قالت بريطانيا وفرنسا للأمين العام للأمم المتحدة إن لديهما أدلة على أن الحكومة السورية استخدمت بالقرب من حلب وفي حمص وربما في دمشق أسلحة كيماوية ، حسب دبلوماسيين ومسؤولين في الأممالمتحدة. وقال سفيرا بريطانيا وفرنسا لدى الأممالمتحدة لبان كي مون في رسالة مشتركة يوم 25 مارس/آذار الماضي إن عينات من التربة ومقابلات مع شهود وشخصيات معارضة أيدت الاعتقاد بأن الحكومة قصفت مناطق بالأسلحة الكيماوية، ما أدى إلى إصابات ووفيات، حسب دبلوماسيين ومسؤولين. ورفض هؤلاء الدبلوماسيون والمسؤولون كشف هوياتهم لأن الرسالة لم تنشر بعد. وكانت الحكومة السورية طلبت من الأمين العام يوم 21 مارس الماضي التحقيق في هجوم مزعوم بالأسلحة الكيماوية قالت إن قوات المعارضة شنته على قرية خان العسل في محافظة حلب. لكن المعارضة حملت القوات الحكومية المسؤولية عن الهجوم. وفي اليوم التالي، طلبت بريطانيا وفرنسا من الأمين العام التحقيق في المزاعم باستخدام أسلحة كيماوية في موقعين، الأول في بلدة خان العسل وفي بلدة الطيبة في جوار العاصمة دمشق يوم 19 مارس، والثاني في حمص يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي. وذكرت التقارير أن جنودا نظاميين قتلوا أو جرحوا في خان العسل لكن بريطانيا وفرنسا تعتقدان أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية لكنها انحرفت عن مسارها وأخطأت هدفها. وعين الأمين العام بعد دراسة الرسائل التي تلقاها من الحكومة السورية وبريطانيا وفرنسا فريقا يضم خبراء في الأسلحة الكيماوية للتحقيق في مزاعم خان العسل بحمص حيث تتوافر أدلة قوية حسب دبلوماسيين ومسؤولين أمميين. لكن الحكومة السورية رفضت حتى الآن السماح للفريق بزيارة مناطق آخرى ما عدا خان العسل. وقال بان كي مون الأربعاء إن لجنة تقصي الحقائق ستواصل عملها. ويقول دبلوماسيون في الأممالمتحدة إن من المتوقع أن يزور الفريق مخيمات للاجئين السوريين والبلدان المجاورة وربما لندن وباريس لمحاولة الحصول على معلومات من خارج سوريا. وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قال الأسبوع الماضي أمام مجلس العموم إنه يشعر بقلق كبير بأن ثمة أدلة على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. وأضاف قائلا عليهم أن يأخذوا حذرهم بأن العالم يراقب ما يجري وأولئك الذين أمروا باستخدام الأسلحة الكيماوية أو شاركوا في استخدامها يجب أن يحاسبوا . وقال مدير مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، جيمس كلابر، الخميس أمام مجلس الشيوخ إن النظام (السوري) الذي يشعر بالحصار بشكل متزايد وجد أن تصعيده باستخدام الأسلحة التقليدية لم يعد يجدي، ولهذا يبدو مستعدا لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه . وأضاف قائلا نتلقى يوميا عدة مزاعم بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ونتعامل معها بجدية. وسنقوم بكل ما نستطيع للتحقيق فيها . وكان الرئيس باراك أوباما قال إن الرئيس الأسد سينتهك الخط الأحمر لو استخدم مخزونات الأسلحة الكيماوية بما في ذلك غاز الأعصاب وغاز الخردل. ويُعتقد أن سوريا تملك مئات الأطنان من مخزونات الأسلحة الكمياوية إن لم تكن آلاف منها حسب نائب مدير مركز دراسات عدم الانتشار في كاليفورنيا، ليونارد سبيكتور. وأضاف قائلا إن هذه المخزونات تشمل غاز الخردل وغاز الأعصاب الفتاك سارين . وقال سكوت ستيوارت من مركز ستارفور المختص في الدراسات الأمنية بالولايات المتحدة إن الأسلحة الكيماوية يعتقد أنها مصصمة للاستخدام في قذائف المدفعية والقنابل الجوية والصواريخ الباليتسية.