«مصر قد استراحت من رأس الكفر، والعبد الفاجر، والهالك، والمجرم الملعون، وعدو الإسلام ينتقم منه رب العباد، والذى ولع مصر فإننا نفرح لهلاكه، ولعنة الله عليه ولعنة الناس عليه .. غار في ستين داهية» هذا ما قاله الشيخ العلامة ابن العلامة وجدي غنيم عقب رحيل البابا شنودة، وهو أيضا الذى قدم تعازيه للشعب الإسرائيلى فى وفاة البطل المصرى المناضل اللواء عمر سليمان، وهو ذاته الشيخ الجليل ابن الجليل الذى حرم الصلاة علي جثمانه، وهو الذي طالب الناس بالفرح فى موته، ورفض الصلاة عليه . وجدي غنيم حجة عصره، وآية زمانه، كرم الله وجهه، هو الذى طالب بوضع تشريع يصل إلى عقوبة الإعدام ضد الصحفيين والإعلاميين، واصفا إياهم بأنهم أخطر من قطاع الطرق .. هذا هو وجدي غنيم الذى أعلنت صفحة المطالبة بإسقاط التهم عنه علي الفيس بوك أن قرار العفو عنه تم توقيعه .. مرسى وقع القرار، ولكن كيف حدث ذلك ؟ أعلن محبو وجدى شفاه الله، وعافاه مما ابتلاه فى رأسه، وفى غير رأسه أنهم اتصلوا بمكتب الإرشاد بالإسكندرية ولا أعرف ماهى علاقة مكتب الإرشاد بمرسى إن كان مرسي صادقا فيما قال حول انفصاله عن الجماعة وأن مكتب الإرشاد أبلغهم الخبر السعيد بتوقيع مرسى رئيس جمهورية مصر العربية التي تضم مسلمين ومسيحيين وبهائيين وفيها أيضا كفار قرار بالعفو عن وجدي غنيم ، وأعلن محبوه أنهم سيقيمون الأفراح، والليالى الملاح، تعبيرا عن سعادتهم بالإفراج عن بطل من أبطال مصر!! أدمن الإساءة إلي الموتي، وازدراء الأديان الأخرى، والإساءة إلى رموزها، وأخيرا النيل من بطل مصرى مغوار، خاض حروبا ضارية ضد العدو الصهيونى، ودافع عن حرية اليمن، وحمل روحه في 1967 م وناضل مع مقاتلين أبطال في حرب اكتوبر، واصطاد أكبر جواسيس إسرائيل . قرارمرسي يشعل نارا فى الصدور فهل يقصد هو أيضا الإساءة إلى موتانا .. موتى مصر مسلمين ومسيحيين ؟! وجدى غنيم المطرود من مملكة البحرين، إثر إساءته إلى الكويت، والمطرود من قبل خمس دول بسبب لسانه، الذي واجهه شباب المهدية بتونس، فوقف يردد ومن خلفه عشاقه: « موتوا بغيظكم .. موتوا بغيظكم» هل سيعود بعد إسقاط التهم عنه ليعتلى المنابر؟ هل سيعود ليوجه كلامه لأسرة عمر سليمان، معلنا سعادته الغامرة لأن الرجل مات، هل سيعتلى المنابر ليقول للمسيحيين إنهم كفار أولاد كفار وأن كبيرهم كان كافرا ملعونا ذهب إلى الجحيم ؟هل من مقتضيات مشروع النهضة استعادة مشعلي الفتن ؟ ربما.. وقد يكون ذلك من قبيل تصديرهم للأعداء، انطلاقا من مبادئ الإخوان الجديدة لتصدير الثورة إلي بلاد أخرى . قد يعفو الريس مرسى عن زميله في الجماعة قديما، ولكن ألا يجب عليه كرئيس للمصريين الآن أن يصدر تعليماته لوجدى غنيم بأن يعتذر لأسرة عمر سليمان، ويعتذر لإخواننا الأقباط . أظن أن مرسى قد أعلن للناس أنه لن يغبن مسيحى في عصره فهل وصف البابا شنودة بالكافر الفاجر نوع من وجهات النظر ؟ هل الإساءة إلى دول عربية شقيقة نوع من الجهاد في سبيل الله؟ هل يعرف الريس مرسى أن رفيقه فى الجماعة قال واصفا النخبة بأنهم مثل الكلاب « التي تنبح» ؟هل يعلم مرسي أن رفيقه دعا باللعنة علي عبد الناصر، واتهم السادات بالخيانة ؟ هل يعلم مرسي أن غنيم وصفه شخصيا بالمنافق ؟! إذا كان مرسي يعلم كل ذلك، ووقع فعلا قرارالعفو عن وجدى، فإن المرء بحاجة إلي أن يدعو الله عز وجل أن يثبت البقية الباقية في رءوسنا، ويلهمنا الصبر والسلوان في المرحومة مصر إن إذن لها الشيخ وجدي بذلك .