لسنوات طويلة ظلت الجماعات الإرهابية متسترة برداء الدين، تدعي كذبًا وبهتانًا أنها تمارس أعمالها الإجرامية باسم الإسلام، وتغازل المغيبين من الشباب بشعارات التمكين وإقامة الخلافة الإسلامية وغيرها من الشعارات التي تستخدمها لغسل أدمغة الشباب والنعيم الذي ينتظرهم في الآخرة، مقابل سعيهم لمحاربة أعداء الله في الأرض، حتى جاءت مذبحة مسجد "الروضة" بسيناء لتُسقط ورقة التوت الأخيرة التي تستر عورات تلك الجماعات التي لم تتورع عن قتل المئات وهم يؤدون فريضة الصلاة وداخل بيت من بيوت الله، في مشهد إجرامي تمت إدانته من كل دول العالم. ففي عملية بشعة لا يمكن أن تقبلها الشرائع والأديان السماوية الثلاثة، وفي أحد بيوت الله اغتالت يد الغدر والخيانة والخسة المصلين وهم بين يدي الله سبحانه وتعالى لتسقط أقنعة الدين الزائفة عن تلك الجماعات الإرهابية الضالة، التي نفذت عملية إجرامية بربرية استشهد فيها 305 أشخاص بينهم 27 طفلا كانوا برفقة ذويهم وأصيب 128 آخرون. من جانبه، قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن قناع الدين سقط عن الإرهابيين الذين كانوا يدعون أنهم يواجهون كلا من الجيش والشرطة، لكنهم لم يتركوا أحدًا إلا وأصابه شرهم من القتل وسفك الدماء، ومن بينهم المدنيون والمصلون في الكنائس والمساجد، مؤكدًا أن من يتستر على الإرهابي فهو شريك له ويجب محاربتهم لأن من أمن العقوبة أساء الأدب، ويجب على أجهزة الدولة مواجهة الإرهاب بكل حسم وقوة. وأشار وزير الأوقاف إلى أن هذه الجماعات المتطرفة تعتمد في تجنيد الصبية والشباب والفتيات وكل من تستطيع الوصول إليه تحت الإغراءات المالية والمعنوية واستغلالا لظروف بعضهم النفسية، أو الاجتماعية، أو مغالطات فكرية أو دينية، أو وعود لا يملكون من أمرها لأنفسهم ولا لغيرهم شيئًا، بالإضافة إلى كتب "سيد قطب وحسن البنا"، التي تقوم على فكرة الجاهلية وأن المجتمع ليس بمتدين موضحًا أنه من غير المعقول أن تقوم دور الطبع بطباعتها، وتتداول بالمكتبات، ومن يقوم بطبع هذه الكتب، هو إنسان عديم الحس الإسلامي والوطنية. وأكد «جمعة» أننا في حاجة إلى تحرك سريع وحاسم وبتار وغير هياب ولا متوجس في جميع المجالات والاتجاهات، وفي جميع المؤسسات لقطع أذرع الجماعات الإرهابية وتجريدها من أي مصادر قوة، دفعًا لخطرها الداهم وشرها المستطير، فلا يظن أحد أن المعركة قد انتهت أو أن المواجهة قد حسمت، لأن نفوس الشر لا تهدأ، وهناك من يدعمها ويستخدمها ويمولها ويحركها، وما لم نتحل باليقظة والشجاعة والحسم فإن الأمر جد خطير. وفي ذات السياق، أوضح الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بديوان عام وزارة الأوقاف؛ أن الجماعات الإرهابية كانت تستهدف في السابق الأقباط بسبب الاختلاف في العقيدة أو الدين، ثم تبع ذلك استهداف قوات الجيش والشرطة؛ إلا أن الغريب في تلك المرحلة أن المستهدف إنسان مسلم مسالم يصلي داخل المسجد، وهو ما أسقط القناع الديني الزائف عن تلك الجماعات المتأسلمة التي لا تعرف الدين، والإسلام منهم براء، وينبغى أن يكون هذا الحدث الأليم بداية لأن نتجمع جميعًا ونبقى يدًا واحدة للوقوف ضد هؤلاء الذين أشاعوا أن وزارة الأوقاف تغلق المساجد بل هم من يقومون بتدمير المساجد. ولفت "طايع" إلى أن تلك الجماعات الضالة لن تستطيع تجنيد أحد بعد أن سقط القناع الديني المزيف الذي كشف النقاب عنهم واتضحت الرؤية للجميع بعده، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات كانت تبرر القتل بحجة أن هناك عصاة لا يقيمون فرائض الله فكيف يقتلون من في المسجد ويؤدي الصلاة؟!! معتبرًا العملية الإرهابية الأخيرة بمسجد "الروضة" انتحارًا أخيرًا؛ لأن هذا الحادث الإرهابي هز العالم كله لأنه عمل إجرامي غير مبرر وأسقط القناع عنهم إلى الأبد. وأوضح الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين فرع أسيوط، أن هذا الحادث الإرهابي الذي وقع في مسجد "الروضة" هو الأكبر والأخطر على جمهورية مصر العربية في السنوات الأخيرة، بعد استهداف وحدة المسلمين والأقباط والجيش والشرطة للقضاء على الوحدة الوطنية، لكنها لن تفلح بإذن الله؛ لأن شعب مصر متماسك وكلنا يد واحدة خلف القيادات السياسية والدينية والعسكرية حتى تنجو مصر من هذه الفتنة الكبيرة لأن هؤلاء الإرهابيين ما داموا قد ضربوا مسجدا بالأمس فمن الممكن أن يعيدوا الضربة في مسجد آخر أو في السكك الحديدية أو دور السينما أو الأماكن التي تستهدف التجمعات التي تكون مكتظة بالناس الآمنين وهذا متوقع في الأيام القادمة، ولذلك يجب أن يصطف المصريون خلف الدولة في مواجهة الإرهاب. مرزوق دعا كل من يشتبه في شخص أو جماعة إلى إبلاغ الجهات الأمنية فورا، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة لا تستطيع التعرف على ما يوجد بين الناس وهذا الأمر في تلك الأيام هو واجب ديني ولا حرج في تركيب بوابات إلكترونية على أبواب المساجد الكبرى في السيدة زينب والحسين لأن تلك الأحداث لو وقعت في أماكن تجمعات كبرى ستكون كارثة لا يعلم مداها إلا الله. وأكد عميد كلية أصول الدين أن تلك الجماعات لا تعرف شيئًا عن شرع الله عز وجل، متسائلا: "هل من شرع الله قتل رجل آمن مطمئن يدافع عن البلد كحارس أمام الكنيسة أو المسجد أو قتل ضابط في الجيش وهو يقيم للدفاع عن البلد، مؤكدا أنه ليس من شرع الله أيضا قتل المسيحيين الذين يؤدون شريعتهم لقوله تعالى "لكم دينكم ولي دين"، وكذلك العملية الإرهابية في مسجد الروضة والذي استشهد فيها 30 طفلا متسائلا: "هل من يقتل هؤلاء الأطفال يعرف شيئا عن الإسلام أو حتى الديانات الأخرى؟!! مؤكدا أن هؤلاء الناس مأجورون من جهات خارجية لضرب الاستقرار ولتقسيم البلاد كما قسمت العراق وليبيا وإن فعلوا ذلك ضاعت جميع الدول العربية. وحذر مرزوق من التعاطف مع تلك الجماعات المتطرفة الإرهابية التي سقط القناع الديني عنها بعد أن قتلت الرجال والشباب والأطفال داخل المسجد، مؤكدا أنه إذا تعاطف معهم أحد فيجب أن يقدم للمحاكمة، موضحًا أن تلك الجماعات تجند معظم أتباعها من خارج مصر، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف هو الحصن المنيع ضد تلك الجماعات المتطرفة ولو وقع الأزهر لخرج التطرف والمتطرفون من كل بيت.