"حصادك وجب... يا دهب ومسكر.. يا جلاب الهنا.. تعال وشوف آيس كريم القناوي".. تراث صعيدي يردده أبناء صناع جلاب القناوي، أو الذهب الأصفر كما يطلق عليها أبناء الصعيد. بدأ العديد من أبناء قرى مركز نجع حمادي،شمال محافظة قنا، في موسم تصنيع الجلاب، الموسم الذي يرتبط بموسم كسر القصب وحصاده، حتى يبدو في التوزيع إلى مختلف محافظات الجمهورية. في البداية قال خالد حسني، أحد أصحاب مصنع الجلاب، إن موسم تصنيع الجلاب يبدأ على مرحلتين إحداهما في شهر نوفمبر، والموسم الثاني يبدأ خلال شهر فبراير وينتهي 25 أبريل، وبعدها يتوقف الإنتاج والتصنيع، في فترة الصيف. وأشار إلى أن أسعار الجلاب تختلف من موسم إلى آخر ففي العام الماضي كان سعر الصفيحة نحو 200 جنيه وهذا العام تباع بنحو 220 جنيهًا، بسبب زيادة أسعار القصب، الأمر الذي يجب الصناع على رفع السعر. وأكد على أن الإقبال تأثر كثيرًا بسبب الأسعار، ونتج عنه قلة المعروض في سوق الطلب، لافتًا إلى أنهم عملية التوزيع تتم بمختلف محافظات مصر. وتابع: "الجلاب معروف في الصعيد لكن في وجه بحري بالنسبة لهم غير معروف بشكل كاف إلا من خلال التذوق ويعرف لديهم بذهب القناوي الأصفر". وعن أسعار العمالة قال ثروت محمد، أحد الصناع، إن العمالة تختلف أسعارهم من وقت إلى آخر حسب العرض والطلب ولكن الزيادة لا تتماشى مع زيادة أسعار المستلزمات الخاصة بمواد الصناعة، لافتا إلى أن الصناعة تتوقف في فصل الصيف بسبب صعوبة العمل في درجات حرارة مرتفعة خاصة أن الجلاب يظل لساعات طويلة على موقد ناري كبير ويتم التقليب في درجات حرارة مرتفعة. وأكد على أن الجلاب يستلزم في تصنيعه عسل أسود بمواصفات معينة حتى يخرج بالشكل الذهبي المعروض، موضحا أن شكل الأقماع اعتاد عليها الصعايدة منذ عدة سنوات ولم يتغير الشكل نهائيًا. واستطرد: "الصعايدة يعرفون الجلاب بشكل قمع الآيس كريم ولذا يطلقون عليه آيس كريم الغلابة أو الصعايدة".