تقرير : محمد الموجي الرئيس السوري بشار الأسد لم تكن سوريا تعلم أن معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية والتي رفضت التوقيع عليها عام 1997 من الممكن أن تصبح بعد 16 عاماً "طوق النجاة" لها من ضربة عسكرية أمريكية محتملة . حيث أعلن مؤخراً، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن دمشق ترغب في "الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية" لعام 1997، كخطوة لتراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن توجيه ضربة عسكرية محتملة لسوريا. وكانت إدعاءات أجهزة مخابرتية لدول عدة مثل فرنسا وأمريكا .. ، قد أفادت بمقتل 1500 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء بمنطقة "الغوطة" السورية، على يد جيش "الأسد" الذي استخدم الأسلحة الكيماوية، كما أن تهديد سوريا باستخدام الأسلحة الكيماوية في وجه أي اعتداء عليها، قد أثار شكوك المجتمع الدولي حول امتلاك سوريا لأكبر ترسانة أسلحة "كيماوية" بالشرق الأوسط . وودفعت هذه التهديدات جهات استخبارتية لعدد من الدول منها "فرنسا" و "أمريكا" و "إسرائيل"..، التي رفعت حالة التأهب على حدودها مع سوريا في الفترة الأخيرة خوفاً من تهديد أمنها الداخلي، إلى رصد مصانع الأسلحة الكيماوية بسوريا ونوع وكم هذه الأسلحة . وأكدت هذه التقارير أن سوريا تمتلك أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيماوية، نُقل معظمعا لمناطق ب "اللاذقية" وبقى البعض الآخر بدمشق وكان من قبل منتشر ب "حلب وحماة وحمص" . سوريا التي بدأت بإنتاج الأسلحة الكيماوية، منذ منتصف الثمانينات، وحصلت على أولى قذائف مدفعية مزودة بأسلحة كيماوية من مصر قبل حرب أكتوبر 1973، قامت أيضاً بشراء أسلحة كيماوية دفاعية من الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفاكيا، وفقاً لتقارير "السي آي إيه" . مصانع الأسلحة الكيماوية بسوريا : تعد سوريا واحدة من الدول لم توقع على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1997. أرشيفية _ دمشق وفقاً لما ذكرته تقارير مخابرات أكثر من دولة منها "فرنسا" و"أمريكا".. فسوريا تمتلك أربعة مصانع لإنتاج الأسلحة الكيماوية : الأول في "السفيرة" بمحافظة حلب والثاني بالقرب من المدينة الصناعية بحمص والثالث "جنوب حماة" ويعتقد بأنه ينتج غاز الأعصاب والسارين والتابون، ويقع رابع مصنع سوري لإنتاج الأسلحة الكيماوية غرب "اللاذقية" وفقا لتقارير المخابرات الفرنسية . تمتلك سوريا برنامج تطوير للأسلحة الكيماوية يشرف عليها مراكز أبحاث خاصة موجودة بدمشق وجمرايا وتتمثل في : "غاز الخردل" و"غاز الإيبيريت" وأحدث أنواع غازات الأعصاب "السارين" ، وهو أخطر الغازات في العالم وتقوم روسيا بدعم هذه المصانع من خلال تقديم خبراء روس في نفس المجال والتكنولوجيا والمواد اللازمة . وتوزع الأسلحة على أكثر من مخزن ومستودع : ك "الفرقلس" شرق حمص و"مصياف" جنوب غرب حماة و "الضمير" بريف دمشق و "تدمر" التابعة لحمص و" خان أبو الشامات" . لذا من الممكن أن تكون الخطوة التي اتخذتها سوريا مؤخراً بالانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية" عام 1997، والموافقة على المقترح الروسي الخاص بالكشف عن ترسانتها الكيماوية، ووقف إنتاجها لهذا الأسلحة ووضعها تحت الرقابة الدولية، ومن ثم تدمير هذه الأسلحة بمثابة "طوق نجاة" لها من ضربة عسكرية أمريكية محتملة .