شاءت الأقدار أن يولد مصابًا ب«شلل دماغي»، بعدما عانى في لحظة الولادة من نقص في الأوكسجين.. كان الطبيعى أن يستسلم «زياد حمدى» لقدره، ويرقد على سرير المرض، منتظرًا نظرات الشفقة ممن حوله، لكنه قرر التمرد على الأمر، ليس هذا فحسب، واستبدل نظرات الشفقة المنتظرة تلك بأخرى مبهجة، بعدما اجتاز المراحل التعليمية كافة، ووقف على أعتاب إحدى كليات القمة.. كلية الصيدلة، التي يدرس بها حاليا في الفرقة الثانية. «زياد».. اجتاز امتحانات الثانوية العامة بمجموع 97.5% وبالحافز الرياضى 103%، ليكون ذلك الرقم هو العلامة الفارقة والنقلة الأهم في حياته، ليصبح أول حالة شلل دماغى تلتحق بكلية عملية وهى "صيدلة القاهرة"، وليس ذلك فقط فهو حاصل على بطولات ألعاب القوى. "الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق السبب".. كلمة السر وراء التحاق زياد بكلية الصيدلة، فيسرد لنا قصته ورحلة كفاحه للالتحاق بالكلية ويقول: "بعد ما حصلت على مجموع عالٍ بالثانوية العامة قررت أن التحق بكلية الصيدلة بسبب القرار الذي أصابنى بالإحباط الخاص بمنع ذوى الاحتياجات الخاصة من الالتحاق بالكليات العملية، فكان هدفى الحصول على مجموع عالٍ، وكانت إدارة الكلية لديها تخوف منذ البداية لقبولى بها، لذلك قررت أن أتواصل مع الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة في ذلك الوقت وهو من ساندنى ووقف بجانبى للالتحاق بالكلية". وأكمل: "أنت حالتك متنفعش عندنا.. كان ذلك رأى أحد الدكاترة بإدارة الكلية على قرار التحاقى بها؛ لأنها كانت تشعر بالخوف، فقد أصدرت حكما على من النظرة الأولى، وهذه ليست مشكلة الدكتورة فقط بل مشكلة المجتمع ككل، ولكن في النهاية أنا شايف إنى انتصرت عليهم كلهم". "نيك فيوتتش".. أشهر محاضر في العالم بدون أطرافه الأربعة.. المثل الأعلى لزياد حمدى، الذي قال عنه: "منذ بداية حياتى وهو مثلى الأعلى؛ لأنه يعيش حياته بشكل طبيعى بدون أطرافه الأربعة، لذلك منهجى في الحياة هو أن أعيش حياتى بطبيعتي، فأنا برغم ظروفى وإعاقتى إلا أننى قادر أن أندمج مع المجتمع بشكل طبيعى وذلك بفضل أبى وأمي". "لازم تعيش حياتك بطبيعتها".. نصيحة الأب والأم له في حياته، والتي سردها "زياد" قائلا:" والدى ووالدتى هما أساس تجربة فكرة الدمج، فهما رأيا أن ألتحق بالمدارس العادية بين المجتمع بطبيعته، وليس بالمدارس الخاصة بطلاب ذوى الإعاقة، الناس وقتها كانوا بيخافوا من نظرة المجتمع لابنهم، ولكن أبى وأمى دائما بضهرى حتى الآن، كل حاجة بيشجعونى إنى أعملها مثلى مثل أي فرد بالمجتمع". 3 سنوات قضاها زياد في ممارسة ألعاب القوى ليحصد نتائجها بحصوله على 3 بطولات جمهورية متتالية رغم إعاقته، بجانب بطولتين إقليميتين سنة 2014 وعن هذه البطولات قال: "بداية دخولى الرياضة كانت في 2014 بعدما التحقت بأكاديمية رياضية وهى في العالم الرياضى أقل من الفريق والنادي لذلك قررت أن ألتحق بأحد النوادى ولكن كابتن فريق النادي بصلى ومشى بدون أي اهتمام، فقررت الرجوع مرة ثانية للأكاديمية وقررت أن ذلك النادي فيما بعد من يطلبنى لكى ألتحق بفريقه، وفى أول بطولة لى قدرت أكسب لاعبى الفريق الذي رفضني، ووقتها طلب منى كابتن الفريق الذي رفضنى بأن أنضم إلى فريقه". وتابع:" الفضل في وصولى لتلك المرحلة الرياضية هو الكابتن إسلام الجرجاوي، فهو كان يشجعنى ويدعمنى منذ أول لقاء بيننا، وكان واثقا من قدراتي، حتى استطعت أن أثبت قدراتى ونفسى بين الأبطال وطموحى أن أوصل لبطولة العالم في ألعاب القوى".