نائب رئيس جامعة أسوان يتابع سير أعمال الامتحانات بكلية الآداب    قيادي بمستقبل وطن: عودة الحوار الوطني يؤكد قدرته على دعم جهود الدولة    العاملين بالبناء تشكر القيادة السياسية على النهضة التي تشهدها مصر بالطرق والكباري    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    لإنتاج 1000 ميجاوات.. تفاصيل افتتاح محطة كهرباء من الرياح    مطار القاهرة يسير اليوم الثلاثاء 527 رحلة جوية لنقل أكثر من 66 ألف راكب    جرائم إسرائيل.. وأمريكا «2»    «الوزراء السعودي» يجدد رفض المملكة القاطع مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها السافرة    إصابة جندي بولندي في عملية طعن على يد مهاجر غير شرعي    مانشستر يونايتد وجيرونا مهددان بأزمات فى بطولات يويفا بسبب تضارب المصالح    مدرب منتخب الطائرة يتحدث عن حظوظ الفراعنة في أولمبياد باريس    «ميدالية ال 12».. ياسين حافظ يثير الجدل باحتفال جديد مع إمام عاشور    تشكيل زد لمباراة الداخلية بكأس مصر    التحفظ على نجل الفنان أحمد رزق في حادث تصادم بأكتوبر    تشييع جثمان شاب لقي مصرعه على يد صديقه في كفر الشيخ (صور)    تعاون جامعة عين شمس والمؤسسة الوطنية الصينية لتعليم اللغة الصينية    أفراح جوائز الدولة    الخميس.. قصور الثقافة تقيم حفل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمسرح السامر مجاناً    «الصحفيين» تنظم قافلة للعيون ومركز بصريات وتحاليل الأورام من الأحد المقبل (تفاصيل)    قومية سوهاج تقدم عرض اللعبة ضمن موسم مسرح قصور الثقافة بالصعيد    الأزهر للفتوى يقدم مطويَّةً فقهية توعوية للحجاج وللمعتمرين    محافظ الإسماعيلية يشيد بدور مجلس الدولة في فض المنازعات وصياغة القوانين    روسيا تطور قمرا جديدا للاتصالات    تعرف علي مناطق ومواعيد قطع المياه غدا الاربعاء بمركز طلخا في الدقهلية    تأجيل إعادة إجراءات محاكمه 3 متهمين بفض اعتصام النهضة    «الضوابط والمحددات الخاصة بإعداد الحساب الختامي» ورشة عمل بجامعة بني سويف    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    "حاميها حراميها".. عاملان وحارس يسرقون خزينة مصنع بأكتوبر    شبانة: لجنة التخطيط تطالب كولر بحسم موقف المعارين لهذا السبب    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. تصل إلى 9 أيام متصلة (تفاصيل)    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    تشكيل الدوري الإنجليزي المثالي بتصويت الجماهير.. موقف محمد صلاح    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    بشرى للمواطنين.. تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع    الجنايات تعاقب عامل بالسجن 3 سنوات لإدانته بالاتجار في الحشيش    دفاع الفنان عباس أبو الحسن: تسلمنا سيارة موكلى ونتتظر سماع أقوال المصابتين    الطب البيطرى: تحصين 144 ألفا و711 رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالجيزة    خلال زيارته للمحافظة.. محافظ جنوب سيناء يقدم طلبا لوفد لجنة الصحة بمجلس النواب    محافظ الجيزة: تطوير وتوسعة ورصف طريق الطرفاية البطئ    مراسل القاهرة الإخبارية: الآليات الإسرائيلية تسيطر ناريا تقريبا على معظم مدينة رفح الفلسطينية    نسألك أن تنصر أهل رفح على أعدائهم.. أفضل الأدعية لنصرة أهل غزة ورفح (ردده الآن)    مع اقترابهم.. فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    إسرائيل تعتقل 22 فلسطينيا من الضفة.. وارتفاع الحصيلة إلى 8910 منذ 7 أكتوبر    عاجل| مع اقتراب عيد الأضحى.. مدبولي يتابع موقف توافر السلع في الأسواق    تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فؤاد شرف الدين.. «كان يقاوم الألم»    فيلم السرب الأول في شباك تذاكر أفلام السينما.. تعرف على إجمالي إيراداته    رئيس وزراء إسبانيا: نعترف رسميا بدولة فلسطين لتحقيق السلام    وزيرة الهجرة تلتقي أحد رموز الجالية المصرية في سويسرا للاستماع لأفكاره    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    نقطة ضعف أسامة أنور عكاشة.. ما سبب خوف «ملك الدراما» من المستقبل؟    معهد صحة الحيوان يعلن تجديد اعتماد مركز تدريبه دوليا    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    وزير الصحة يبحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون في اللقاحات والأمصال    دويدار: الجزيري أفضل من وسام أبو علي... وأتوقع فوز الزمالك على الأهلي في السوبر الإفريقي    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. هدي بدران رئيس الاتحاد العام لنساء مصر :
قانون الأحوال الشخصية عاجز عن حماية الأسرة
نشر في الأخبار يوم 28 - 06 - 2016

د. هدي بدران من المصريات المعروفات في مجال العمل الاهلي لخدمة المرأة والطفولة منذ عقود مضت تركت التدريس الجامعي لتتفرغ للعمل باليونيسيف ثم اصبحت اول رئيسة للمجلس القومي للطفولة والامومة عند تأسيسه ثم تأسيسها لرابطة المرأة العربية وأخيرا كرئيسة للاتحاد العام لنساء مصر والاتحاد العربي للنساء .. من خلال هذه الخبرة الطويلة تستطيع ان تري مشكلات المرأة المصرية والعربية واهمها التعليم والامية وتطالب بتعديل قانون الاحوال الشخصية حفاظا علي تماسك الاسرة وحمايتها من التفكك وتري ان فوز 89 نائبة بعضوية مجلس النواب تجربة ستشجع الكثيرات علي الترشح فيما بعد.
من خلال خبرتك الطويلة في مجال قضايا المرأة كيف ترين وضع المرأة المصرية الآن ؟
اجري الاتحاد العام لنساء مصر دراسة مطولة عن احوال المرأة المصرية بمناسبة مرور 20 عاما علي (بيجين) وهو الاجتماع الدولي الرابع الذي عقد عام 1995 وقدمت كل الحكومات دراسة مماثلة وتقدم الجمعيات الاهلية تقريرا موازيا يتضمن الانجازات والتحديات وهناك اهداف تحققت ولكن ينقصها بعض الخطوات الضرورية.
إنجازات المرأة
وما المجالات التي تحققت فيها انجازات لصالح المرأة ؟
في مجال التعليم زادت نسبة التحاق البنات بالمدارس في المرحلة الاساسية بعد ان كان الاولاد متقدمين علي البنات الآن تقلصت الفجوة بين الجنسين واوشكت علي الانتهاء تقريبا ولكن وجدنا البنات يتسربن من التعليم في المرحلة الثانوية وكذلك في الجامعات لاصرار بعض الاهالي علي تزويج الفتاة وهي صغيرة ، اما محتوي المناهج فلايزال يكرس دور المرأة داخل البيت ويضع مكان الولد امام الكمبيوتر وهي نفس النظرة التقليدية لدور المرأة وهناك من يقول انها ستتحسن لكن هذا لم يحدث حتي الآن ،وللأسف اثناء حكم الاخوان قاموا بحذف المناهج المتعلقة بكل ما يخص دور النساء الرائدات فمضمون التعليم ينقصه الكثير ويوجه الي مهن معينة تناسب المرأة مثل التدريس والتمريض والسكرتارية أما الهندسة والطب فأغلبية من يعملون بها من الرجال وللاسف فالمرأة تفضل الذهاب الي الطبيب الرجل إلا في امراض النساء والولادة وعمالة المراة لا تزال ضعيفة جدا لأن ثقافتنا تفضل ان يعمل الرجل طبعا والبطالة عالية لدي الجنسين خاصة بين الحاصلين علي مؤهل عال ونظامنا الاقتصادي لا يفرز اعمالا تكفي كل الراغبين في العمل بالاضافة الي أن نظام التعليم لا يزود الخريجين بمهارات تؤهلهم لسوق العمل وبالنسبة للصحة ارتفع العمر المتوقع للمرأة بعد الولادة ولكن ظهرت امراض جديدة مثل اورام الثدي والسكر ، فالارقام لا تكفي ولكن النوعية هي الأهم والمفروض ان نركز عليها ولا يزال قانون الاحوال الشخصية بحاجة لتعديل لأنه عاجز عن توفير الامن والاطمئنان للاسرة ونحن كاتحاد نسائي نبذل محاولات لتغييره وتغيير بعض مواد القانون الجنائي التي تميز ضد المرأة.
وماذا عن عمل المراة بالسياسة ناخبة او مرشحة ؟
لاحظنا قلة تعيين المرأة في المناصب القيادية سواء بالتعيين او بالانتخاب.. طبعا زيادة عدد النائبات بالبرلمان الي 89 نائبة انجاز هام وأحيي المرأة التي نجحت مستقلة ضد عتاولة من المرشحين الرجال مما يصحح فكرة ضعف المرأة وعدم قدرتها علي خوض المعركة السياسية ولكن يعوق المرأة عوامل خارجة عن ارادتها مثل الإمكانيات الاقتصادية فسمعنا عن الملايين التي انفقت في الانتخابات في حين ان معظم السيدات لا تملك مالا يكفي للانفاق علي الحملات الانتخابية وبالنسبة لمنصب الوزارة توقعنا ان يعين الثلث من الوزيرات ولا توجد حجة لدي الحكومة لوجود سيدات يتمتعن بالكفاءة في جميع المجالات فقد ارسلنا لرئيس الوزراء قائمة بأسماء سيدات متميزات ليستعين بهن عند الحاجة ولم ينظراليها ولا يزال الخطاب السياسي علي المستوي اللفظي فالرئيس السيسي يشدد علي احترامه وتقديره للمرأة المصرية ولكننا نريد حديثا يترجم الي افعال نريد وزيرة للتعليم او للصحة لأن فرنسا مثلا عينت وزيرة للدفاع وكانت حاملا ولم ينتقدها أحد ونحن لا نقل عنهم حضارة او كفاءة والعيب عندنا في التفاوت الكبير بين المرأة الغنية والمرأة الفقيرة التي عادة ما تكون امية وتنجب اطفالا كثيرين وتعاني من الضعف الصحي فتموت قبل الاوان .
الاسرة والنساء
المعروف ان ثلث الاسر المصرية تعولها النساء فهل هي ظاهرة ايجابية ام سلبية ؟
من النواحي السلبية تصور الناس ان المرأة تعول الاسرة لأن الرجل عاطل ويرفض العمل بينما يمكن ان يكون السبب خارجا عن ارادته فقطاع المقاولات كان يستوعب عددا كبيرا من الرجال ومع كساده فقد الكثيرون اعمالهم وهناك انواع من العمالة تفضلها الاسرة المصرية مثل العاملات في المنازل ولهذا اقول اننا لانملك نظاما اقتصاديا يفرز عملا لكل قادر وقادرة والحياة اصبحت تعاونا اذا عمل الزوجان في حين لو كانت المرأة هي العائل الوحيد فهذه المسئولية تضع عليها عبئاً كبيرا لانها تقوم بدور الام والاب معا في حين يحتاج الاطفال لقدوة وهو الاب كما ان ثقافة المجتمع تؤمن ان الرجل مفروض ان يعمل وينفق علي اولاده والدين يقول (الرجال قوامون علي النساء بما انفقوا) فيصاب الزوج بالاحباط ويخرجه بشكل عنيف علي زوجته والاولاد مما ادي لتغيير في شكل الاسرة أما الجانب الايجابي فالمرأة العاملة لا تجد وقتا لإنجاب الكثير من الاطفال لأنها لا تستطيع رعايتهم فتستخدم وسائل تنظيم الاسرة حتي الطبقة المتوسطة تغيرت وأصبحت المرأة تنضم للجمعيات الاهلية وترأسها وتحضر مؤتمرات وتتفاعل علي الآي باد والكمبيوتر وحدث تشبيك بين الجمعيات وظهرت افكار جديدة ورأينا سيدات في المحافظات لهن رأي متنور ووجهة نظر في القضايا الهامة.
المرأة العربية
وماذا عن تقرير المرأة العربية ؟
كلف اتحاد النساء العربي بعمل تقرير مماثل عن المرأة العربية وكان من افضل التقارير التي نالت ثناء من الأمم المتحدة ويضم التقرير المجمع التقارير التي يرسلها كل بلد عربي لنعد التقرير النهائي بالرغم من ان الدول العربية هي الاقليم الوحيد الذي يتحدث لغة واحدة ولنا ثقافة واحدة ولكن تختلف المواقف بالنسبة للمرأة فبالنسبة للناحية الاقتصادية تتفوق دول الخليج وبالنسبة للتعليم يصعد في الامارات والاردن ويقل في السودان أما السعودية فرغم الامكانيات المادية لم ينعكس علي تعليم النساء بنسبة ملحوظة وهناك فروق بالنسبة للمناصب القيادية والتمثيل النيابي ففي الجزائر نسبة النساء في البرلمان 33% وفي النظام القضائي كان في سوريا منصب النائب العام تشغله سيدة وفي السودان لايزال محافظ الخرطوم امرأة وطبعا انعكست الحروب الداخلية علي المرأة في سوريا واليمن وليبيا وزادت مشكلة التهجير وأثرت علي النساء والاطفال والعجائز بصفة خاصة بالاضافة الي مشكلة الارهاب فجذور الثقافة واحدة ولكن هناك اختلافا من الناحية السياسية فهناك تشدد ديني في بعض الدول وعدم تشدد في دول اخري مثل لبنان والتقرير يعكس كل هذا لكن كلا من التقرير المصري والعربي يركز علي ان التعليم مفتاح التقدم .ونحن لدينا مشروعات عديدة علي المستوي المصري والعربي.
بماذا خرجت دراسة الامثال العربية ؟
عملنا دراسة طريفة عن الامثال العربية الخاصة بالمرأة لأنها تعكس ثقافة المجتمع فوجدنا ان هناك امثالا مشتركة والفارق في اللهجة المحلية فقط فوجدنا غالبيتها سلبية مثل (اسأل زوجتك وشاورها وامشي عكس ما تقوله) و(اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربع وعشرين).
الصورة السلبية للمرأة تتكرر ايضا في السينما والدراما ؟
بالتأكيد نحن نعاني في المجتمعات العربية من استخدام المرأة كسلعة في الاعلانات وفي جميع دول العالم وعندما يمدحون سيدة يقولون انها مثل الرجل فلماذا لا يقولون سيدة عظيمة ! وأجد من المسئولين من يبرهن علي سبب تقديره للمرأة لأنها زوجته وامه وابنته وكأن مديحها لا يصلح إلا إذا نسبت اليه مع انها مواطنة لها كامل الاهلية وكامل الحقوق ونفس المسئوليات ومن الظواهر المشينة للأسف الشتم والسب بالأمهات دون مراعاة حرمة ومكانة الام ولا تزال كلمة امرأة تستخدم لسب الرجال واذلالهم وهناك من يتصورونها شطارة فلدينا مفاهيم خاطئة ولابد من مشروع متكامل لتصحيحها يشارك فيه الخبراء من علم النفس والاجتماع والتعليم والدين فنحن شعب يتمسك بقشور الدين ويترك الجوهر فمثلا النظافة من الايمان ومع ذلك نجد القمامة في كل مكان !.
المشكلة ان التغيير الثقافي يحتاج لسنوات طويلة لكي يحدث ؟
لهذا اقول ان الدولة يمكن ان تعدل السلوك بقانون مثلما حدث في استعمال حزام الامان والمخالف يدفع غرامة وكذلك في تحصين الاطفال أصبح اجباريا بحكم القانون ولا يعتمد علي مدي وعي الام فالقانون يمكن ان يسبق الثقافة واحيانا العكس فلو كنا جادين في تحقيق النظافة فسوف نحققها.
الأحوال الشخصية
وبالنسبة للمرأة ماذا يمكن ان يغير القانون في حياتها ؟
قانون الاحوال الشخصية يمس كل اسرة ولابد من تعديله لكي تتطور العلاقة بين الزوجين ونحمي الاسرة من التفكك فالقانون الحالي به عيوب ضد الزوج وأنا اؤيد حقه في رؤية أولاده وأعارض حرمان الجد والجدة من رؤية احفادهم واتعجب من امتناع الرجال عن النفقة علي اولادهم نكاية في الام وللأسف يقوم كلا الزوجين بتشويه صورة الآخر بعد الطلاق والاولاد هم الضحية ،ولابد من تطوير دور مكاتب المشورة الاسرية ليصبح دورها التقليل من نسبة الطلاق وحل المشكلات بين الزوجين لأن نسب الطلاق زادت جدا وأحيانا يكون الطلاق هو الحل الامثل ولكن عندما يحدث لابد ان يقوم مكتب المشورة بالاتفاق والتراضي بين الاب والام للحد من المشكلات الناجمة عن الطلاق وقانون الاحوال الشخصية يضع الشروط في عقد الزواج والآن نجد شيوخ الفتاوي يروجون لأفكارغريبة عبر الفضائيات وهناك من يصدقهم بسبب نسبة الامية المرتفعة والثقة المفرطة في المشايخ الذين ينظرون للمرأة نظرة متدنية ولا يجب ان نخاف من المتشددين حتي لا نشجعهم علي التمادي في فتاواهم التي تركز علي الجنس كمحور اساسي فالمرأة المصرية تعيش معظم حياتها في خوف وهي طفلة تخاف من الختان وهي طالبة تخاف ان يمنعها اهلها من المدرسة ثم تخاف من اجبارها علي الزواج ممن لا تريده ثم تخاف من فكرة عدم الانجاب وتخاف من زوجها ان يتزوج عليها وتخاف أن يطلقها كيف تكون منتجة او تشعر بكيانها وهي خائفة طوال الوقت فانا تربيت علي طاعة الله تعالي لأني احبه لا لأني خائفة من عقابه الدين بهجة وسعادة وسرور لأن الله خلقنا في احسن صورة وخلق لنا الدنيا لنكون سعداء.
كيف ترين تطوير الخطاب الديني ؟
للاسف الخطاب الديني مسئول عن تكوين الارهابيين أين دور الازهر ؟ اين اشراف الاوقاف علي الزوايا الصغيرة التي تحض علي العنف ضد المرأة ؟ وتحقر من شأنها ويخوضون في حديث من العيب الخوض فيه إنهم يستغلون الدين ويطبقون القشور فقط ويبتعدون عن جوهره فالإسلام كرم المرأة ورفع من شأنها ونادي باحترامها وعدم اهانتها.
العمل العام
متي بدأت العمل العام في مجال المرأة ؟
تخرجت في الجامعة الامريكية ومن كلية الخدمة الاجتماعية ثم سافرت بعثة الي الخارج لدراسة الدكتوراة ايام حكم جمال عبد الناصر لهذا انا فخورة بأني تعلمت بأموال الفلاحين والعمال وعملت بالتدريس في كلية الخدمة الاجتماعية عن كيفية الخدمة المجتمعية وهو الموضوع الذي أصبح الآن موضة ثم شاركت في دراسة عن المرأة العربية ومنها مصر والسودان ولبنان وكنت عبده مشتاق ولكن لمنصب استاذ بالجامعة وعرضت الدراسة في اول مؤتمر عالمي للمرأة في المكسيك وفي جامعة الدول العربية ومنظمة الطفولة وعقد مؤتمر تمهيدي للمؤتمر العالمي ونحن اول منطقة ربطنا بين المرأة والتنمية فعندما نريد ان نفعل شيئا جيدا نستطيع ان نسبق العالم كله ونوقش البحث وافتتحت المؤتمر جيهان السادات ومنذ هذا التاريخ بدأ اهتمامي بالمرأة والظلم الذي تعانيه ثم عرض علي اليونيسيف ان اكون مسئولة المرأة في المنطقة العربية في مقره بلبنان واستقلت من الجامعة وعملت باليونيسيف لمدة 15 عاما واصبحت رئيسة مكتب وزرت معظم دول العالم كما ركزت علي مشكلات الطفولة أيضا ثم عدت لمصر لظروف عائلية واستقلت من اليونيسيف وعدت للتدريس بالكلية ورفضت اي منصب اداري ثم قابلت سوزان مبارك واختارني الامير طلال بن عبد العزيزللتعيين في لجنة الطفولة العربية وكانت سوزان مبارك رئيسة اللجنة وعندما صدر قرار بتشكيل المجلس القومي للطفولة والامومة طلبت مني ان احول القرار الي مجلس واصبحت الامين العام وكان رئيسه هو عاطف صدقي رئيس الوزراء وبعد 5 سنوات بلغت سن المعاش وعرض علي التعيين في مجلس الشوري واعتذرت وفضلت العودة للتدريس وكونت رابطة المرأة العربية وتفرغت للعمل الاهلي التطوعي.
الاتحاد النسائي
ومتي عاود الاتحاد النسائي المصري نشاطه ؟
بعد الثورة قررنا اعادة الاتحاد النسائي المصري الذي أسسته هدي شعراوي وتجمد في الحقبة الناصرية وأعدنا تسجيله في وزارة التضامن الاجتماعي ثم استعدنا الاتحاد النسائي العربي الذي أسسته ايضا هدي شعراوي عام 1944 وبعد وفاتها رأسته سهير القلماوي ولكن بعد اتفاقية كامب ديفيد ومقاطعة العرب لمصر نقل الاتحاد العربي الي العراق وبعد حرب الكويت نقل الي اليمن وخلال أحداث العنف التي جرت هناك ظل الاتحاد بدون نشاط لمدة 6 سنوات الي أن قمنا باستضافة الاتحاد النسائي العربي في مصر بالتعاون مع وزارة السياحة وفي الاجتماع اقترحت احدي العضوات عودة مقر الاتحاد الي مصر لأنها الدولة الكبري بالمنطقة واقترحت احداهن اسمي كأمين عام للاتحاد ولم تترشح أمامي اي عضوة أخري تقديرا لخبرتي في مجال العمل العام لخدمة المرأة
وما نشاط الاتحاد النسائي العربي الآن ؟
أنجزنا تقرير المرأة العربية ودراسة عن الثقافة والامثال العربية وعقدنا ثلاث اجتماعات في مصر بالتعاون مع جامعة الدول العربية ليساندوننا والامم المتحدة تدعمنا ماديا ويعطوننا التقدير الذي نستحقه وهذا النشاط استغرق عاما ونصف العام ونعد الآن دراسة عن التعليم بهدف تنقية المناهج العربية من المواد التي تقلل من قيمة المرأة وتحض علي العنف ضدها ونعطي أهمية خاصة لمحو الأمية لأن الامية تنتشر بين النساء اكثر من الرجال خاصة مع انخفاض المستوي الاقتصادي كما ان المرأة الأمية من السهل غشها واستغلالها.
كيف ساهم الاتحاد النسائي في حشد المرأة للتصويت في الانتخابات؟
نحن كاتحاد نسائي عملنا منذ بداية خارطة الطريق علي توعية المرأة المصرية في حملة نعم للدستور ثم في انتخابات الرئاسة فخرجت 3 ملايين سيدة للتصويت والآن لدينا 300 جمعية اهلية منضمة للاتحاد وتغطي جميع المحافظات وتصل للسيدات في الريف والقري والنجوع ومن خلال التعامل المباشر تقوم عضوات الجمعيات باقناع السيدات ليصبحن اكثر ايجابية في العمل السياسي.
ما مدي مساهمتكم في انجاح المرشحات لعضوية البرلمان ؟
قبل انتخابات البرلمان قمنا بتدريب 10 من الفرق المساعدة للمرشحات في مجلس العموم البريطاني لمدة 3 أسابيع ثم تدريب 3 أسابيع اخري في مصر وهؤلاء العشرة قاموا بتدريب 20 فردا فأصبح لدي كل مرشحة مدير حملة مدرب علي أعلي مستوي ويعرف كتابة البرامج والاتصال بأجهزة الاعلام وبعض المرشحات احتاجوا مساعدات مادية فعملنا اكتتابا باسم (نساء من أجل نساء مصر ) قيمته تبدأ من جنيه لأي مبلغ كبير ولم نعط المرشحات اي نقود ولكن نفذنا ما تحتاجه من طباعة ملصقات او تأجير سيارات بميكروفونات وطباعة الصور فغطينا جزءا من تكاليف الحملة وانا سعيدة لاننا ساهمنا في نجاح تقريبا 7 من العضوات وبعضهن من المستقلين وبعضهن في القوائم وللأسف 10 مرشحات كن علي قائمة الدكتور عبد الجليل مصطفي لكنه تراجع قبل الانتخابات والآن نساعد عضوات مجلس النواب في عمل دراسات عن أي موضوع قبل مناقشته في المجلس فعملنا دراسة عن بيان الحكومة ونقيم ندوة عن مناقشة الميزانية يحضرها 25 نائبا ونائبة بحضور اساتذة متخصصون وسوف نعد للعضوات ملفات شاملة عن اي موضوع يخترنه وفي اجتماعنا الأخير طلبوا مناقشة مفوضية عدم التمييزفأعددناها وقدمناها لهم لأن نجاحهم سيفتح الباب أمام غيرهن في الانتخابات القادمة ولابد ان تثبت المرأة كفاءتها وتميزها لتجد التشجيع الذي تستحقه.
رمضان والطفولة
ما ذكرياتك عن رمضان في مرحلة الطفولة ؟
منذ صغري كنت احاول الصوم قبل ان ابلغ السن المفروضة وكنت اصوم حتي الظهر وكان ابي يشجعني علي الصوم بالتدريج لان مفهومه عن الدين واسع ومستنير ويحدثني كيف ان ربنا كبير ولا يطلب من الاطفال ان يصوموا ويقنعني أن افطر بطعام قليل ثم اكمل الصوم الي المغرب فتعلمت ان الله تعالي رفيق بعباده ولا يريد عذابهم وعندما انام ويشفقوا علي ولا يوقظوني للسحور اصمم علي الصوم بدون سحور فأصبحوا حريصين علي ايقاظي وأذكر دقات طبول المسحراتي وصوته الجهير وهو يوقظنا في موعد السحور وينادي علي كل أسرة بأسماء الاب والاولاد وكان يمر في بداية رمضان لجمع المال وقبل العيد ليأخذ العيدية وللاسف انقرضت هذه العادة الجميلة التي كانت تميز مصر.
وهل كان الفانوس جزءا من طقوس طفولتك ؟
بالطبع ، كنا نستعد قبل قدوم رمضان ويشتري لنا والدي الفوانيس التقليدية التي تضيء بالشموع وكنا نسكن في منطقة قصر الدوبارة بجوار جاردن سيتي وفي الحي الهادئ ينزل الاطفال ونلعب ونغني بعد الافطار.
وهل كنت تهوين المطبخ في رمضان ؟
قبل الافطار وخلال النهار كنت ادخل المطبخ مع امي لأري اصناف الطعام وأساعدها في الطبخ وكان المطبخ مكانا جميل اللقاء فكان يجمعني مع أمي وأختي والطباخة فنطبخ ونضحك ونستعد للضيوف والعزائم.
كيف اختلف رمضان الآن ؟
لم يعد رمضان كالسابق فالمسلسلات تأخذ حيزا كبيرا من الوقت المفروض ان يخصص للعبادة وقراءة القرآن والحديث في امور الصيام والدين والتجمع العائلي وبالنسبة لي فقد افطرت أول رمضان مع ابنتي مثل عادتي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.