التقى بكار وحمزاوى كالعادة فى أحد مقاهى وسط البلد وكان يبدو عليهما الضيق ونفاد الصبر حتى أنهما جلسا دقائق فى صمت لا يتحدثان ينظر كل منهما إلى الشارع والمارة دون أن ينبس أحدهما بكلمة واحدة حتى نظر كلاهما للآخر وابتسما سويا. بكار: إيه مالك؟ فيك إيه؟ حمزاوى؟ مش مبسوط. بكار: ومين مبسوط؟ ما كلنا فى الهوا سوا وحد الله يا حمزاوى مش حتفضل على دا الحال حتتحل بإذن الله. حمزاوى: بس دى زادت أوى عن حدها إنت سمعت تصريحات الجهادية؟ بكار: أيوه يا سيدى سمعتها إنت مش قصدك على تصريحات "محمد أبو سمرة" أمين عام الحزب الإسلامى الجهادى؟ حمزاوى: أيوه إنت مدرك للى قاله؟ بكار: طبعا مدرك ده تهديد صريح للجيش بيقول لهم إنهم لو حاولوا ينقلبوا على مرسى حينزلوا بالسلاح لمواجهة الجيش قمة البجاحة. حمزاوى: كانوا فين دول أيام مبارك وحبيب العادلى؟ بكار: تصدق إن مبارك والعادلى كانا شايلين بلاوى عننا؟! حمزاوى: طبعا التعابين فى حكم مرسى قدرت تخرج من جحورها أنا مش فاهم إيه اللى بيحصل ده ويا ترى وصل بينا الحال لكده إن الناس والجماعات دى تهدد الجيش ده اللى كنت مش ممكن أتصوره ابدا وياريتها جت على كده وبس دول بيوقعوا الدنيا كلها فى بعض شوفت بيقولوا إيه عن الأقباط والبابا شنودة؟! بكار: أيوه بيقولوا إن البابا شنودة هو اللى كان ورا البلاك بلوك وإن ساويرس صرف عليهم 3 مليارات علشان يدربهم فى لبنان وإنهم حاربوا فى حرب لبنان. حمزاوى: دول كده عايزين يوصلونا لحرب أهلية كل ده ومش عاوزنى أزعل أو أتضايق؟ بكار: أنا اللى مزعلنى إن الإعلام اهتم بيهم وإداهم أكتر من حقهم وخلى صوتهم يطلع، دول ما كانوش يحلموا الأول إنهم يتكلموا فى مجلة حيط لكن دلوقتى الحال اتغير كتير بيتكلموا فى الجرايد والمجلات وبيطلعوا على القنوات الفضائيى المجال بقى مفتوح قدامهم للكلام والتصريحات. حمزاوي: خلى الناس تعرفهم على حقيقتهم ويشوفوا النظام اللى فات كان شايل ومانع عنهم إيه. بكار: عندك حق ده إحنا كنا موحومين منهم الهم والباقى على اللى فتح لهم عبه. حمزاوى: سمعت بيقول إيه كمان عن علاقتهم بالشاطر؟ بكار: أيوه يا سيدى بيقول إنه بيقابلهم وبيطلب منهم المساعدة أحيانا فى أمور كتيرة وهمّ بيوافقوا إنهم يساعدوا الإخوان رغم إنهم مش راضيين عن طريقتهم فى الحكم. حمزاوى: وفكرك الجيش حيسكت على الكلام ده؟ بكار: الله أعلم ما هو سكت قبل كده على تهديدات "أبو إسماعيل" ولسه أبو إسماعيل بيهددهم وهمّ بيسمعوا الكلام ده وساكتين. حمزاوى: الجيش مش عاوز يحتك بالجماعاات فى الوقت ده علشان البلد مش ناقصة مشاكل بس أكيد حياخد احتياطاته منهم. بكار: ربك بقى يحلها من عنده. حمزاوى: يا رب يا بكار أصلها زادت عن حدها أوى والواحد نفسيته تعبت. بكار: ومين سمعك؟ حمزاوى: يلا بينا أنا خلصت الشاى وعاوز أروح. بكار: وأنا كمان ماليش نفس أقعد أكتر من كده، يلا بينا. حمزاوى: حستناك تكلمنى لو فيه أى جديد. بكار: أكيد يا حمزاوى.. أكيد. حمزاوى: سلام يا صاحبى. بكار: سلام.