أحمد بهاء الدين يكتب: كعك العيد في مجلة الشرطة في 24 أغسطس عام 2009 كتب الكاتب الصحفى صلاح عيسى مقالا في ذكرى الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين قال فيه: في خريف عام 1996 أنطوى علم آخر أعلام العصر الذي عشناه بأفراحه وأحزانه وأحلامه وإحباطاته، وذلك هو عصر الحرب الباردة الذي كان من مصطلحاته وشعاراته المطالبة بالاستقلال السياسي والاقتصادى والحياد الإيجابى والوحدة العربية والاشتراكية واسترداد فلسطين وغيرها. ولأن العصر كان عظيم المجد عظيم الأخطاء فقد جمعت أعلامه بين العظماء الحقيقيين وكانوا كثيرين من العلم والفن والصحافة والسياسة، وبين المتعاظمين المدعين ممن تعلقوا بأذيال الثورة في تقلباتها وفرضوا أنفسهم على الرأى العام بالنفاق والبهلوانية. وقد حدث عام 1971 وبعد أن انتصر السادات على خصومه وانفرد بالسلطة إلى أن أصدر قرارا بنقل أحمد بهاء الدين من منصبه كرئيس لمجلس إدارة دار الهلال إلى المنصب نفسه بروز اليوسف، مما اعتبره بهاء عقابا له لرفضه الهجوم على منافسى السادات في مجلات دار الهلال. كتب بهاء للسادات خطاب احتجاج على نقله دون علمه قال فيه: لقد اخترعت الثورة صحفيين وكتابا ودكاترة في كل مجال، ولكنننى لست أحد اختراعات الثورة، ومن حقى أن يؤخذ رأيى في أمر يتصل بى شخصيا، فلا أقرأه في الصحف دون سابق علم ولا أتحرك كقطعة شطرنج من مكان إلى مكان وبلا رغبة. ومن مفارقات الزمن أن بهاء لم يلتق بجمال عبد الناصر ورغم ذلك كان ناصر معجبا به ويرشحه للعديد من المناصب الصحفية، أما أنور السادات فكان قريبا منه وكان يكتب خطبه في الوقت الذي كان السادات فيه قابعا في كواليس السلطة ينتظر فرصته، حتى أنه اقترب منه كثيرا بعد الانفصال الشهير بينه وبين محمد حسنين هيكل. حاول بهاء خلال محاوراته مع السادات أن يحافظ على الخيط الرفيع الذي كان يربطه به وأن يقنعه بضرورة الحفاظ على الخطوط الرئيسية للسياسات التي قامت عليها ثورة يوليو، وحين تبين له أن السادات اندفع إلى أبعد مما يستطيع ضميره أن يتحمله وأن هناك كثيرين يؤثرون في الاتجاه المضاد وتلقى آراؤهم استجابة لديه أكثر مما تلقى آراؤه، فضل أن يبتعد ويقطع علاقته مع هذا الرجل. كان أحمد بهاء الدين نموذجا فريدا من الكتاب، فقد كان شيخا وهو يكتب بأسلوب شبابى أفكارا عاقلة وحكيمة يخاطب عقول الناس لا عواطفهم. كان شابا وهو شيخ ولذلك قطع الحبل السرى الذي يربطه بالسلطة.