انبثق عن جماعة الإخوان حركات تتبنى العنف ورفع السلاح في مواجهة مؤسسات الدولة، ووصل الأمر إلى تكفير كل من يتعامل مع مؤسسات الدولة ويؤيدها، لنجد في النهاية عددا لا بأس به من الحركات الإخوانية التكفيرية على شاكلة (لواء الثورة، حسم، أجناد الأرض)، فضلا عن ظهور ولاية سيناء في شمال سيناء والتي أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي. يعود نشاط تلك الحركات إلى القيادى الإخوانى محمد كمال الذي تبنى رفع السلاح في مواجهة الدولة المصرية، ورفض المهادنة أو التهدئة، لحين الوصول لحل سياسي، وخرج من عباءة «كمال» العديد من تلك الحركات التي تركزت مهمتها الأولى على تنفيذ العمليات النوعية. من أين جاءت الفكرة، حسب مصدر فضل عدم ذكر اسمه، فإن الفكرة جاءت من المجموعات التي كانت مكلفة بتأمين تظاهرات الجماعة أثناء الفترة التي تلت عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي، ومن هنا سطعت الفكرة في رأس كمال، ليكونوا أدواته لمواجهة الدولة. «كمال» واجهته أزمة الهيكلة الداخلية لتلك الحركات، والتي كانت بلا خبرة تذكر في المواجهة المسلحة، مما استدعى تولى مقاتلين دواعش لهم تجارب في خوض المواجهات المسلحة، والتدريب والتأهيل نفسيا وبدنيا، لتنفيذ عمليات القتل والاغتيالات، لذا عمد إلى تدعيم تلك المجموعات بقائد ذى خبرة قتالية، وربطهم دون علمهم ببعضهم البعض، وجاءت سرية تلك المجموعات، لأنها بالرغم من توحد هدفها فإن آلياتها تختلف فيما بينها، فضلا عن المهام والأدوار التي تلعبها. في أعقاب مقتل «كمال» كان لزاما أن تجد تلك الحركات لنفسها زعيما روحيا آخر، فضلا عن مصادر تمويل لاستمرار عملياتهم، وهنا ظهر اسم «يحيى موسى» المسئول عن قطاع كبير من الحركات الإخوانية. « سواعد مصر - حسم» تعد حركة «حسم»، إحدى الحركات التي نجحت في تنفيذ عدد ليس بالقليل من العمليات الإرهابية، وإشاعة الفوضى قدر الإمكان، إذ تأسست لتكون حاضنة لعدد كبير من الحركات، التي انبثقت عن جماعة الإخوان لمواجهة الدولة المصرية. تأسست الحركة وبدأت عملياتها في غيبة من الأمن، وتفيد بعض المعلومات أنها تأسست خارج مصر، وتم تدريب عناصرها من قبل مقاتلين دواعش، لينفذوا مهامهم داخل مصر، ومن اللحظة الأولى أعلنت الحركة أنها جاءت كحاضنة أم وجامعة لعدد من الحركات التي انطلقت في أعقاب فض رابعة والنهضة، على غير هدى أو تكنيك قتالي. لواء الثورة لحقت بحركة «حسم» حركة أخرى أطلقت على نفسها «لواء الثورة»، بالتحديد أغسطس 2016، لم تختلف كثيرًا عن «حسم» تركز دوره على مواجهة قوات الأمن ومهاجمة المؤسسات الأمنية وقياداتها. «من يقاتل تحت راية فهو منها وحكمه العملى حكمها، وبالتالى فإن قتالهم مشروع».. تلك المقولة التي نطق بها مؤسس حركة لواء الثورة، تلخص أيديولوجية تلك الحركة وكيفية عملها، مؤكدا في حوار له نشر عبر صفحة الحركة الرسمية، أن الحركة لا تكفر الدولة بتكوينها العام، إلا أنها ترى أن هناك كفرا مس بعض مؤسساتها. على حد قولهم. بيد أن «لواء الثورة» أكثر تطورا ووحشية عن الحركات الأخرى على شاكلتها، ولعل مشهد اغتيال العميد عادل رجائى قائد الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش المصرى في أكتوبر الماضي، سيظل عالقا في الأذهان لفترات طويلة، ركزت تلك الحركة عملياتها على الداخل بعيدا عن منطقة شمال سيناء التي تركتها ملعبا كبيرا لأنصار بيت المقدس الذي تحول إلى «ولاية سيناء» بعد إعلانه بيعته لزعيم تنظيم داعش الإرهابي. «أنصار بيت المقدس» خبراء الحركات الإسلامية يرجعون تكوين ذلك التنظيم إلى جماعة التوحيد والجهاد، بجانب مسلحين فلسطينيين، ليشكلا مع بعضهم البعض تنظيم "أنصار بيت المقدس"، وظهرت أولى عمليات «أنصار بيت المقدس» في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، وتركز دوره على تفجير خطوط الغاز الواصلة بين مصر وإسرائيل،والأيديولجية الخاصة به مستمدة من تنظيم داعش الإرهابي، وتفيد بتكفير الدولة المصرية ومؤسساتها، ولا تجد مانعا من قتل المدنيين بغرض بث الرعب في القلوب، وإشاعة الفوضى في البلاد قدر الإمكان. ولاية سيناء عملت جماعة ولاية سيناء على تكثيف نشاطاتها بعد أن تمت الإطاحة بحكم الإخوان، ونفذت العديد من العمليات الإرهابية، التي راح ضحيتها جنود ومدنيون، منها«مذبحة رفح الثانية» التي راح ضحيتها 25 من مجندى الأمن المركزي، والهجوم بسيارة مفخخة على مديرية أمن جنوبسيناء، بجانب مقتل أكثر من 30 جنديا وضابطا في هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في كرم القواديس. فئات ضالة من جانبه.. أرجع خالد الزعفرانى الباحث في شئون الحركات الإسلامية، كثرة ظهور الجماعات الإرهابية الجديدة بعد عام 2013، إلى انتشار "الأفكار القطبية" التكفيرية، والخطاب الحماسى الذي كانت تبثه بعض القيادات التي ظهرت في اعتصام رابعة، مشيرًا إلى أن تلك الأفكار والخطابات الحماسية خلقت حالة من التلوث في عقول العديد من الشباب المتحمس، وأن تلك الفئة من الشباب في الأصل كانت منتسبة إلى جماعة الإخوان المسلمين أو أنصار حازم صلاح أبو إسماعيل. كما يؤكد الباحث في شئون الإسلام السياسي سامح عيد أن هذه الحركات انتقامية، مارست العنف النوعى مثل حركة "العقاب الثوري"، و"حسم الإخوانية"، و"لواء الثورة"، و"ولاية سيناء"، وغيرها.. وحاولت اغتيال مفتى الديار المصرية السابق الدكتور على جمعة، بالإضافة إلى محاولة اغتيال العديد من ضباط الجيش والشرطة، واستهداف الكمائن.. وكل ذلك حدث خلال الأربع سنوات الأخيرة.