عقدت دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور هشام عزمي، ظهر اليوم الإثنين، مؤتمرا صحفيا للكشف عن تفاصيل رحلة استعادة مخطوط «المختصر في علم التاريخ» للعلامة الكافيجي، بمقر دار الوثائق بالفسطاط. وحضر المؤتمر، الدكتورة إيناس عبد الدايم، وعدد من قيادات وزارة الثقافة منهم المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، الدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب. ونرصد رحلة استعادة أحد أهم المخطوطات المصرية المفقودة من بدايتها حتى إعلان تفاصيل استردادها: البداية بدأت رحلة استعادة المخطوط في شهر أبريل الماضي، عندما أعلنت صالة بونهامس للمزادات في لندن عن بيع مخطوط بعنوان " المختصر في علم التاريخ". وعلى الفور ناشدت عدة جهات بينها اتحاد الأثريين العرب، في بيان نشرته الصحف المختلفة يوم الأربعاء الموافق 25 أبريل 2018، الجهات المعنية بوقف بيع المخطوط لأهميته التاريخية، من جهة، ولحق مصر الأصيل في ملكية هذا المخطوط من جهة أخرى. وقف البيع وفي اليوم التالي، نجحت دار الكتب في إيقاف البيع بعد أن أثبتت بما لا يدع مجالا للشك ملكيتها لهذا المخطوط مدعمة ذلك بكل الوثائق التي قطعت الشك باليقين. مرحلة المفاوضات بدأت بعد ذلك رحلة المفاوضات المضنية التي تمت على مرحلتين تمثلت المرحلة الأولى في التفاوض مع مسئولي صالة البيع، حيث تم تسليمهم نسخة مصورة من فهرس دار الكتب المصرية، المثبت فيه عنوان ورقم المخطوط والمحضر الذي تم تحريره لدى الشرطة بمعرفة دار الكتب، بالإضافة إلى شهادة من دار الكتب المصرية أنها لم تتخل عن ملكية المخطوط سواء بالبيع أو بغيره. ومن هنا قررت صالة المزادات إحالة الأمر إلى حائز المخطوط فبدأت المرحلة الثانية من التفاوض لإعادة المخطوط إلى مصر التي انتهت بموافقة حائز المخطوط على إعادته لدار الكتب. السفر للندن وعقب النجاح في إيقاف البيع، رفع الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، تقريرا بما حدث إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، التي فوضت عزمي، بالسفر إلى لندن ليكمل جهوده بإعادة المخطوط إلى مصر. تسلم المخطوطات بصورة نهائية وتسلم عزمي، المخطوط يوم الجمعة الموافق الثالث عشر من يوليو 2018، وفور عودته إلى مصر توجه إلى مكتب وزيرة الثقافة، وبحوزته المخطوط المسترد في انتصار جديد يحققه المصريون في معركة استعادة مقتنيات مصر المسلوبة. أهمية المخطوط تنبع أهمية مخطوط «المختصر في علم التاريخ» لمحيي الدين الكافيجي، من تفرده بقيمة تراثية وعلمية كبيرة، حيث يعد أقدم رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ ويمتاز بأصالة منهجية حيث اهتم بتوضيح المناقشات النظرية للتاريخ في منهج قصصي. وقد ميز الكافيجي، بين التأريخ وعلم الكلام وعلوم الفقة والتشريع، ويعد المخطوط مرجعا مهما لما بعده من كتابات ولولا هذا المخطوط لما ظهر كتاب «الإعلان بالتوبيخ للسخاوي». ويعد الكافيجي، علامة كبيرة واعتبره المؤرخ شمس الدين السخاوي علامة الدهر وأوحد العصر، وفخر الزمان، كما اعتبره الإمام السيوطي إماما كبيرا في المعقولات كلها.