"الشلولو" وجبة غذائية تعد من أهم الطقوس التي يحرص المسلمون والمسيحيون على تناولها في أيام صيام السيدة العذراء مريم، حيث يتجمع أبناء نسيج الوطن في مائدة الإفطار، وهذه الأكلة تعد من أشهر الأكلات الصعيدية التي عرفت في مختلف القرى. واكتسبت تلك الأكلة قدسية بسبب رواية تناول السيدة العذراء لها في رحلة العائلة المقدسة لمصر، حيث كانت السيدة العذراء أول من تناولها، وهي من الوجبات السهلة في الطبخ ولا تستغرق أكثر من دقيقتين. وقالت المواطنة إنجي صفوت: إن المسلمين والمسيحيين يحبون أكلة "الشلولو" وبخاصة في أيام صيام العذراء، مضيفة أن الجميع هنا يصوم يمنا وحبًا في العذراء، وكانت هذه الأكلة هي الأولى التي تناولتها العذراء في أثناء رحلتها لمصر، لافتة إلى أنها وجبة خفيفة في تجهيزها فهي مكونة من قليل من الملوخية الجافة مع الثوم والماء البارد والتوابل والليمون، وهي سهلة في طريقة عملها ويطلق عليها الصعايدة "الملوخية الباردة". وأشارت المواطنة ابتسام البططي، أن هذه الوجبة يحرص على تناولها خلال هذه الأيام المسلمين والمسيحيين، وفي أول أيام صيام العذراء تناولنا هذه الوجبة وتشاركنا فيها وقت الإفطار، وتابعت وبالرغم من أن هذه الأكلة من الأكلات الفرعونية القديمة التي توارثتها الأجيال إلا أنها أصبحت أحد الطقوس الرئيسية في فترة صيام السيدة العذراء، مؤكدة على أن هذه العادة تعد رباطا يجمع بين أبناء الوطن. من جهته، قال محمود على رمضان، أحد أبناء مركز قنا، إننا نحرص على تناول "الشلولو" في هذا الوقت ونتشارك مع إخواننا المسيحيين، وكان في الأزمنة السابقة يحرص آباؤنا وأجدادنا على مشاركتهم في صيام العذراء ويفطرون سويًا. وأضاف ثروت حمدي، أحد أبناء قنا، إنه من المصادفات الجميلة أن صيام العذراء يتوافق مع العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة، ولذلك فالمسلمون يصومون والمسيحيون يصومون وهذه من أطهر الأيام التي يتشارك فيها الجميع في الإفطار ويحرص الكل على تناول الشلولو الذي يعد من أخف الأكلات وخاصة في فصل الصيف. يذكر أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية وسائر الكرازة المرقسية بالخارج، تحتفل بحلول صوم العذراء مريم، من أول مسرى القبطي الموافق 7 أغسطس، ويستمر 15 يومًا، ويتخلل الاحتفالات قداسات في أغلب الكنائس. ويعد «صوم العذراء» أحد المناسبات التي لها مكانتها بالكنيسة، ومسموح خلالها بأكل الأسماك، وهذه المناسبة ليست الوحيدة التي تحتفل فيها الكنيسة بأعياد العذراء، وإنما يحتفل بها أيضا في شهر كيهك، بمدائح وتماجيد للعذراء مريم.