* من أراد النزول يوم 30 يونيو "سلميا" فليفعل * المصريون أخطئوا عندما سمحوا بحل مجلس الشعب * المشكلات لن تحل فى عام.. والحكم على الرئيس فى ربع المدة ظالم * الأقباط لن ينزلوا للشارع وكلام البابا تواضروس للاستهلاك الإعلامى أقعده المرض وأنهك جسده، لكنه لم يتوان لحظة عن قبول دعوتنا لإجراء الحوار، ولبى الدعوة سريعا، واستقبلنا ببيته فى الإسكندرية لنجده قويا فى الحق -كما عهدناه- ومتابعا للأحداث وتفاصيلها رغم تعبه الشديد. إنه الشيخ أحد المحلاوى -إمام وخطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية- الذى أكد أنه متفائل بالمستقبل إلى أبعد مدى، ويثق بوعد الله بتمكين الإسلام قريبا، مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسى نجح بشكل كبير، رغم المعوقات الكبيرة التى واجهته. وقال الشيخ المحلاوى: إننا نحتاج بأقصى سرعة استكمال مؤسسات الدولة، والضرب بيد من حديد على الفاسدين ومحاولى ترويج الإشاعات والأكاذيب، وعندها سيتمكن الرئيس من إحكام قبضته على الجميع ويحاسب المفسدين والمخطئين. وأوضح أن الإسلاميين ومؤيدى الرئيس أكثر حكمة ورجاحة عقل من غيرهم، ولن يسمحوا باشتباكات أو أحداث عنف يوم 30 يونيو، وسيكون يوما مثل غيره من الأيام.. فإلى نص الحوار.. * بداية.. كيف ترى العام الأول من حكم الرئيس محمد مرسى؟ من العدل والحكمة، قبل أن نحكم على أى إنسان، أن نأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة به، حتى يكون الحكم عليه عادلا ومنصفا، فليس من تسلم بلدا بحالة جيدة كإنسان تسلمها وهى خربة. وعلى سبيل المثال، عندما قامت ثورة يوليو 52، تسلم القائمون الأمر، وكان يطلق على الملك فاروق وقتها أنه ملك مصر والسودان، فى المقابل لما تسلم الرئيس مرسى الحكم فإن مصر بلد وشمال السودان بلد وجنوبه بلد ثالث. كما أنه من الناحية الاقتصادية، تسلم القائمون على ثورة 52 البلاد وكان الدولار الأمريكى يساوى 25 قرشا، فى حين تسلمه الرئيس مرسى وقد تغيرت الحال وأصبح ب7 جنيهات، كما أن الثورة الماضية تسلمت البلاد وهى دائنة لبريطانيا وتسلمها الرئيس مرسى وهى مدينة بالمليارات داخليا وخارجيا. وتاريخيا أيضا تسلم جمال عبد الناصر البلاد وكان هناك فساد فى أجهزة الدولة والمنظومة الإدارية والسياسية، ورغم هذا الفساد، فإن البعض ينظر لهؤلاء على أنهم ملائكة بالمقارنة بمن تسلم منهم الرئيس مرسى البلاد كالمخلوع وحزبه وحاشيته. كل هذه الأمور يجب أن توضع فى الاعتبار قبل الحكم على الرئيس مرسى، فعندما تريد أن تحكم على أدائه يجب أن تعرف كيف استلم البلاد؟. * ولكن مضى ربع مدة الرئيس بمرور العام، فكيف تقيّم أداءه خلال تلك الفترة؟ العام فى عمر الأنظمة السياسية لا يمثل شيئا، فى ظل ماضٍ كئيب وتركة ثقيلة، لكن رغم ذلك حقق الرئيس الكثير من الإنجازات على أرض الواقع، ولو لم يحرز الرئيس مرسى تقدما، فيحسب له أنه حافظ على كيان الدولة فى ظل كل هذه المعوقات. * ما دلالات هذا الإنجاز؟ هناك دلالات كثيرة؛ منها البدء فى مشروعات ضخمة كمنخفض القطارة، ومشروع تنمية قناة السويس، وزيادة الرواتب، وإنهاء حكم العسكر وإزاحتهم عن العمل السياسى. * ألا ترى أن هناك سلبيات خلال هذا العام؟ هناك خطأ جسيم، ولكن لا يتحمله الرئيس بمفرده، ويتحمله الشعب المصرى بأكمله، وهو حل مجلس الشعب المنتخب، فلم يكن مقبولا أبدا أن يحل القاضى المعين مجلس الشعب المنتخب من الشعب؛ فالقاضى ليس الشعب الذى تعد سلطته فوق سلطة القاضى. من سلبيات حكم مرسى أيضا وجود جبهة الإنقاذ دون رادع، والتى تخرب وتسعى للفساد والإفساد، وهى معارضة من أجل المعارضة فقط، ولم تطرح بدائل، حتى إن المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ فى الانتخابات الرئاسية لم يقدموا رؤيتهم إذا تقلدوا المنصب الرئاسى. وهنا يجب أن نتساءل: "هل هم لا يحبون مصر إلا إذا كانوا رؤساء؟ وهل لا يخدمون بلادهم إلا إذا تولوا مناصب؟"، أعتقد أن هؤلاء تراجعت أسهمهم كثيرا فى نظر الشعب. * هل ترى أن المرشح الإسلامى هو الأنسب لهذه المرحلة؟ بالتأكيد.. وما كان يفعل ذلك إلا الإسلاميون الصادقون الذين يحملون همّ الوطن ومسئولياته ويسعون إلى تحقيق إنجاز حقيقى رغم ما يواجههم من معوقات ومتاعب، دون النظر إلى مصلحتهم الخاصة. * ولكن المعارضة تقلل من حجم الإنجازات وترى الصورة قاتمة، فما قولك؟ هناك مشاكل مزمنة منذ سنوات لن تحل بين عشية وضحاها، كما أن المتحدثين والمنتقدين الذين هم خارج الصورة واللعبة السياسية يقولون الكثير، لكن حينما يطلعون على حقيقة التحديات ويدخلون فى الصندوق، يكون لهم رأى آخر، فالرئيس مرسى يواجه الكثير من العوائق والتحديات وهى ما يؤخر الوصول لحلول للمشكلات. * كيف ترى موقف بعض المحسوبين على التيار الاسلامى من الرئيس مرسى وانتقادهم لسياساته؟ الخلاف السياسى طبيعى حتى وإن كان من الإسلاميين، ولكن لا يمكن لأحد أن يحاول أو يسعى لإسقاط المشروع الإسلامى، وهو ما ظهر فى بيان الدعوة السلفية الأخير الذى رفض النزول يوم 30 يونيو، كما أن الرئيس مرسى يجب أن يكمل مدته كاملة، حتى لا تكون الرئاسة ألعوبة. وعليه فإن أى تعرض لمدة الرئاسة خط أحمر ومن جاء بالصندوق يجب أن يذهب بالصندوق، متسائلا وكيف ينادون بالديمقراطية ويكونون أول الخارجين عليها؟! لا بد أن نعلم أن أى تعرض للرئاسة سيكون خطرا على مستقبل مصر. * ولكن بعض القوى الاسلامية ترى أن الرئيس لم يطبق الشريعة كما وعد؟ وهل طبق الرسول –صلى الله عليه وسلم- الشريعة فى سنة واحدة؟! الشريعة تطبق بالتدريج. * هناك كذلك من يرى أن الرئيس تقارب مع إيران دون الحذر من المد الشيعى؟ هناك فرق بين السياسة والعقائد، بيننا وبين روسيا وأمريكا علاقات دون النظر إلى المذهب أو الديانة، والرئيس يعرف جيدا خطورة المد الشيعى على مصر، وأظن أنه سيواجهه ولن يسمح به أبدا. كما أننى أطمئن الشعب أن التاريخ يؤكد أن مصر السنية عصيّة على أى مذهب أو ديانة أخرى. ومن المهم أن نأخذ فى الاعتبار الطريقة التى تعامل بها الرئيس مؤخرا مع حزب الله ومع إيران فى موقفهم المعادى للثورة السورية. * كيف ترى أهمية التصالح مع المعارضة فى الوقت الحالى؟ يجب أن يتم هذا فى أقرب فرصة، ويجب استغلال "سد النهضة" فى توحيد الصفوف من أجل مواجهته، وكنت أنتظر من حملة "تمرد" عندما سمعوا بهذا المشروع أن يتركوا كل شىء من أجل الاصطفاف لمعرفة مصير أمن مصر القومى. * على ذكر حركة "تمرد".. كيف ترى دعوات 30 يونيو لإسقاط الرئيس من الناحيتين الشرعية والسياسية؟ إسقاط الرئيس مرفوض من الناحيتين؛ فمن الناحية الشرعية لا يجوز، فالرسول علمنا أن الحاكم الذى نعطيه ثقتنا ونؤيده، لا يخلع إلا بشروط معروفة، لم تتحقق بخصوص وضع الرئيس مرسى. أما من الناحية السياسية، فالديمقراطية تقضى بحكم الصندوق، وغير ذلك فهو "لعب عيال". * وما موقفكم من التوقيع على استمارة تجرد المؤيدة للرئيس؟ ليس لدى أى مانع من التوقيع عليها، من أجل تكوين تيار مضاد عاقل يحمى البلاد والمؤسسات دون تخريب أو مولوتوف ومن أجل الحفاظ على الدولة. * هل ترى أن اصطفاف القوى الإسلامية يدعم شرعية الرئيس؟ بلا شك، وليس معنى وقوف التيارات الإسلامية مع الرئيس أن هناك تيارات غير إسلامية تقف ضده، كما أنه ليس صحيحا أن ما عاداهم ليسوا إسلاميين، فكلنا مسلمون حتى وإن ارتكبنا المعاصى. وأنا أحب أن أسميه "تيار وطنى"؛ لأن مصر كلها إسلامية، فالمصريون أغلبيتهم مسلمون، وهناك من يعارض الرئيس فى الميكروفونات فقط، وليس لهم أرضية فى الشارع. * ولكن هناك من الأخوة الأقباط من أعلن النزول يوم 30 يونيو لإسقاط الرئيس، فكيف ترى هذا الموقف؟ من أراد النزول فلينزل بسلمية وليعترض، وحتى يعلم الجميع حجمهم الطبيعى. وأحب أن أؤكد أن كثيرا منهم لن ينزلوا، ولكن ما قاله البابا تواضروس هو كلام للاستهلاك الإعلامى فقط. * القوى الإسلامية أعلنت عن مظاهرة حاشدة الجمعة القادمة لتأييد الرئيس.. هل ترى أن سياسة الحشد والحشد المضاد مجدية فى ظل ما تعانى منه البلاد الآن من انقسام واضح؟ ليست هذه الحقيقة، وإنما نحن نحمى البلاد من الفساد، ونؤكد للشعب والشارع والخارج أننا وراء الرئيس، خاصة أن سابق عهدنا وتاريخنا فى المليونيات يؤكد أنه لم يُقتل واحد ولم يُصب أحد بأذى، فالفرق واضح بين مليونياتنا ومظاهراتهم، فنحن نعى جيدا معنى كلمة التخريب وحركة الدماء. وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، أغلب الخارجين فى مظاهرات 30 يونيو يخرجون بأجر، وقد ثبت هذا من قبل أكثر من مرة. * هل تتوقع حدوث أعمال عنف ومواجهات يوم 30 يونيو؟ أعتقد أن القوى المؤيدة للرئيس أعقل من هذا بكثير، ولن تسمح بأن تستدرج لهذا، وإنما ستقف لحماية مقراتها وأنفسها فقط. * عانيتم من الضعف الأمنى، وتم محاصرتكم لساعات طويلة داخل مسجد القائد إبراهيم.. هل تتوقع أن يتكرر هذا مرة أخرى؟ لا أعتقد تكرار السيناريو نفسه مرة أخرى، وحتى لو تكرر لن يكون بهذا الحجم. وعن حصارى فى مسجد القائد إبراهيم، فإننى أود أن أؤكد أننى كنت أستطيع إنهاءه فى ساعة واحدة، لولا اعتبارات خاصة كانت حينذاك، ولو تكرر الأمر لم ولن تزيد المدة على ساعة واحدة مهما قلت أو كثرت أعداد المحاصرين، وسيذهب هؤلاء إلى حيث لا يحبون. وأذكر أننى مع الساعات الأولى للحصار، انهالت علينا المكالمات التى تطلب السماح بدعمنا، حتى إن أهالى مطروح أخبرونى أنهم على أبواب الإسكندرية، ومسلحون، كما أن قبائل سيناء والصعيد أخبرونى أنهم سيتحركون من أجل أن يفكوا حصارى، إلا أننى رفضت وتحملت حتى لا أحقق لهم ما يتمنون بإفساد الاستفتاء فى ذلك الوقت، ولكن إن عادوا فسيكون هناك تصرف آخر. * البعض يقول إن حصار المسجد تم فى عهد رئيس إسلامى ولم تتحرك داخليته إلا متأخرا؟ زمام الأمور وخيوط اللعبة ليست كاملة فى يد الرئيس، ولم تكن كاملة فى يد أى رئيس غيره، والداخلية لم تكن طائعة للرئيس، وإنما يحاول الرئيس عمل موازنات وترتيبات مختلفة، وهى ما تتحكم فى قراراته. * أفهم من هذا أن الرئيس لم يحكم قبضته على الداخلية حتى الآن؟ بالفعل، فالداخلية والقضاء لم يحكم الرئيس قبضته عليهم حتى الآن، وهذا ليس عيبا فى الرئيس مرسى أو ضعفا بقدر ما هى موازنات ومواءمات. وهنا أعطيك مثلا يدل على قوة الرئيس، وهو نجاحه فى إخراج الجيش من الحياة السياسية فى الوقت الذى كان الجيش يفرض نفسه على الساحة، وكان أقوى من الداخلية والقضاء. * كيف ترى سبل الخروج من الأزمة الحالية؟ نحتاج بأقصى سرعة استكمال مؤسسات الدولة، والضرب بيد من حديد على الفاسدين ومحاولى ترويج الإشاعات والأكاذيب، وعندها سيتمكن الرئيس من إحكام قبضته على الجميع ويحاسب المفسدين والمخطئين. * متى يعود الشيخ المحلاوى للإمامة والخطابة مرة أخرى بمسجد القائد إبراهيم؟ أتمنى أن يشفينى الله حتى أتمكن من هذا. * أخيرا.. هل ترى أننا قادرون على تحقيق المشروع الإسلامى فى السنوات القادمة؟ لدينا وعد ربانى أن الإسلام سيسود، وهو ما سيتم وسيتحقق إن شاء الله، ومتفائل جدا بالمستقبل رغم ما نحن فيه، وقديما كانت الدنيا أشد ظلمة، وخرجنا من هذه الظلمة الآن إلى نور. وأذكر أننى قلت فى إحدى المرات إن المخلوع خدم من سيأتى بعده ومهما فعل فسيكون أفضل من المخلوع.