أكد علماء الدين أن الحادث الإرهابى الذى وقع بمسجد الروضة بالعريش، الجمعة الماضى، يعد نقطة فاصلة فى مواجهة الجماعات الضالة الإرهابية، التى تستهدف بيوت الله عز وجل، مشددين على ضرورة الاصطفاف خلف القيادة السياسية فى هذه الفترة العصيبة، لأن الإرهاب لا يفرق فى قتل المصريين، سواء مسلمين أو مسيحيين، وأن هذه الجماعات الضالة الإرهابية تستهدف إسقاط الدولة، ولابد من التكاتف والوحدة، وإعلاء مصلحة الوطن العليا، والتصدى كل حزم وحسم لمروجى الإشاعات . وقامت وزارة الأوقاف، أمس، بإقامة صلاة الغائب على شهداء الحادث الإرهابى الغاشم بجميع مساجد الجمهورية، وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن هذا الحادث الإرهابي، سيكون نهاية النهاية للجماعات الإرهابية، وأنه يكشف بعمق عن وجهها القبيح، ويعريها من أى دعاوى كاذبة عن صلتها بالدِّين، فكل الأديان تؤكد عصمة دماء الآمنين وأموالهم وأعراضهم. وقدم الدكتور عبدالهادى القصبى رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن الاجتماعى بمجلس النواب، العزاء لكل المصريين، وجميع المسلمين، فى مصر وخارجها، والعزاء ليس للمصريين فقط، بل للإنسانية جمعاء، فى أكبر حادث إرهابى تشهده المنطقة فى العصر الحديث، وتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين، فى حادث الاعتداء على مسجد الروضة، بشمال سيناء، وحذر البعض بأن يصف الحادث بأنه موجه للتصوف، لأن المنطقة تعج بالصوفية بالفعل، وهذا المسجد تابع لأكبر طريقة للطرق الصوفية فى المنطقة، ومن الخطورة أن يصف الإعلاميون أن هذا الإرهاب موجه ضد الصوفية، فهذا الأمر يؤدى إلى الفتنة، فما زال الاعتداء قائما ضد القوات المسلحة واستشهد الآلاف من الجيش ومن الشرطة، وهناك هجمات وقعت على الكنائس فى العباسية وطنطا والإسكندرية، فالإرهاب لا يفرق بين من هو فى المسجد أو الكنيسة، ولكنه موجه إلى الأمة كلها باعتبار أن مصر هى قلب المنطقة. وأضاف القصبي، أن المسألة ليست بأى حال موجهة لفئة بعينها، ولكن المستهدف الحقيقى هى مصر، لإحداث حالة من الإحباط، وقتل الأمل فى نفوس المصريين، كلما حققنا نجاحات، أو قمنا بدعم أشقائنا العرب. فى السياق نفسه، ساعدت الفتاوى المضللة، والتحريض الأسود من بعض من يدعون العلم بالدين فى ترسيخ مفاهيم خاطئة تتعلق بالعقيدة فى بعض العقول الضالة التى استسلم أصحابها لهذه الضلالات حتى تجرأوا على مهاجمة دور العبادة. ومن أخطر هذه الفتاوى كما يقول الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية فى فتواه التى تحمل رقم 3242 - مطوية منشقى تنظيم القاعدة المعروف باسم «داعش» والمتعلقة بمعنى (لا إله إلا الله) وشروطها، فتذكر المطوية أنَّ (لا إله إلا الله) هى الفارقة بين الكفر والإسلام، وأنها لا تتحقق بمجرد اللسان مع الجهل بمعناها وعدم العمل بمقتضاها، وإنما تتحقق بقولها، ومعرفة معناها، ومحبتها، ومحبة أهلها، وموالاتهم، وبغض من خالفها، ومعاداته، وقتاله، وتمادوا فى غيهم حتى اعتبروا عوام المسلمين ليسوا بمسلمين، بل هم كفار حسب افترائهم وإن صلوا وصاموا وزعموا أنهم مسلمون، كما هى العبارة التى دائمًا ما تتردد فى أدبيات التكفيريين.ودليل خطأ ذلك أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يقبل الشهادتين فقط من كل من جاءه يريد الدخول فى الإسلام، ويعتبره مسلمًا، ويعصم دمه بذلك. وفى سياق متصل أكد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر بأسيوط، أن هذا الحادث يدل دلالة قاطعة على أن الإرهاب لا يفرق فى قتل المصريين بين مسلم ومسيحي، أو رجال الشرطة أو رجال الجيش ويجب أن نكون على قلب رجل واحد، فالإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة ما داموا يضربون هنا وهناك بهذه الصورة العشوائية . ومن جانبه أكد الدكتور عمر حمروش عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب والأستاذ بجامعة الأزهر، أنه من الظلم للإسلام أن يتصف هؤلاء الإرهابيون بأنهم مسلمون، فهم ليسوا مسلمين، وهذا الحادث لن يؤثر على وحدة المصريين فى مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن اللجنة الدينية بمجلس النواب تدعم القيادة السياسية فى مواجهة الإرهاب، وأن تجديد الخطاب الدينى مازال قضية أساسية، لابد لها من أفكار ورؤية حقيقية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، حتى يتم مواجهة الإرهاب، وطالب جميع المؤسسات الدينية بالقيام بواجبها، كما أن المسئولية هنا تضامنية ولابد من تجديد الخطاب الثقافى والإعلامى بما يتواكب مع التحديات التى يواجهها الوطن. ويقول الدكتور محمود عاشور وكيل الازهر الأسبق هؤلاء الذين فعلوا ما فعلوا بمسجد الروضة ليسوا بمسلمين ولا مسيحيين ولا يهود ولا حتى بوذيين لأن الأديان جميعا ليس فيها فكر يجيز الاعتداء على بيت الله، وهذا فعل اليائس الذى لم يجد إلا المسجد، وهذه فى رأيى النهاية لهؤلاء لأن الله عز وجل سيثأر لهؤلاء الشهداء، كما أن جيشنا وشرطتنا وشعبنا كله استنفر من هذه الحادثة وكل الناس أفرادا وجماعات باتوا يتمنون الظفر ولو بواحد من هؤلاء، ولا أبالغ إذا قلت إنه سيؤكل بالأسنان وهذا ما وجدته من شعور المواطن المصرى البسيط بجميع أشكاله وطوائفه. وأقولها كلمة، رغم جلل الحدث الحمد لله فقد اجتمعت مصر جميعا على قلب رجل واحد تحارب الإرهاب وتجرمه وتتصدى له بل إن العالم كله اجتمع مع مصر فى وحدة لم تحدث من قبل رفضا للإرهاب ومرتكبيه ومساندة لمصر.