سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور .. شيدها محمد على وأهملها مرسى .. "طابية النحاسين" دورة مياه نكاية فى أمن الدولة .. باحثة أثرية: حكومة قنديل لا تعرف مكانها .. سايس: تحولت لمقلب قمامة
لم يدر بخلد محمد على باشا حاكم مصر الأسبق وصاحب نهضتها الزراعية إلى الآن أن إحدى قلاعه التى بناها سوف تتحول يوما ما إلى دورة مياه عمومية يتردد عليها الراغبون فى قضاء حاجتهم مجانا. هذا هو الواقع الأليم الموجود بأرقى أحياء الإسكندرية الحى اللاتينى الذى يضم بين جنباته سور الإسكندرية الأثرى واستاد المدينة العريق وعددا من الفيللات والشوارع التى يعود تاريخ تشييدها إلى العصر الرومانى والبطلمى. فالبقرب من حديقة الشلالات تقع طابية النحاسين التى شيدها محمد على لتكون بمثابة ترسانة أسلحة صغيرة تهتم بالأسلحة النحاسية التى يستخدمها فى حروبه وصولاته وجولاته وظلت طابية النحاسين موجودة من عصر إلى عصر، وكانت فى عصر الرئيس السابق حسنى مبارك عبارة عن مكان أثرى تابع للمجلس الأعلى للآثار وبه عدد من الموظفين. و كان مسئولو الآثار يحرصون على ترميم الطابية والاهتمام بها، ولذلك تم وضعها فى خريطة معالم الإسكندرية السياحية وزارها المحافظ الأسبق للإسكندرية اللواء محمد عبد السلام المحجوب كما كانت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة تضع الطابية ضمن برنامجها السياحى بالمدينة. وبعد ثورة 25 يناير تم إهمال الطابية الأثرية وتحولت فى عهد الرئيس محمد مرسى إلى دورة مياه عمومية يتردد عليها المارة الراغبون فى قضاء حاجتهم خلسة، ويظلون وهم يقضون حاجتهم ينظرون إلى المكان فى حالة دهشة وكأنهم يعرفون أن فعلتهم ضد كل قوانين وأعراف الآثار. ولو كانت الطابية المذكورة فى دولة أخرى غير مصر لكانت اهتمت بها وجعلت منها مزارا سياحيا هاما يخدم المصريين ووزارة السياحة لكن يد الإهمال تغولت فى الطابية لتتركها الدولة مزارا سياحيا لأطفال الشوارع ليلا ونهارا يتجولون بين جنباتها وأسوارها الأثرية الثرية بعبق التاريخ . وأمام هذا لم يتحرك الدكتور حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية ليزور الطابية ضمن جولاته الميدانية ويستنشق بنفسه الروائح الكريهة التى تصيب المواطنين بالأمراض المزمنة. ومن جانبه أكد فؤاد عبد العاطى، سايس قريب من طابية النحاسين، ل"فيتو" أن الطابية مقلب قمامة أيضا وليست دورة مياه عمومية فحسب وأن عددا من المارة يقضون حاجتهم على سور الطابية انتقاما من مباحث أمن الدولة، وذلك لأن الطابية قريبة جدا من مقر الجهاز المنحل ويظن من يقضى حاجته أنه ينتقم من ضباط الجهاز بالتبول على سور المكان التاريخى القريب من شارع الفراعنة. نفس الكلام الخطير قاله زكى نجم من سكان شارع السلطان حسين مؤكدا أن طابية النحاسين غير موجودة إلا داخل الأوراق الرسمية وأنه لا يأتى إليها أى أفواج سياحية حتى طلاب كليتى الآثار والفنون الجميلة لم يأتوا إليها رغم أنهم كانوا يأتون قبل عدة أعوام لرسم لوحاتهم الفنية أو للسؤال عن تاريخ المكان ونشأته ولكن الحكومة الحالية فى عهد الرئيس محمد مرسى ربما لا تعرف مكان طابية النحاسين من الأساس. وأضافت الباحثة الأثرية منال السيد أن طابية النحاسين موجودة فى خريطة إسكندرية السياحية باعتبار أنها مكان يضم قطع جرانيتية ملونة شيدها محمد على باشا وأكدت أن جدران الطابية تعتبر حصنا منيعا ضد أى قصف أو عدوان، فضلا عن أنها كانت مخصصة لصناعة العدد والأدوات الحربية المصنوعة من النحاس، أما الآن فهى فى ذمة الإهمال والنسيان ويغيب الأمن عنها تماما .