«النيماتودا» خطر يهدد زراعة القمح في مصر.. أستاذ بالمركز القومي للبحوث: إهدار 50% من محصول هذا العام.. وتوقعات باستبعاد زراعته في 75% من مناطق الاستصلاح الحديثة بالصحراء الغربية (صور)

محافظ كفر الشيخ يناقش جاهزية الشون والصوامع لاستقبال موسم القمح
تسعى الدولة بكل مؤسساتها سواء السياسية أو الزراعية أو المعاهد البحثية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من محصول القمح لتوفير رغيف الخبز للمواطن المصري، لذلك تكثف جهودها لاستصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها بالقمح لمحاولة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الإستراتيجي.
نيماتودا القمح
لكن محصول القمح يتعرض للإصابة ببعض الأمراض والآفات الخطيرة والتي يكون لها تأثير شديد على إنتاجيته، ومن ضمن هذه الآفات نيماتودا حويصلات القمح التي تسبب مرض اصفرار وتقزم القمح وهذه النيماتودا تم اكتشافها في أوروبا منذ القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1874 في ألمانيا.
توالي بعد ذلك اكتشافها تقريبًا في كل دول العالم التي تزرع القمح، وأكدت الأبحاث التي أجريت في معظم دول العالم أن هذه النيماتودا تسبب خسائر ضخمة لمحصول القمح ويقدر الفاقد في المحصول من 20: 95% حسب شدة الإصابة والظروف البيئية الملائمة.
اكتشاف النيماتودا في مصر
يقول الدكتور أحمد محمد كريم، رئيس الفريق البحثي لمشروع نيماتودا القمح بالمركز القومي للبحوث، إنه تم اكتشاف هذه النيماتودا في مصر منذ ثمانينات القرن الماضي في محافظة البحيرة في بعض البؤر الصغيرة جدًا وأعيد اكتشافها في محافظة الإسماعيلية عام 2012، ووجد أنها تسبب خسائر لمحصول القمح تصل إلى 40% تحت ظروف الإصابة الصناعية في الصوب الزراعية.
ويضيف أنه رغم ذلك فإن التأثير الاقتصادي لهذه النيماتودا على القمح تحت ظروف الإصابة الطبيعية في الحقل لم يلق الاهتمام الكافي من مراكز البحث العلمي والجامعات، لذا قام المركز القومي للبحوث إيمانًا منه بأهمية هذا المحصول وبأهمية هذا المرض الذي يهدد محصول القمح في مصر بتمويل مشروع بحثي لدراسة انتشار نيماتودا حوصلات القمح في مصر وأهميتها الاقتصادية.
خطر يهدد القمح المصري
وأرسل رئيس الفريق البحثي فرق متعددة من الباحثين إلى معظم محافظات مصر التي تزرع القمح بمساحات كبيرة (12 محافظة)، لإحضار عينات من زراعات القمح وتحليلها وتحديد نوع النيماتودا فيها، وتبين من تحليل العينات أن نيماتودا حوصلات القمح منتشرة في مساحات متفرقة في بعض زراعات القمح في محافظة الإسماعيلية فقط.
ودرس الفريق البحثي أيضًا التأثير المرضي للنيماتودا على القمح وفحص أعراض الإصابة وتطورها في الحقول المصابة وحساب الفاقد في محصول القمح الذي تسببه هذه النيماتودا، وقد أوضحت النتائج أن الخسارة في محصول القمح تتراوح ما بين 40: 50 % من محصول الحبوب، وذلك حسب الكثافة العددية للنيماتودا في التربة.
نصائح لسرعة التحرك
ونصح الدكتور أحمد محمد كريم المؤسسات المسئولة عن زراعة القمح في مصر خصوصًا في الأراضي المستصلحة حديثًا مثل الصحراء الغربية وغيرها من صحاري مصر باتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع دخول هذه الآفة إلى هذه الأراضي الجديدة، لأن الظروف البيئية في هذه المناطق الجديدة ملائمة تمامًا لتكاثر وانتشار هذه النيماتودا، ومن هنا فإن دخول هذه النيماتودا لمناطق الاستصلاح الحديثة في الصحراء الغربية معناه بكل بساطة حرمان 4/3 هذه المساحات من زراعة القمح.