أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، استعادة مصر مخطوط "المختصر في علم التاريخ" للكافيجي، والذي فُقد في السبعينيات من القرن الماضي، قائلة: "استرجاع كنز من كنوز مصر يسعدنا جميعا". وأضافت "عبد الدايم"، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد منذ قليل في دار الوثائق القومية بالفسطاط، أن تحركات استعادة مخطوط "المختصر في علم الكلام" لصاحبه محمد سليمان مسعود الكافيجي، كانت في منتهى السرعة، وعلى مستوى عال من التفاوض. ومن جانبه، قال الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، إن رحلة استعادة المخطوط جرت خلال 3 أشهر، وبعد توليه رئاسة الدار بأسبوعين، لافتا إلى أنه بمجرد علمه بالموضوع، وتواصل بعض الجهات معه مثل "وزارة اﻵثار، واتحاد اﻵثرين العرب، وبعض الموظفين في الدار"، تواصل هو مع صالة مزادات "بونهامس" في لندن والتي كانت تعرض المخطوط للبيع. وأشار "عزمي" إلى أنه تم مد صالة المواطنين بما يثبت أن النسخة المعروضة في صالة المزادات، هي نفسها النسخة التي كانت تملكها دار الكتب والوثائق قبل فقدها في السبعينيات من القرن الماضي، باﻹضافة إلى المحضر الخاص بفقده. وأوضح أنه بعد اقتناع الدار بملكيتنا للمخطوط، أوصلتنا بصاحب المخطوط والذي أثبتنا أيضا ملكية الدار له، حيث أشار أنه ورث المخطوط عن جده الذي كان مهتما باقتناء المخطوطات والمقتنيات وشرائها، وبعد مفاوضات شهر ونص تواصل معنا وأخبرنا أنه تواصل مع عائلته وقرروا إعادة المخطوط إلى دار الكتب. وأرجع "عزمي" أهمية المخطوط إلى كاتبه "الكافيجي" الذي اعتبره السخاوي والسيوطي، وهما من كبار العلماء في التاريخ الإسلامي، علامة الدهر، ونادرة الزمان وفخره، باﻹضافة إلى قيمته التراثية والعلمية الكبيرة، حيث يعد أقدم رسالة إسلامية معروفة عن نظريات التاريخ، ويمتاز بأصالة منهجه حيث اهتم بتوضيح المناقشات النظرية للتاريخ في منهج قصصي. وقال إن الكافيجي قد فصَّل التأريخ عن "علم الكلام وعلوم الفقة والتشريع"، لافتا إلى أن المخطوط يعد مرجعًا مهما لما بعده من كتابات، والذي لولاه لما ظهر كتاب "الإعلان بالتوبيخ" للسخاوي.