أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات بياناً بشأن الحادث الإرهابي الذى استهدف مسجد الروضة فى مركز بئر العبد بشمال سيناء، وأسفر عن سقوط 235 شهيدا و110 مصابين . وقالت فى بيانها: «إن الهيئة العامة للاستعلامات وقد هالها حجم وطبيعة الجريمة البربرية المروعة التى اقترفها الإرهابيون بمسجد الروضة بالعريش تتقدم بأحر التعازي لأسر الشهداء والمصابين وكل المواطنين المصريين في الداخل والخارج، وتؤكد الثقة الكاملة في قدرة شعب مصر وقيادته وقواته المسلحة ورجال الأمن علي دحر الإرهاب واجتثاث هذه الفئة الضالة المعادية لكل القيم الإنسانية، وتطهير أرض مصر منهم وردع مموليهم وداعميهم بالمال والسلاح والإعلام المضلل من دول ودويلات ومنظمات في المنطقة وخارجها. في الوقت نفسه ، تؤكد الهيئة العامة للاستعلامات أن القراءة الأولية لأبعاد هذه الجريمة تكشف عن العديد من الحقائق ، وتفضح الكثير من المواقف وتحمل عددًا من الدلالات من بينها:- أولًا: أن هذه الجريمة تؤكد الطبيعة الوحشية للتنظيمات الارهابية التى تواجهها مصر، والتي لا تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم في التاريخ الانساني دون رادع من دين أو انتماء للبشرية. ثانيًا: أن هذه الجريمة تكشف عن تغيير واضح في أسلوب هؤلاء الإرهابيين وفي طبيعة أهدافهم، وتفضح ماوصلت إليه هذه الجماعات في مصر من ضعف ويأس وانهيار في قدراتها تحت وطأة المواجهة الأمنية الفعالة، فاتجهت لأسهل الأهداف حتى لو كانت مسجدًا يضم مصليين أبرياء من مختلف الأعمار، مخالفة بهذا لكل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. ثالثًا: كما تعكس هذه الجريمة مدى التطرف الفكري الذي وصلت له هذه التنظيمات التى حاولت التخفي وراء الدين تارة، وارتداء عباءة السياسة تارة أخرى. فبعد استهدافها رجال الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة والمسيحيين من أبناء شعب مصر ودور عبادتهم، بحجج دينية زائفة، هاهي تنتقل اليوم للهجوم على مساجد الله وقتل المسلمين المدنيين الأبرياء المصلين فيها، وهو ما لم يسبقها فيه سوى جماعات الخوارج التي تكفر عموم المسلمين وتقوم بقتلهم. رابعًا: أنه بالرغم من بشاعة عملية مسجد الروضة الإرهابية وما سبقها من عمليات إرهابية، فالمؤكد هو أن الغالبية الساحقة من العمليات الإرهابية لا تقع سوى في منطقة محدودة من البلاد في شمال شرقي سيناء، لا تزيد مساحتها عن 30 كيلومتر مربع من إجمالي مساحة مصر البالغة مليون كيلومتر مربع. وبالتالي، فإن مصر الدولة والمجتمع والإقليم تظل بغالبيتها الساحقة بعيدة عن أيدي جماعات الإرهاب الدموي. خامسًا: يبدو مؤكدًا اليوم أن الهدف الحقيقي لجماعات الإرهاب كان ولا يزال هو شعب مصر بكامله، في أمنه واستقراره ومصادر عيشه ووحدة أبنائه وحياة مواطنيه الابرياء. إن مصر كلها هى الهدف، وليس نظامًا سياسيًا أو فئة بعينها. لقد أصبحت المعركة واضحة في مرحلتها الفاصلة: شعب مصر بكامله موحدًا في مواجهة شرذمة مارقة مدفوعة الأجر والتمويل من أعداء مصر وأعداء الانسانية في الخارج. سادسًا: إن هذه الجريمة الوحشية تحمل رسالة الي بعض وسائل الاعلام العالمية التى ظلت حتى آخر وقت تمارس المراوغة في وصف هذا الإرهاب باسمه الحقيقي، واليوم لم يعد مكان ولا مبرر لهؤلاء فى استخدام تعبيراتهم الملتبسة عما يسمونه "المعارضة المسلحة" أو "العنف السياسي" أو "المناضلين" أو "الصراع مع النظام" أو "المواجهة مع مسلحين". فإذا لم يكن هذا البعض فى الإعلام الدولى لا يرى حتى الآن فيما يجرى إرهابًا وفى هؤلاء المجرمين القتلة معادين لكل الحضارة الإنسانية، فإنه سوف يصبح شريكًا بالتشجيع والتمويه والمراوغة مع هذا النوع من الجرائم. سابعًا: أن هذه الجريمة هى ناقوس يدق فى آذان وأعين المنظمات التى احترفت المتاجرة بشعارات حقوق الإنسان والحريات، أن ما تحمله بعض التقارير المفتعلة والمفبركة والمبالغة لبعض هذه المنظمات يجعل منها شريكًا بالتبرير – ولو دون قصد - فى هذه الجرائم. إن على هؤلاء المتشدقين بأحاديث الحريات للإرهابيين أن يحسموا موقفهم اليوم وأن نسمع منهم ولو كلمات قليلة عن حقوق الضحايا الأبرياء في الحياة أولًا ثم في ممارسة حرياتهم فى أداء شعائر دينهم فى بيوت الله. ثامنًا: إنها رسالة للعالم كله اليوم بدوله ومنظماته الدولية أنه قد حان الوقت لتحرك فعلى جاد فى مواجهة الإرهاب والضرب بيد من حديد على أيدى مموليه وداعميه بالسلاح والمال والتدريب وتبرير جرائمه بالإعلام المضلل، وهؤلاء معروفون للعالم كله. وقد نادت مصر مرارًا من فوق كل المنابر الدولية بأهمية وقف هذا الإرهاب الذى سيؤدى عدم جدية العالم فى اجتثاث جذور دعمه وتمويله إلى استشراء آفته فى كل مكان من العالم. واختتمت الهيئة بيانها مؤكدة : « أن مصر شعبًا وقيادة سوف تستمر فى مُواجهة شجاعة للإرهاب وحماية المواطنين نيابة عن الإنسانية، والنصر فى هذه المعركة محتوم لشعب مصر وبمثله تكتب سطور التاريخ القريب والبعيد معًا» .