كشفت الأحداث الأخيرة فى سيناء من اختطاف الجنود المصريين في منطقة العريش ورفح وإصرار القوات المسلحة على تحرير هؤلاء في ظل المساومات التي تحاول التيارات الجهادية التي تختبئ بجبل الحلال وغيره من الأماكن إملاء شروطها وهو الأمر الذي يسيئ إلى القوات المسلحة ولكن الأمر يصطدم باتفاقية كامب ديفيد التي تجعل من المنطقة (ج) منطقة منزوعة السلاح باستثناء وجود عناصر الشرطة . وهو الأمر الذي دفع البعض للمطالبة بتعديل هذه الاتفاقية والبعض الآخر يرى أن مصر سبق لها اختراقها العام الماضي بعد مقتل الجنود في شهر رمضان، والتساؤل الذي يطرح نفسه .. هل ستعترض إسرائيل على إدخال مصر معدات عسكرية ثقيلة لمواجهة هؤلاء المتشددين . أكد اللواء طلعت مسلم – الخبير الاستراتيجى أن دخول قوات مصرية إلى سيناء ومعها معدات ثقيلة لايعد خرقا لمعاهدة السلام مع إسرائيل خاصة وأن إرسال هذه القوات والمعدات ليس بغرض الاعتداء على إسرائيل وإنما للظروف التى تمر بها مصر أما فيما يتعلق بمعاهدة السلام فإن المعاهدة بين مصر وإسرائيل تحدد حجم القوات والأسلحة وحسب المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل. وأضاف مسلم أن وجود قوات مسلحة ستكون بموافقة منفصلة عن اتفاقية كامب ديفيد من إسرائيل كوضع مؤقت فى مكان مؤقت ولغرض مؤقت وبالتالى لايوجد ما يمنع إدخال أسلحة ثقيلة وقوات إلى سيناء ويمكن زيادة حجم قوات الشرطة لأن المعاهدة لا تنص على رجال الشرطة . وقال مسلم إن من حق مصر أن تطالب بتعديل المعاهدة ومن حق إسرائيل أن ترفض ويمكن إنهاء المشكلة بالتفاوض بين الطرفين لأن حماية مصر لأمن سيناء يعنى عدم الخوف أو التهديد لإسرائيل . ويقول اللواء يسري قنديل –الخبير الاستراتيجي إن إدخال مصر لمعدات ثقيلة إلى سيناء في إطار مواجهة التهديدات بعد اختطاف سبعة جنود أمر طبيعي ولا يعني ذلك أن مصر تقوم بكسر معاهدة السلام مع إسرائيل لأن عدم استقرار الأوضاع في سيناء ليس في مصلحة مصر ولا في مصلحة أمنها القومي الذي أصبح مهددًا والكل يعلم ذلك ومن هنا فإن الدفع بقوات أو معدات ثقيلة لسيناء لا يعنى كسر المعاهدة بقدر ما هو تأمين الحدود المصرية ضد الخارجين على القانون والذين تسببوا فى مقتل 16 جنديا وخطف 7 آخرين وأضاف قنديل بأن كافة الدول صاحبة المصالح وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التى يهمها أمن مصر واستقرارها تؤيد ذلك لأنه لا يندرج تحت خرق أحد بنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل . مؤكدا أن إسرائيل لن تعترض على دخول المعدات لأن لدينا مشاكل داخلية أشد من أي تهديد من إسرائيل لأن الجبهة الداخلية بالغة الحساسية وسيناء أرضنا وهى مهددة مننا وليس من إسرائيل . وقال قنديل هناك اعتبارات فوقية ويمكن أن يكون هناك اتفاق غير معلن بين مصر وإسرائيل لدخول هذه القوات وهذه المعدات لحماية الأمن القومي وتطهير الخارجين على القانون . ويقول اللواء نبيل فؤاد الخبير الاستراتيجي إن منطقة سيناء بها قوات مصرية كثيرة وفقا لاتفاقية كامب ديفيد ولكنها مقسمة على المناطق ا-ب-ج والمنطقة ج هي القريبة من إسرائيل وحسب الاتفاقية تكون القوات هناك من الشرطة دون وجود قوات مسلحة وبالتالي الاتفاقية لا تتيح دخول قوات مسلحة ولكن مصر لم تلتزم بذلك عندما وقعت مجزرة الجنود فى رمضان الماضي وقامت بإدخال قوات ومعدات وسارعت إسرائيل بإبلاغ الأممالمتحدة التى طالبت مصر الالتزام بتعهداتها الدولية . وأضاف فؤاد بأن الاعتراض الإسرائيلي في حالة إدخال معدات عسكرية لسيناء أنها تريد أخذ موافقتها وليس مبدأ تعديل الاتفاقية وهم لا يمانعون فى إدخال المعدات عند الضرورة وبالتالى لابد أن نعمل على تعديل هذه الاتفاقية الجائرة خاصة وأن بقاء الاتفاقية على هذا الوضع يعطى إسرائيل حق الرفض فى دخول المعدات أو القوات الخاصة وهى أبدت قلقها من وجود دبابات وتم سحبها واستبدلت بالمدرعات والمشكلة إذا أردنا أن نفرض رأينا لابد أن نكون في مركز قوة.