طرحت الاستقالة "المفاجئة" التى أعلنها اليوم الخميس، أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي المحسوب على السلطة في الجزائر الكثير من التساؤلات، خاصة أنها تأتي في سياق غريب نوعا ما، فالحزب حقق نتائج إيجابية في الانتخابات البرلمانية والمحلية التي جرت في مايو ونوفمبر الماضيين، كما حصل على الأغلبية في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى الجزائري والتى جرت يوم السبت الماضي. وتثير استقالة "أويحيى" الذى كان يشغل منصب رئيس الوزراء من 2008 حتى أوائل سبتمبر الماضي الكثير من التساؤلات خاصة أن رسالة الاستقالة لم تتضمن أي إشارة إلى النجاح الذي حققه التجمع الوطني الديمقراطي في انتخابات مجلس الشورى التي جرت السبت الماضي كما أن التاريخ الذي تضمنته الاستقالة مكتوب بخط اليد بمعنى أن رسالة الاستقالة كانت قد كتبت من قبل ولكنه تأخر في نشرها، لأسباب لا يعلمها إلا هو. ويرى العديد من المراقبين فى الجزائر أن أويحيى كان بإمكانه فيه أن يناور وأن يربح مزيدا من الوقت يبقى التساؤل قائما إن كان "رجل المهمات القذرة" كما كان يلقب وكما كان يسمي نفسه أيضا، قد انتهت مهامه بصفة نهائية، أم أن استقالته هي استراحة محارب خاصة أنه عوّد الجميع على الخروج من النافذة للعودة من أوسع الأبواب فقد تولى منصب رئيس الحكومة عدة مرات ونجح في الانتقال من عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال إلى فترة حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة خلافا لكثيرين خرجوا من حسابات السلطة.