قال الدكتور احمد محمد كريم رئيس الفريق البحثي لمشروع نيماتودا القمح بالمركز القومي للبحوث يعتبر القمح هو المحصول الرئيسي لصناعة الخبز في مصر، ورغيف الخبز هو أحد المكونات الأساسية لغذاء الشعب المصري نظرًا لاحتوائه على كميات من البروتين والدهون والأحماض الأمينية رخيصة الثمن. وتحاول الدولة بكل مؤسساتها سواء السياسية أو الزراعية أو المعاهد البحثية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من محصول القمح وبالتالي توفير رغيف الخبز للمواطن المصري، مما جعل الدولة تقوم بتكثيف جهودها لاستصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها بالقمح لمحاولة الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الاستراتيجي. وأوضح ان محصول القمح يتعرض للإصابة ببعض الأمراض والآفات الخطيرة والتي تؤثر تأثيرًا شديدًا على إنتاجيته. من ضمن هذه الآفات نيماتودا حوصلات القمح التي تسبب مرض اصفرار وتقزم القمح وهذه النيماتودا تم اكتشافها في أوروبا منذ القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1874 في ألمانيا. وتوالي بعد ذلك اكتشافها تقريبًا في كل دول العالم التي تزرع القمح. وأكدت الأبحاث التي أجريت في معظم دول العالم أن هذه النيماتودا تسبب خسائر ضخمة لمحصول القمح ويقدر الفاقد في المحصول من 20-95% حسب شدة الإصابة والظروف البيئية الملائمة.ولقد تم اكتشاف هذه النيماتودا في مصر منذ ثمانينات القرن الماضي في محافظة البحيرة في بعض البؤر الصغيرة جدًا وأعيد اكتشافها في محافظة الإسماعيلية عام 2012. وقد وجد أنها تسبب خسائر لمحصول القمح تصل إلى 40% تحت ظروف الإصابة الصناعية في الصوب الزراعية، ورغم ذلك فإن التأثير الاقتصادي لهذه النيماتودا على القمح تحت ظروف الإصابة الطبيعية في الحقل لم يلق الاهتمام الكافي من مراكز البحث العلمي والجامعات. وأضاف أن المركز القومي للبحوث إيمانًا منه بأهمية هذا المحصول وبأهمية هذا المرض الذي يهدد محصول القمح في مصر قام بتمويل مشروع بحثي لدراسة انتشار نيماتودا حوصلات القمح في مصر وأهميتها الاقتصادية، حيث تم فرق متعددة من البُحاث إلى معظم محافظات مصر التي تزرع القمح بمساحات كبيرة (12 محافظة)، لإحضار عينات من زراعات القمح وتحليلها وتحديد نوع النيماتودا فيها. وقد تبين من تحليل العينات أن نيماتودا حوصلات القمح منتشرة في مساحات متفرقة في بعض زراعات القمح في محافظة الإسماعيلية فقط وقام الفريق البحثي أيضًا بدراسة التأثير المرضي لهذه النيماتودا على القمح وفحص أعراض الإصابة وتطورها في الحقول المصابة وحساب الفاقد في محصول القمح الذي تسببه هذه النيماتودا – وقد أوضحت النتائج أن الخسارة في محصول القمح تتراوح ما بين 40-50 % من محصول الحبوب وذلك حسب الكثافة العددية للنيماتودا في التربة. والصور والأشكال المرفقة توضح مدي الضرر الذي تحدثه هذه النيماتودا.ومن كل ما سبق فإننا ننصح المؤسسات المسئولة عن زراعة القمح في مصر خصوصًا في الأراضي المستصلحة حديثًا مثل الصحراء الغربية وغيرها من صحاري مصر باتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع دخول هذه الآفة إلى هذه الأراضي الجديدة – لأن الظروف البيئية في هذه المناطق الجديدة ملائمة تمامًا لتكاثر وانتشار هذه النيماتودا – ومن هنا فإن دخول هذه النيماتودا لمناطق الاستصلاح الحديثة في الصحراء الغربية معناه بكل بساطة حرمان 4/3 هذه المساحات من زراعة القمح.