العرب في عصر المعرفة.. مصر (3)    منطقة المنوفية الأزهرية تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية للعام الدراسي 2024/2025    الدولار ب49.46 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الخميس 12-6-2025    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في السعوديه ببداية تعاملات الخميس 12 يونيو 2025    بين الدبلوماسية والصواريخ.. التوتر الأمريكي - الإيراني وأسرار التصعيد المحتمل    الوفود الأجنبية بين الترحيب والتنظيم    الآن حان دوركم لتدافعوا عن أمريكا حتى أقاصي الأرض، ترامب يقرع طبول الحرب بفيديو للجيش الأمريكي    ترامب: لن نتهاون مع الفوضى وسنُعيد قوة الولايات المتحدة سريعًا    3 شهداء في قصف الاحتلال خيمة في مواصي خان يونس    «الأونروا»: الأزمة الإنسانية في غزة بلغت «مستوى غير مسبوق»    بدأت ب«ستوري».. التفاصيل الكاملة لأزمة أحمد حمدي في الزمالك    كاميرا وتسلل ذكي و8 ثوان للحارس، تعديلات تحدث ثورة تحكيمية بمونديال الأندية 2025    إنزاجي يعلن قائمة الهلال السعودي المشاركة في كأس العالم للأندية 2025    فيرمينو يتلقى عرضا من الدوري القطري    نتيجة الصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025 في جميع المحافظات.. روابط الاستعلام الرسمية    موجة شديدة الحرارة.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة    ننشر أسماء أوائل الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بالفيوم    حسن الرداد يرد على سخرية سفره لتشجيع الأهلي في كأس العالم للأندية (فيديو)    مسلم يعلن تعرض زوجته لوعكة صحية ونقلها إلى المستشفى    "عندها 15 سنة".. قرار جديد من النيابة بشأن عروس متلازمة داون بالشرقية    أنغام تدعو بالشفاء لنجل تامر حسني: «ربنا يطمن قلبك وقلب أمه»    «الفشة» ليس لها أي أضرار أو تأثيرات سلبية على صحة الدماغ أو القلب    محافظ الدقهلية في زيارة مفاجئة لجمصة: رفع مستوى الخدمات استعدادًا للصيف    نقيب المحامين يدعو مجلس النقابة العامة و النقباء الفرعيين لاجتماع السبت    خلافات أسرية.. وفاة شخص وإصابة شقيقه في مشاجرة مع صهره بالفيوم    خاص| الدبيكي: لجنة قطاع العلوم الصحية تبدأ أولى خطواتها لإصلاح تطوير التعليم الصحي في مصر    نائب محافظ دمياط تتابع معدلات تنفيذ مشروعات "حياة كريمة"    العربيات اتعجنت، مصرع شخصين وإصابة 5 آخرين في تصادم سيارتين بجرار زراعي بالبحيرة (صور)    صور| أسماء أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية في قنا    أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق بعد انتهاء عيد الأضحى    تراجع مبيعات تيسلا للشهر الخامس على التوالي    آكسيوس: نتنياهو يطلب وساطة أمريكا للتوصل إلى اتفاق مع سوريا    ملف يلا كورة.. طبيب الأهلي يُطمئن ريبييرو.. عودة ميسي إلى ميامي.. وظهور غير معتاد لأحمد شوبير    انهيار جزئى لسور عقار قديم غير مأهول بالسكان فى المنيا دون خسائر    وفاة تاجر الذهب بالبحيرة متأثرًا بإصابته على يد شخصين    الزمالك يتقدم بشكوى جديدة ضد زيزو عقب الانتقال إلى الأهلي    السومة يتحدى مرموش وربيعة.. مهاجم سوريا يدعم قائمة الوداد في كأس العالم للأندية    خالد مرتجي: زيزو يشبه الأهلي.. وصفقات 2025 غير مسبوقة في تاريخنا    "هيكون نار".. تركي آل الشيخ يشوق متابعيه لفيلم الفيل الأزرق 3    بعد تعافيه من عملية القلب، صبري عبد المنعم يوجه رسالة لجمهوره    international fashion awards" يُكرم منة فضالي بلقب "ملهمة الموضة fashion muse"    واشنطن بوست: احتمال انعقاد جولة تفاوض بين واشنطن وطهران مستبعد بشكل متزايد    آداب الرجوع من الحج.. دار الإفتاء توضح    حكم توزيع لحوم الأضحية بعد انتهاء أيام عيد الأضحى    ننشر أسماء أوائل الشهادتين الإبتدائية والإعدادية الأزهرية بالمنيا    الطب البيطري: نجاح عملية ولادة قيصرية لقطة بالغربية -صور    استشاري يحذر من قلة النوم وتأثيره على الصحة العامة    وزارة السياحة: تنسيق محكم وخدمات متميزة لضيوف الرحمن    محافظ المنوفية: لا تهاون فى مواجهة مخالفات البناء والتعامل بحسم مع أى تعديات    بالأسماء.. تعرف على أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية بالمنيا 2025    تبدأ الأربعاء.. موعد صرف مرتبات شهر يونيو 2025 بعد تبكيرها رسميًا (احسب قبضك)    المخرج محمد حمدي ل«البوابة نيوز»: نجوم السوشيال ليسوا بدلاء للممثلين.. والموهبة هي الفيصل    هل لديك نظر حاد؟.. اعثر على حبات جوز الهند الثلاثة في 12 ثانية    الأوطان ليست حفنة من تراب.. الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة المقبلة    لمرضى السكري.. 6 مشروبات طبيعية لترطيب الجسم في الصيف دون رفع السكر    حزب «مصر القومي» يكثف استعداداته لخوض انتخابات مجلسي النواب والشيوخ    اعتماد وحدة التدريب بكلية التمريض الإسكندرية من جمعية القلب الأمريكية    محمد ثروت يدعو لابن تامر حسني بالشفاء: "يارب اشفه وفرّح قلبه"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميرفت التلاوي: لا وجود للحجاب في الإسلام.. وآية سورة الأحزاب تخص زوجات الرسول


* لو كان مرسي كمل شوية كنا "روحنا في ستين داهية"
* أطالب ب"خواجة" يدير أموال التأمينات
* السلفيون خربوا الدين.. والشباب أشد تعصبا من الجيل الماضي
* مشكلتنا في مصر سوء الإدارة.. وأموال المعاشات عاوزة «خواجة» يديرها بعيدا عن الحكومة
* المساواة في الميراث لا يمكن أن تحدث بمصر لأن الفكر السلفي يسيطر على عقول المصريين
* الرجال لا يفهمون المغزى الشرعي من وراء إقرار آية تعدد الزوجات وهناك شروط للتعدد
* أطفال الشوارع نتاج ظاهرة تعدد الزوجات
* في أوروبا لو "شديت سيفون المرحاض يجيلك البوليس"
* لدينا برلماني طالب بضرورة الختان لأن الرجال يعانون قصورا جنسيا
* تعويم الجنيه حدث به خطأ وكان يمكن أن يصل الدولار ل13 جنيها
* مبارك رجل وطني يحب بلده لكنه لم يكن لديه قدرات إستراتيجية للعمل المستقبلي
* أرفض عملية الاستدانة الزائدة عن اللزوم
* كل الشركات الناجحة يجب بيعها للتأمينات وب«كده ما نشحتش المعاشات من الحكومة»
* لماذا تدير الحكومة أموال المعاشات.. يأتوا ب"خواجة" يديرها مثلما يحدث في كرة القدم
* السبكي بتاع اللحمة اللي بيعمل أفلام" بيقول هذا ما يريده المجتمع
* الأزهر أحد قطبي القوة الناعمة في مصر لكن للأسف دوره تراجع
* الكتب التي تدرس في المعاهد الأزهرية تجعلك "لو كنت مسلم تكفر"
* هل معقول لا يذهب معاش المرأة لأسرتها بحجة أنها لا تعول.. "دي سرقة"
* هناك رجال أعمال يستغلون الشباب ويأخذون منهم المشروعات
السفيرة ميرفت التلاوي.. 40 عامًا قضتها في السلك الدبلوماسي.. أعوام جعلت منها خبيرة في الشئون الدولية، ليس هذا فحسب، لكنها إلى جانب الخبرة تلك، أصبحت واحدة من أهم المدافعات عن حقوق المرأة في مصر والوطن العربي، تدرجت في المناصب، من سفيرة إلى وزيرة، ورغم هذا لا تزال تمتلك «شجاعة المقاتلة».
«السفيرة ميرفت» التي حلت ضيفة على صالون «فيتو» تمتلك ما يستحق أن يوصف ب«رؤية موضوعية» للواقع المصري، حيث ترى أن الأوضاع بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، لا تحتاج إلى سن القوانين، بقدر ما تفتقد إلى ثقافة التنفيذ والتطبيق.
ومن ملف حقوق المرأة، انتقل الحوار إلى الواقع المصري، سواء فيما يتعلق ب«تجديد الخطاب الديني» الذي ترى الوزيرة السابقة أنه لم يشهد أية خطوات جادة، أو الإصلاح الاقتصادي، الذي أكدت أنه كان يمكن اللجوء إلى بدائل أخرى أقل كلفة من الحلول التي تم اللجوء إليها.
«التلاوي» تحدثت أيضا عن آفة «سوء الإدارة» التي تعاني منها الحكومات المصرية المتعاقبة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحاول بناء البلد، ولا تزال الحكومة تتخبط في خطواتها الإصلاحية.
التاريخ أيضا كان حاضرًا في الحوار مع «الدكتورة ميرفت»، حيث كشفت كواليس خلافها مع الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير المالية الأسبق عندما كانت وزيرة للتأمينات الاجتماعية، عندما حاول استثمار 200 مليار جنيه من أموال المعاشات في بنك أمريكي، كما ألقت الضوء على علاقتها بكل من جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسوزان مبارك، زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.. في الحوار التالي:
*مؤخرًا.. أقرت تونس قانونا يساوي في الميراث بين الرجال والنساء.. برأيك هل يمكن أن يحدث مثل هذا في مصر؟
بالطبع لا.. نظرا لاختلاف ثقافة الشعوب، فالفكر السلفي الذي يسيطر على عقول المصريين، إضافة إلى العادات والموروثات الخاطئة، تقف عائقا أمام اتخاذ مثل هذه الخطوة، بل إن الإناث لا يأخذن حقهن الشرعي، وهو ما يحدث في الصعيد وبعض محافظات الدلتا، وهناك أشقاء يستولون على ميراث شقيقاتهم لمجرد أنهن صغار السن.
*إذن.. هل العائق أمام تطبيق مثل هذا القانون شعبى أم ديني؟
ما يتعلق بحقوق المرأة في المجتمع المصري متعلق بالموروثات الثقافية، فضلا على تغلغل عدد من التيارات التي نشرت الفكر السلفي، فمثلا لو صدر مثل هذا القانون قبل 40 عاما كان يمكن تطبيقه، فالقوانين التي صدرت في فترة الخمسينيات والستينيات كان يتم تنفيذها وأصبحت من الموروثات الثقافية، لكن الشباب حاليا أشد تعصبا عن الجيل الماضي.
*باعتقادك هل المرأة خلال فترة الخمسينيات والستينيات كانت أكثر حظًا من الفترة الحالية؟
حقوق المرأة موجودة ومنصوص عليها في القانون.. لكنها للأسف لا تنفذ.. فثقافة المجتمع تمنع تنفيذ القانون، حيث تراجعت ثقافة المجتمع لتأثرها بالوهابية القادمة من الخليج وإصدار السلفيين لفتاوى خاطئة «خربت الدين الإسلامي».. فأنا سيدة دبلوماسية عملت على مدى 40 عاما للدفاع عن بلدي والإسلام، ودائما أفتخر أن الإسلام دين يرتقي بالمرأة ونسميه «ديانة تحتسب للمرأة»، فهناك سورة النساء في القرآن ولا توجد سورة الرجال، والرسول في خطبة الوداع أوصى بالنساء، وأمور أخرى توضح حالة ووضع المرأة كانت في أفضل حال أيام الرسول والصحابة، حيث كانت المرأة تحارب وتتاجر، وبالتالي مشاركتها كانت عسكرية ومدنية وكانت تؤم المسلمين ويأخذوا منها الحكمة، لكن حاليا «على حتة مأذون في قرية عاملين أزمة»، وكل ذلك بسبب تراجع ثقافة المجتمع.
*من واقع متابعتك للمشهد.. ما السبب في اختزال المرأة في مظهرها الخارجي فقط؟
للأسف لدينا التعليم منهار.. ودور الأسرة أصبح ضعيفا في تربية الأجيال الصاعدة، والرجل يتزوج حتى أربع نساء، دون أن يفهم المغزى الشرعي من وراء إقرار آية تعدد الزوجات، فهناك شروط للتعدد، ففي أيام الرسول كان المسلمون يخرجون في غزوات وهناك زواجات تفقد أزواجهن في الحرب ويصبحن أرامل لذا أنزل الله في القرآن آية التعدد وبشرط أن يكون قادرا وعادلا، لذلك نجد أن الدستور الفرنسي أقر عام 1956 زوجة واحدة فقط طبقا للشريعة الإسلامية.
*برأيك.. هل هناك ضرورة لضبط مسألة الزواج من خلال إقرار قانون مثلما حدث في تونس؟
الدين الإسلامي لم يأت حتى يلغي عقولنا، بل جاء لتسهيل التعاملات، وللأسف عصرنا غير عصر الرسول والصحابة، فغلاء المعيشة والأوضاع الاقتصادية جعلت من الزواج مسألة مكلفة، إلا أننا نجد من يتشبث بالقاعدة الدينية ويتزوج مثنى وثلاث ورباع وينجب منهن أطفالا ثم يتركهم، لذلك لدينا أطفال شوارع، وهم نتيجة ظاهرة تعدد الزوجات.
*لكن البعض يتعلل بالدين سواء في تعدد الزوجات أو الميراث؟
تشريع تعدد الزواج تم منذ 1400 سنة عندما كان الرجل يعول عمه وخالته وكل العائلة، لكن حاليا الظروف اختلفت وأصبحت هناك امرأة تعول أسر بأكملها، لدينا 5 ملايين سيدة تعول ثلث المصريين، إذن لماذا لا نعطيها حقها في الميراث، أين العدالة هنا، للأسف الأنانية وحب الذات وعدم العدل صفات لم تعدلها المدرسة والأسرة والجامع وهي أهم 3 مؤسسات تلعب دورا رئيسيا في تكوين فكر الإنسان، للأسف لدينا مؤسسات فاشلة، وبالتالي تفشت الحوادث والأفكار الخاطئة، ونضحك على أنفسنا بالمظهر "نربي زبيبة" ونقول بنصلي.
*ما المختلف بين مصر وتونس.. هل في وجود إرادة سياسية أم تعاظم مجتمع مدني.. أم ضرورة اقتصار المساجد على العبادة فقط؟
تونس عندما أرادت أن تنصف المرأة أقرتها في دستور وقانون 1956، والشعب تعلم أنه لا يوجد زواج أكثر من واحدة، وأصبح ذلك جزءًا من ثقافة مجتمع، لكن في مصر نقول أخبروا الزوجة الأولى بزواج زوجها لكن المأذون لا ينفذ القانون، والسيدة تصبح مطلقة عدة سنوات دون أن تعلم، للأسف ما يتعلق بالأحوال الشخصية لم تعطه الدولة حقه، وللأسف الأفكار الناشئة حاليا أسوأ ما يكون.
*من وجهة نظرك من يجب أن يقود للتغيير الثقافة أم القانون؟
الدولة مسئولة عن الثقافة التي أهملتها.. أنت تمشي في الشارع وفاتح الراديو على صوت عالي محدش يكلمك على عكس ما يحدث في أوروبا لو "شديت سيفون المرحاض يجيلك البوليس.. لدينا تسيب، وأصبح الصوت عاليا طوال الوقت والقمامة بالشارع، "و الراجل ده بتاع اللحمة اللي بيعمل أفلام"- السبكي- يقول هذا ما يريده المجتمع.. هل البلطجي والنصاب والحرامي هو ما يريده المجتمع.. أم أنه واجب علينا أن نقدم ما يليق ويرتقي بثقافة المواطن.
*ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي المرأة في خطاباته كثيرًا.. هل تتوقعين أنه يريد تغيير ثقافة المجتمع أم ماذا؟
لم نشكك في نواياه بالتأكيد يريد الإصلاح، لكن للأسف ثقافة المجتمع تقف ضده، وهو يعلم دور المرأة في المجتمع، فنسبة تصويت النساء في الانتخابات كانت 54%، فكنت أراقب الانتخابات وسألت السيدات عن سبب مشاركتهن وسعادتهن وردودهن كانت تنم عن مدى فهم السيدات البسطاء لواقع الحياة حيث كن يرفضن الإخوان لأنهم "كذابون".
*بالحديث عن الإخوان.. ماذا كان سيحدث إذا استمر مرسي في حكم مصر؟
لو كان محمد مرسي مكث في البلاد أكثر من ذلك كانت الثقافة الخاطئة تغلغلت "وروحنا في ستين داهية"، فمنذ متى والفتيات ترتدى الحجاب ويغطين رءوسهن، ضحك عليهن عمرو خالد ومعز مسعود وفى الآخر تزوجوا من غير المحجبات.. للأسف البنات سمعوا كلام عمرو خالد، وتركوا كلام المستشار محمد سعيد العشماوي أستاذ في الفقه كتب وثيقة تؤكد أنه لا وجود للحجاب في الدين الإسلامي وأن الآية التي نزلت في هذه الجزئية، تخص زوجات الرسول، أما النقاب ليس له أساس ولذلك عندما نذهب لأداء فريضة الحج يجب إظهار الوجه والكفين.
*أطلق الرئيس منذ عامين مبادرة لتجديد الخطاب الديني، هل التجديد يقتصر على الأزهر أم يحتاج إلى تكاتف مجتمعي؟
الأزهر مؤسسة مهمة وله وزن في الدولة وهو أحد قطبي القوة الناعمة في مصر، لكن للأسف دوره تراجع، فعندما كنت في لجنة الخمسين كان يرسل للجنة بعض من الكتب التي تدرس في المعاهد الأزهرية "لو كنت مسلم تكفر" شيء لا يعقل أن يكون هذا هو التدريس في الأزهر ويتساءلون بعد ذلك عن أسباب الفتنة، وبالتالي مهم جدا أن يرجع الأزهر لطبيعته بعزل الأشخاص الذين أتى بهم مرسي وكانوا يمهدون لتولي القرضاوي منصب شيخ الأزهر.
*منذ عامين لا يوجد خطوة إيجابية لتجديد الخطاب الديني.. تفسيرك؟
كل القضايا الاجتماعية مثل الخطاب الديني والطلاق الشفوي يجب ألا يكون بها تراجع، يجب تشكيل لجنة لتنفيذ ومتابعة قرارات الرئيس، وغير ملزم أن تكون من رجال الأزهر، فلا توجد وصاية في الإسلام، أي شخص متخصص رأيه محترم، ويجب معالجة الأمور بما يناسب الوقت الحالي.
عندما كنت في وزارة التأمينات كان معاش المرأة التي تموت لا يذهب لزوجها وأولادها، وكانت الدولة تأخده بحجة أن المرأة لا تعول في الإسلام، هل هذا يعقل أن تستقطع المرأة جزءا من مرتبها على مدى 30 عاما أو أكثر وعندما تموت لا يذهب لأسرتها، بحجة لا تعول "دى سرقة" لكنني غيرت الفكرة، وللأسف ثقافتنا تراجعت للوراء، ففى الثلاثينيات والأربعينيات، في الأرياف والصعيد كانوا أكثر تعاطفا مع المسيحيين وكان لا أحد يستطيع التفرقة بين مسيحي ومسلم، إلا أن ذلك تراجع بسبب النفوذ الرجعي للوهابية، وضعف المدارس والتعليم، ضعف الأسرة أمام الإنترنت ووسائل التكنولوجيا، والمساجد والأزهر لم يقوما بدورهما، كل هذه عوامل أدت إلى انحدار الثقافة بالإضافة إلى السينما والأفلام والتوك شو.
*إلى أي مدى يرتبط ما يحدث الآن بالظروف الاقتصادية؟
لا يوجد ارتباط.. فالمسألة لا علاقة لها بالغنى أو الفقر، لكنها عدم أخلاق وعدم قناعة وعدم تربية ومظهرية دينية خاطئة، لو المواطن مؤمن بالفعل ما حدث ما نشاهده اليوم من أفعال خاطئة، قديما الفلاحون كانوا منتجين، كنا نأكل ما نزرعه ولا نستورد رغم أننا كنا أقل علما، لذا يجب العودة للتواضع والرضا، لكن اليوم "يبقى الشاب اسمه لسه متخرج وعاوز يركب مرسيدس النهاردة"، وهذا الفكر الخاطئ يحتاج إلى ثورة ثقافية لتغيير المفاهيم والمسلسلات يجب أن تساعد في تغيير الفكر، ومنع عرض مشاهد العنف والمخدرات.
*لكن عند رفض مثل هذه المشاهد في السينما والتليفزيون يقال إنها رقابة وحرية.. ما تعقيبك؟
فلتحيا الرقابة إذا كانت تمنع السيئ، لكن الرقابة توجد فقط لمنع كلمتين سياسة لا نرحب بها، للأسف ما يقدم حاليا لا يليق بمصر نحن نصدر من خلال السينما والتليفزيون فكرا خاطئا عن مصر وشعبها، سم للخارج عن الشعب المصرى يظهر للدول الأخرى أن سيدات مصر ساقطات وأن رجال الأعمال حرامية وشوارعنا وحوارينا كلها تعج بالمخدرات، نحن لدينا سلاح نضرب به أنفسنا بحجة حرية الإعلام، قديما كان الأجانب والعرب يشاهدوا أفلام يوسف وهبى ويستمتعوا بجودتها وأخلاقها ومخارج الألفاظ بها، بينما حاليا السينما بها ألفاظ غريبة.
وأريد أن أشير هنا إلى أن الرئيس يقوم بمشروعات ضخمة في الطرق تفيد الأجيال المقبلة، بينما الجزء الاجتماعي يحتاج لانضباط ويحتاج لخبراء يرعون فكرة التنمية، بمعنى لا أعطي لك أموالا لأنك فقير بل أقدم لك خدمة تحصل مقابلها على أجر.
*هذا يعني أن فكرة المنح التي تقدم مثل تكافل وكرامة وإعانات فكرة فاشلة؟
أحيى الرئيس السيسي لأنه خصص 200 مليار جنيه ب5 % فائدة للمشروعات الصغيرة، لكن أتمنى أن يستمر وتتم مراقبة المشروع لأن هناك رجال الأعمال يستغلون الشباب ويأخذون منهم المشروعات والقروض المسهلة، لذا يجب وجود رقابة على المشروعات.
*من واقع خبرتك.. هل هناك سوء إدارة حكومية في مصر؟
بالطبع.. هناك سوء إدارة في مصر، بل يمكن القول إن مشكلتنا سوء الإدارة، فكيف يقوم الرئيس السيسي بافتتاح مصنع أسمنت في بنى سويف وهناك مصنع أسمنت آخر يتم إغلاقه، أصحاب المصانع الخاسرة يتقاضون شهريا 14 ألف جنيه مرتبات ويطالبون بحوافز "حوافز إيه وأنت خسران"، للأسف هؤلاء ليسوا على دراية بعلم الاقتصاد.
*ما موقفك من فكرة طرح شركات حكومية في البورصة.. هل تعد مخاطرة بأموال الحكومة في شيء غير مضمون؟
من تجاربنا الماضية أقول أي مشروعات ناجحة يجب إعطاؤها للتأمينات، فكنت أرفض بيع شركات الاتصالات وحديد الدخيلة وألومنيوم قنا، لأن هذه الشركات كان من المفترض أن تظل مؤسسات شعبية ل8 ملايين، أصحاب المعاشات كان الفرد الواحد في المعاش سيحصل على راتب أفضل مما كان يتقاضاه من مرتب وهو يعمل، وللأسف العديد من الأشخاص بنوا ثروات طائلة من مثل هذا الشركات وبيعها مثل أحمد عز الذي أصبح إمبراطور الحديد بعد شرائه شركة الدخيلة وطرحها في البورصة.
كل الشركات الناجحة التي تريد الدولة بيعها يجب بيعها للتأمينات والتأمينات تصبح شركات مساهمة والعائد يرجع لأصحاب المعاشات، وب«كده مانشحتش المعاشات من الحكومة والدولة ماتحطش ايدها عليها»، فأموال التأمينات أموال خاصة ويجب أن تدار بهيئة مستقلة بعيدا عن الحكومة حتى لا تحول على وزارة المالية، ويجب أن تتخصص في مشروعات ذات عائد مضمون يعود على أصحاب المعاشات، أتذكر أن رئيس الوزراء أخذ أموالا من التأمينات لعمل مشروع توشكى ووزير آخر أخذ أموالا وأنشأ مدينة الإنتاج الإعلامي، فما هو العائد، حيث استلفت من الفقير دون مقابل.
*إذا كان الأمر كذلك.. لما تصر الحكومة في أي زيادة للمعاشات على الإشارة إلى أنها «منة وعطية»؟
لم يقرأوا الدستور، ولماذا تدير الحكومة أموال المعاشات، حيث يمكن يأتوا ب "خواجة" يديرها مثلما يحدث في كرة القدم.
*هل هذا يعني أن أي قرار اتخذته الحكومة مهدد بالطعن عليه؟
كثير من القرارات الخاصة بالمعاشات باطلة، الرئيس مبارك هاتفني ذات مرة طلب منى زيادة لمعاش وزير للداخلية تقاعد، وقال إن معاشه قليل ومش مكفيه يجب تزويده، عشان ازوده مافيش غير 200 جنيه بس زيادة، وكان لازم لجنة تقعد وتعرف السبب، ولكن اليوم أقروا قانون معاشات للوزراء مخالف للقانون، و"خراب مستعجل" على المعاشات، وتصرف خاطئ 100%، خاصة أن هناك وزراء يظلون في منصبهم شهرين أو أكثر ويحصلون على معاش، مثل اللواء الجندى، وهذه أموال مأخوذة من أموال الغلابة أصحاب المعاشات.
*خلال السنوات القليلة الماضية.. انشغلت الحكومة ببرنامج إصلاح اقتصادى ما تسبب في تراكم الديون لم تجد حلا إلا في رفع الدعم وتعويم الجنيه هل كان يمكن وجود حلول أخرى؟
هناك قرارات إجبارية لا بد منها، لكن كان يمكن أن تطبق بأفضل من ذلك، أولا أنا ضد عملية الاستدانة الزائدة عن اللزوم، أتذكر أيام مبارك حصلت على قرض من اليابان بفائدة 0.5% والتسهيل في السداد على مدى 30 سنة، لكنه لم يوافق لأن مبدأ الاستدانة كان لديه حساسية منه، لكن الآن هناك تسيب في هذه الجزئية وسنشعر بمساوئها مستقبلا، حاليا الدولة تريد إنجاز مشروعات وهذا جيد ولكن ليس من خلال الاستدانة فهناك بدائل وهى بيع الأراضى للشعب بحد أقصى، ويجب وجود عقلانية في التصرف، فكيف نفتح مصانع جديدة وهناك مثلها مغلق ويخسر بل يجب إعادة فتحها وتجديدها وانتظار الربح بدلا من إنشاء غيرها وهذا يوفر نصف التكلفة.
*على ذكر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.. برأيك هل تعرض للظلم؟
نعم.. لأن الرئيس مبارك رجل وطنى يحب بلده كون أنه لم يكن لديه قدرات إستراتيجية للعمل المستقبلي لا يعيبه أبدا «ربنا خلق كل واحد بإمكانيات خاصة».
*هل ترى أن العيب كان في مستشاريه؟
«مفيش مستشارين عدلين، وللأسف نحن بنا عيوب كثيرة.. أنت كوزير عاوز تشتغل لوحدك واسمك فقط يخلد»، لا يوجد عمل جماعى لا يوجد من يعمل من أجل الوطن وكل هذا لم يساعد الرئيس مبارك، وما ينفع الرئيس السيسي أن لديه خطة التنمية وخطة إصلاح واسعة مثل الطرق وقناة السويس الجديدة، وتعويم الجنيه حدث به خطأ، للأسف كان في تساهل كان يمكن أن يصل الدولار ل 13 جنيها وليس أكثر من ذلك، لكن للأسف نصلح أخطاء الماضى، وفكرة استيراد كل شيء من الخارج خطأ، حيث يمكن استيراد بعض المنتجات وصنع الباقى داخل بلادنا، وللأسف لا يوجد «كنترول» على السوق الداخلى، ولا يوجد منظمة للأسعار، وهنا يجب تخصيص فرقة تضبط السوق، كما يجب إيجاد حل في الشباب الموجودين بالشارع رافضين العمل والإنتاج والصناعة ومكتفين فقط بقيادة «توك توك».
*ما رأيك في أحوال المرأة حاليا؟
على المرأة أن تؤمن بنفسها وبحقوقها، لا أعلم هل ال 90 كرسيا في البرلمان للسيدات في البرلمان سيستمر أم لا، هل تقل النسبة أو ترتفع، وهذا لا يعنى أن المرأة تقدمت أو تأخرت، لأن المرأة لو أرادت أن تتقدم ستتقدم بنفسها، «مش تخربى بيت ابنك عشان بتكرهى مراته، ما تحسنى من نفسك ثقفى نفسك، انتى عاوزة ايه في حياتك هتقعدى للمحشى والكلام الفاضى ده، ولا أنك تزودى عن 90 كرسيا في البرلمان، يبقى لازم تشتغل على نفسها تبحث عن إنتاج لها ومصدر دخل، للأسف المرأة عدوة نفسها فهى أكثر قساوة على نفسها من الرجل، المرأة يجب أن تكون متقدمة وهذا لا يعنى أن تكون دكتورة بل هناك أميات ولكن يحققن ذاتهن مثل السيدات اللاتى يقفن في الأسواق الشعبية».
*صراحة.. هل ال90 نائبة في البرلمان لهن تأثير في الحياة السياسية وما تأثير ذلك على صورة مصر بالخارج؟
بالطبع له أثر إيجابى على صورة مصر بالخارج، كان دائما تقييم وضع المرأة في الحياة السياسية في مصر يأتى آخر القائمة مصر وبعدها الصومال، كان عار علينا، ولكن حاليا الوضع أفضل.
*ما رأيك في أداء نائبات البرلمان؟
منهم الجيد وأخريات أدوارهن ضعيفة ولكن كتجربة جديدة جيدة، في المجمل الأداء جيد "يكفى أنهن لم يرتكبن أخطاء الرجل في البرلمان مثل البرلمانى الذي طالب بضرورة الختان "عشان الرجال بيعانوا من قصور جنسي"، للأسف نحن في حاجة إلى تغيير جذري لثقافة وفكر المجتمع.
*عاصرتِ جيهان السادات وسوزان مبارك.. من التي انتصرت للمرأة أكثر؟
كل واحدة لها اهتمامات مختلفة وكان هدفهما تقدم المرأة، سوزان مبارك كانت مهتمة بالثقافة والمكتبات وعملت كتبا رخيصة جدا من مكتبة الأسرة والطفل وكانت تأتى بالمتخصصين ليتحدثوا في قوانين المرأة، أما جيهان السادات كانت مهتمه بالطفل وجرحى الحروب لأنها عاصرت حرب 73، وأسست الوفاء والامل وسكن لمصابي الحرب ومستشفى خاصة لهم، وأنا حضرت معهما مؤتمرات دولية عن المرأة، في المكسيك عام 1975 مع جيهان السادات، وفى الدنمارك عام 1980 مع سوزان مبارك، وكلاهما مثلا مصر تمثيلا جيدا جدا وكلمات موزونة ومؤثرة، وكان هدفهم تقدم المرأة، ونحن في حاجة لتقدم المراة حاليا، ولا يوجد جيهان السادات ولا سوزان مبارك، لكن الرئيس السيسي يجب أن ينفذ كلامه.
*كنتِ قريبة من المطبخ الرئاسى هل لاحظتِ أحد منهما يسعى لتخليد اسمه وتحقيق أهداف شخصية؟
لا.. لم تكن لواحدة منهما أهداف شخصية فالاختلاف فقط في الظروف جيهان السادات عاصرت الحروب فاهتمت بمصابي الحرب والطفل وسوزان مبارك بالثقافة والمرأة والهلال الأحمر، والاثنتان كانتا تعتبرنا كخبراء من وزارة الخارجية وتستمعا لرأينا السياسي، ولا يوجد خلافات بيني وبينهما في ذلك الوقت، بالعكس كانا يستخدماني وزملائى في الخارجية كمساعدين لهما.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.