سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فزع الغرب من استخدام "الأسد" للكيماوى.. تقارير عن استخدام مادة "السارين" ضد الشعب السورى.. حلف الناتو جاهز للرد حال التأكد من ذلك.. الهجوم المزعوم على "خان العسل يثير العديد من التساؤلات"
مر عامان على اندلاع الثورة السورية، استخدم خلالهما النظام السورى أسلحته الثقيلة والمدرعات والدبابات والطائرات حتى القوات البحرية شنت هجمات على بلدات سورية، فى المقابل، ترك المجتمع الدولى كل هذا ببشاعته وفظاعته ولم يستجب سوى بالتنديد والشجب. وبمرور الوقت تحولت الثورة السلمية إلى معارضة مسلحة لتغرق البلاد فى حرب أهلية بين العلويين والسنة، ووسط هذا ظل قادة الدول الغربية الداعمة للثورة السورية يرددون مقولة "لن نسمح للأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه"، واليوم، رأينا تصريحات وتقارير تتحدث عن مادة "السارين" التى يستخدمها النظام السورى لقمع شعبه.
وفقا لما صرح به وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل اليوم فإن المخابرات الأمريكية لديها شكوك شبه مؤكدة أن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين على نطاق محدود ضد مقاتلى المعارضة، مع العلم أن وزير الدفاع الأمريكى صرح من قبل بأنه سيطلب من حلف شمال الأطلسى الاستعداد للرد على الأسلحة الكيماوية السورية.
وشدد "كيرى" وزير الخارجية الأمريكى خلال محادثات وزراء خارجية دول حلف الناتو، على ضرورة التزام الحلف بأقصى درجات اليقظة إزاء مخاطر الصواريخ الباليستية السورية والأسلحة الكيماوية، مؤكدا استعداد دول الحلف للتحرك لصد أى أخطار تنتج من استخدام النظام السورى لها خاصة لدول الأعضاء وتحديدا تركيا.
من جانبه، أوضح الوزير البريطانى لشئون الشرق الأوسط "أليستر بيرت"، أن بلاده تدرك تماما خطر طبيعة الأسلحة الكيميائية مضيفا أن بريطانيا وشركاءها يدرسون بكثير من التأنى كيفية التعامل مع أى حادثة، وحسب تقارير سابقة فإن سوريا تمتلك ترسانة هائلة من الأسلحة الكيماوية باعتراف النظام السورى نفسه.
وحسب مصادر بوكالة الاستخبارات الأمريكية، فإن سوريا بدأت بإنتاج الأسلحة الكيماوية وعتادها منذ منتصف الثمانينات، لكنها حصلت على أولى قذائف مدفعية مزودة بأسلحة كيماوية من مصر قبل حرب أكتوبر 1973، وبعدها قامت بشراء أسلحة كيماوية دفاعية من الاتحاد السوفييتى وتشيكوسلوفاكيا، كما تملك برنامجا متطورا للأسلحة الكيماوية يتضمن غاز الخردل السام وغاز الإيبيريت، فضلا عن أحدث أنواع غازات الأعصاب السارين الذى يعد أخطر الغازات فى العالم. وأشارت مصادر فى "السى آى إيه" إلى أن مخزون سوريا الحالى من الأسلحة الكيماوية يقدر بعدة آلاف من القنابل الجوية، معظمها مليئة بغاز السارين، إضافة إلى 50 إلى 100 رأس حربى مخصص لصواريخ باليستية بعيدة وقصيرة المدى وقذائف للمدفعية، وتوزع هذه الأسلحة على مخزنين: أولهما شرق شمالى العاصمة دمشق والثانى شمال حمص. كما أوضحت المصادر أن دمشق تملك أربعة مصانع لإنتاج الأسلحة الكيماوية وتخضع جميعها لمركز البحوث والدراسات العلمية بالتنسيق مع روسيا التى تقدم الخبرات والتكنولوجيا والمواد والمساعدة السرية من خبراء الكيماويات الروس، أما تقنيات إنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية فحصلت عليها سوريا من وسطاء كيماويات فى هولندا وسويسرا وفرنسا.
وفى الوقت نفسه خرجت بريطانيا وفرنسا لتندد باستخدام الأسد أسلحة كيماوية ضد شعبه، وكشفت عن تقارير لديها تؤكد إدانة النظام السورى فى استخدام تلك الأسلحة وقالت بريطانيا وفرنسا للأمين العام للأمم المتحدة إن "لديهما أدلة على أن الحكومة السورية استخدمت بالقرب من حلب وفى حمص وربما فى دمشق أسلحة كيماوية"، حسب دبلوماسيين ومسئولين فى الأممالمتحدة. وقال سفيرا بريطانيا وفرنسا لدى الأممالمتحدة ل"بان كى مون" فى رسالة مشتركة يوم 25 مارس، إن عينات من التربة ومقابلات مع شهود وشخصيات معارضة أيدت الاعتقاد بأن الحكومة قصفت مناطق بالأسلحة الكيماوية، مما أدى إلى إصابات ووفيات، حسب دبلوماسيين ومسئولين.
وكانت الحكومة السورية قد طلبت من الأمين العام يوم 21 مارس الماضى، التحقيق فى هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية قالت إن قوات المعارضة شنته على قرية "خان العسل" فى محافظة حلب، لكن المعارضة حملت القوات الحكومية المسئولية عن الهجوم، وفى اليوم التالى، طلبت بريطانيا وفرنسا من الأمين العام التحقيق فى المزاعم باستخدام أسلحة كيماوية فى موقعين، الأول فى بلدة خان العسل وفى بلدة الطيبة يوم 19 مارس، والثانى فى حمص يوم 23 ديسمبر الماضى. وذكرت التقارير أن جنودا نظاميين قتلوا وجرحوا فى خان العسل لكن بريطانيا وفرنسا تعتقدان أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية لكنها انحرفت عن مسارها وأخطأت هدفها.