يظهر بطلاً في أعين الأمريكان. وفي تقديري الشخصي هناك احتمال لا يقل عن 50 % أن يكون مرسي هو الفائز بالرغم من التشكيك الكبير في نتيجة الانتخابات الرئاسية .
من وجهة نظرك.. هل جبهة الإنقاذ موحدة وتستطيع الحفاظ على وحدتها أم ستتفكك قريباً ويبحث كل منها على مصالحه الشخصية ؟ الجبهة حتى الآن متماسكة وموحدة، ولكن هناك اختلافات في الرؤى والأفكار والإيديولوجيات، وهذا أمر محمود في الديمقراطية وعالم السياسة, حيث أنها تجمع بينها أغلب القوى السياسية الليبرالية واليسارية والاشتراكية المعارضة للإخوان المسلمين, وتتفق في النهاية على أن الإخوان المسلمين والنظام الحالي يحاولون إقصاء المعارضة، والحكومة الحالية فشلت في تحقيق أهداف الثورة، والأهداف التي شكلت على أساسها, ولكن لا يغفل أيضاً أن هدف كل حزب أو تيار سياسي الفوز بكرسي الرئاسة، وتشكيل الحكومة كيف ينفذ برنامجه ؟
يؤكد بعض قيادات الجبهة أنها لا تحرك الجماهير في الشارع وإنما الفوران الشعبي هو من يحركهم ..في حين يؤكد البعض أن الجبهة لا تمثل المعارضة الحقيقية.. فما تعليقك على ذلك ؟ بالطبع قيادات الجبهة لا تحرك الشارع وما يحدث حالياً من مظاهرات واحتجاجات ظاهرة ثورية بمعنى الكلمة وتحرك تلقائي جداً منسجم مع التحركات الثورية الحقيقية عندما يكون هناك حالة فوران شعبي, وما حدث في الاتحادية من احتشاد مسألة ليس لها علاقة بتنظيم سياسي، وإنما اعتراض على سوء الأوضاع التي تشهدها البلاد بعد صعود الجماعة للحكم, ولا ننسى أن الطبقة المتوسطة التي يميل إليها غالبية الشعب المصري دائماً هي التي تقوم بثورات, فلم نسمع في مصر عن ثورة عمالية، ولا ثورة فلاحين بل تتحرك الجماهير الغاضبة من الشعب المصري والمتعلمين لتناد بالتغيير ولا تنساق وراء أية دعوات. الجبهة تيار معارض للنظام الحالي وممارساته، وتستمد قوتها من الشارع الذي تعبر عن مطالبه في شكل سياسي، وتضم كافة الأحزاب المتفقة على مبدأ فساد النظام, وللأسف الإخوان لا يريدون الاعتراف أنهم ليسوا أغلبية ويشوهون من يقف ضدهم ويعتبرونه فلول أو من أنصار النظام القديم .
ولكن الجماعة تقول أنها تحظى بشعبية كبيرة في الشارع ؟ الشعبية التي يتوهمون بأنهم ينالونها على أساس تدينهم ليست شعبية، وهم لا يملكون أي شعبية على الإطلاق, كما أن الشعب يقيمهم على أدائهم السياسي بمعنى توفير حياة كريمة للمواطن ورواج الحالة الاقتصادية والاجتماعية, ولا تنسى أنه منذ وصولهم للحكم والخراب يحل بمصر والاستثمارات تنسحب وسعر الجنيه ينخفض أمام الدولار.
ودعني أتساءل هل توجد سياسة شاملة لتطوير التعليم في مصر ؟، وعلى أي أساس يمثلون غالبية وينالون شعبية ؟، وهل يمتلكون كوادر في المجالات المختلفة كالاقتصاد، والصحة، والسياسة والتعليم؟.. بالطبع ستكون الإجابة بالنفي.
ظاهرة " بلاك بلوك "ظهرت كرد فعل لمليشيات الإخوان، والبعض يؤكد أنها غطاء سياسي لعنف جبهة الإنقاذ.. كيف ترى ذلك ؟ هذا كلام فارغ، وعار تماماً من الصحة، فالجبهة لم تسعى قط للعنف، ولكن من يسعى إلى ذلك من حاصروا المحكمة الدستورية، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وهددوا الصحفيين، والإعلاميين، وأعدوا قوائم اغتيالات لشخصيات وطنية معارضة للنظام الحاكم.
لوحت جبهة الإنقاذ بمقاطعة الانتخابات البرلمانية أكثر من مرة.. هل هناك اتجاه للمقاطعة ؟ بالطبع, هناك اتجاه قوى داخل الجبهة للمقاطعة بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالب القوى الوطنية، لضمان تحقيق النزاهة الانتخابية من خلال تشكيل لجنة قانونية لتعديل الدستور، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإزالة العدوان على السلطة القضائية، وإقالة النائب العام الحالي، وإخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون, ولكن لم يصدر قرار نهائي بشكل المقاطعة ومازال محل دراسة داخل الجبهة.
وهل المقاطعة هي الحل للخروج من الأزمة الحالية أم وسيلة للضغط على الرئاسة لتلبية مطالب جبهة الإنقاذ ؟ مطالب الإنقاذ هي مطالب مشروعة وتعبر عن مطالب الثوار والميدان وفى حالة عدم الاستجابة سنواصل التظاهر والدعوة للاحتشاد في الميادين .
وما هي مطالبكم لخوض الانتخابات البرلمانية ؟ نفس المطالب التي أكدت عليها جبهة الإنقاذ، والمتمثلة في إشراف قضائي كامل و تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وتشكيل لجنة لتعديل الدستور، وإزالة آثار الإعلان الدستوري، وإقالة النائب العام، وتشكيل لجنة قضائية للتحقيق في سقوط الشهداء والمصابين في الأحداث الدامية الأخيرة في مدن القناة، ومختلف أرجاء مصر، وإخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون بعد أن أصبحت طرفا أصيلا في إدارة البلاد دون سند شرعي، ومن دون تلبية هذه المطالب، فلن يكون الحوار السياسي مجديا أو يحقق النتائج المرجوة منه.
ماذا عن حكومة الإنقاذ الوطني و معايير تشكيلها ؟ الدعوة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني ضرورة حتمية بعد فشل حكومة الدكتور هشام قنديل الذريع، في إدارة المرحلة السابقة وتفاقم الأزمات في وقت واحد، و أكثر من مكان، وبالتالي كانت الدعوة لتشكيل حكومة تضم كافة التيارات السياسية المختلفة ومن المتخصصين في المجالات العامة، وتكنوقراط، وأشخاص ذوى خبرة ومشهود لهم بالكفاءة وحسن السمعة بحيث تكون قادرة على إخراج البلاد من كبوتها وتحقيق مطالب الثورة.
هل أغلق باب الحوار مع الرئاسة للأبد ؟ باب الحوار مفتوح دائما مع أي فصيل، ولكن بالشروط التي أعلنت قبل ذلك بأن يكون الحوار قائم على أجندة واضحة ومحددة وجدول أعمال وليس بشكل عشوائي, بالإضافة إلى شفافية الحوار بان تعرض نتائجه على الرأي العام وتوضيح ما تم التوصل إليه, فضلاً عن الالتزام بما ينتج عنه الحوار من توصيات والعمل على تنفيذها.
طالبتم بمحاكمة وزير الداخلية ورئيس الجمهورية عن أحداث العنف.. ماذا يعني تحمل الرئيس المسئولية السياسية عن سقوط قتلى ؟ بالفعل طالبنا بمقاضاة وزير الداخلية عن سقوط قتلى ومصابي خاصة في أحداث الاتحادية الأخيرة، حيث تعاملت الداخلية بأسلوب وحشي ممنهج مع الثوار والمتظاهرين ويتحمل المسؤلية عن ذلك الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، المسئول عن حفظ الأمن وضبط النفس لأقصى درجة وكذلك قيادات حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، ومن المؤكد أنه مع سقوط شهداء وقتلى يقلل من شعبية الرئيس مرسى ويفقده قدر من شرعيته.
ترددت أنباء عن اندماج حزب الجبهة الديمقراطية مع المصريين الأحرار لتكوين حزب ليبرالي واحد في حال فشل الاتفاق داخل جبهة الإنقاذ.. ما صحة هذه الأنباء ؟ بالفعل هناك مساع جدية للاندماج مع المصريين الأحرار منذ أكثر من شهرين، واقتربنا على الانتهاء من التوافق على أهم النقاط، وسنعلن قريباً عن الاندماج بعد استكمال الإجراءات القانونية, ولم نتفق يعد على مسمى الحزب الجديد, ولاشك أن السبب في الاندماج هو وجود رؤية مشتركة وأيديولوجية واضحة بين الحزبين الليبراليين لتكوين حزب واحد قادر على مواجهة تيار الإسلام السياسي، وتكوين جبهة قوية معارضة للنظام الحاكم الذي يمارس هجمات شرسة على الأحزاب المدنية ويلعب على وتر الدين ويسعى لإقصاء المعارضة والسيطرة على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها.
هل سيخوض الدكتور أسامة الغزالي حرب الانتخابات البرلمانية على قوائم الإنقاذ ؟ لا.. حتى الآن لم أنوى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ولم أفكر فيها, كما أن موضوع الانتخابات سابق لأوانه في تلك الأوضاع، والظروف ولكننا سنعتمد في حزب الجبهة على شخصيات ذات سمعة طيبة وتلقى تأييد شعبي؛ بالإضافة إلى ضمان تمثيل الشباب والمرأة على قوائمنا بشكل يتناسق مع حزب الجبهة.
أخيراً ..مصر إلى أين ؟ في الحقيقة مصر مقبلة على مزيد من الفوضى والتدهور والانهيار في ظل استمرا الإخوان المسلمين في السير على نهجهم، وعنادهم، وستشهد البلاد مزيداً من حالات الاحتقان السياسي، والمظاهرات والاحتجاجات, ولا سبيل للخروج من تلك الأزمة؛ إلا بتضافر جهود كافة القوى الوطنية واستماع الرئيس ونظامه لمعارضيه، وتلبية مطالبهم ومشاركة الجميع في بناء مؤسسات الدولة بناءاً على الكفاءات وليست الولاءات , وإذا استمر الإخوان في ممارساتهم فإنهم سيسقطون إلى الهاوية بعد أن صعدوا لسدة الحكم وهذا بات قريباً .