"ماذا يفعل التركي هناك في الأعلى؟ تساءل أحد الحاضرين عن وجود السياسي من حزب الخضر جيم أوزديمير داخل البرلمان الألماني في 1994. واليوم يضم البرلمان الألماني 37 عضوا من أصول أجنبية. فهل هذا يُعتبر عامل قوة؟ من يحمل الجنسية الألمانية وسنه 18 عاما على الأقل يحق له المشاركة في الانتخابات البرلمانية في 24 من سبتمبر لاختيار من يحدد سياسة البلاد. وواحد من بين عشرة من يحق لهم الانتخاب له جذور أجنبية في ألمانيا. وتنظر الأحزاب ووسائل الإعلام إلى المجموعة الكبرى من الناخبين منذ أن بدأ حزب البديل من أجل ألمانيا يهتم بها: 3.1 مليون من الألمان المنحدرين من مناطق الاتحاد السوفيتي السابق. وثاني أكبر مجموعة هم الأشخاص من اصل تركي. فمكتب الإحصاءات الاتحادي يقدر أن نحو 730.000 منهم لهم حق التصويت. وقد خاطبهم الرئيس التركي عندما حثهم على عدم التصويت للحزب المسيحي الديمقراطي ولا الحزب الاشتراكي الديمقراطي ولا حزب الخضر. وردت أيدان أوزوغوز، مفوضة الحكومة الألمانية للهجرة واللاجئين والاندماج بالقول: "لا تتركوا أردوغان يهمشكم داخل المجتمع". وحث العديد من السياسيين الألمان من أصل تركي على الذهاب في كل حال إلى صناديق الاقتراع. وقالت مندوبة كتلة الاتحاد المسيحي لشئون الاندماج شميل غيوسوفك "إن الأمر يتعلق بحياتكم في ألمانيا. والسيد أردوغان لن يقدم أي حل للمشكلات التي يواجهها الناس هنا". مشاركة ضعيفة في الانتخابات "كيف يتم التصويت في الحقيقة؟"، هذا السؤال تسمعه من حين لآخر أيدان أوزوغوز، مفوضة الحكومة لشئون الهجرة واللاجئين والاندماج، وتقول بأن مشاركة الأشخاص من أصول أجنبية تصل إلى 20 في المائة أقل من مجموع المشاركة العامة، وهي تدعم مشروعا يشجع الحاصلين الجدد على الجنسية الألمانية وأطفال المهاجرين على التوجه إلى صناديق الاقتراع. والدا أيدان أوزوغوز ينحدران من تركيا، وهي رأت نور الحياة في مدينة هامبورغ. واليوم تقوم نائبة زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بحملة انتخابية مثل زميلتها شميل غيوسوفك. الاثنان تنتميان ل 37 عضوا في البرلمان الألماني لهم أصول أجنبية من مجموع 631 عضوا برلمانيا. ومقارنة مع ثمانية بلدان أوروبية فإن ألمانيا تحتل مكانة متوسطة في التمثيل السياسي. والمقام الأول تشغله بريطانيا ثم تأتي هولندا وفي آخر الذيل نجد إيطاليا وإسبانيا. وتتمثل إشكالية في أن نحو نصف مجموع الناس الذين يعيشون منذ زمن طويل في ألمانيا ولهم أصول أجنبية لا يحملون الجنسية الألمانية. ويقول خبير الشئون السياسية لوكاس غيزه إن ذلك يعود لنموذج قانون التجنس المتحجر في ألمانيا في مقارنة دولية. كراهية عنصرية في ألمانيا تم تحقيق الكثير، ومازال هناك عمل كثير، كما تقول أيدان أوزوغوز:" كمهاجرة أشكل هدف هجوم محبب لليمينيين واليمينيين المتطرفين. والسياسي من حزب الخضر أوميد نوريبور المولود في إيران يتلقى رسائل مليئة بالشتائم المهينة التي تدعوه إلى العودة إلى تركيا. وزميله في الحزب أوزكان موتلو يتحدث عن "رسائل إلكترونية عنصرية كثيرة". وعندما تحدث ألكسندر جاولاند من حزب البديل من أجل ألمانيا عن ضرورة "التخلص في الأناضول" من وزيرة الدولة أيدان أوزوغوز، وصفت المستشارة أنجيلا ميركل ذلك بأنه تصريح "عنصري". وتقول أيدان أوزوغوز إن السياسيين من أصول أجنبية لهم إحساس كبير بالأعمال العدائية ضد الأقليات:" فعندما يتم تجريد البنت الصغيرة في المدرسة الابتدائية من حجابها، فإن هذا ليس هو المجتمع الحر والمنفتح الذي نتمناه". وأوضحت أنه يجب أن يجلس نواب من أصول مختلفة وتوجهات دينية متعددة في البرلمان: "فعندما يجلس أشخاص معنيون، فإن النقاش يتغير". وربما حتى الإدراك: فالبرلماني كرامبا ديابي المنتخب في 2013 (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) المولود في السنغال لم تشأ العاملة في مطعم البرلمان التصديق بأنه عضو برلماني. وتقول شميل جيوسوفك: "أتمنى أن لا يلعب الأصل الأجنبي يوما ما أي دور، لكن هذا مايزال يشكل موضوعا هاما في ألمانيا التي هي بلاد هجرة". شميل جيوسوفك دخلت البرلمان الألماني في 2013 كأول برلمانية من أصل تركي تمثل الحزب المسيحي الديمقراطي. أما أحزاب الاشتراكي الديمقراطي والخضر واليسار فهي تضم منذ زمن برلمانيين لهم أصول أجنبية. تفضيل لأحزاب اليسار ويقر أندرياس فوست، خبير العلوم السياسية بأن الناخبين ذوي الأصول الأجنبية يفضلون "أحزاب اليسار السياسي"، لأنها منفتحة على الأعضاء من أصول أجنبية وموضوعاتهم المطروحة. وتراهن أحزاب اليمين مثل حزب البديل من أجل ألمانيا على نيل أصوات الألمان من أصول روسية الذين قدموا بعد انهيار جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وفي الانتخابات المحلية حقق حزب البديل من أجل ألمانيا نجاحا في المناطق التي يسكنها الروس من أصل ألماني. كما أن أحزاب الاتحاد المسيحي انتبهت لهذه الفئة من الناخبين واستقبلت المستشارة أنجيلا ميركل لأول مرة مجموعة من الروس من أصل ألماني في المستشارية. وحتى أثناء الحملة الانتخابية في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا خاطب مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي هذه الفئة عبر صحيفة روسية. وتعد أحزاب الاتحاد المسيحي هذه الفئة من الناخبين بالحصول على مستوى تقاعدي أعلى. الأشخاص من أصول تركية "منذ متى يحق لتركي أن يجلس هناك في الأعلى؟"، اشتكى أحد الهاتفين في 1994 من جيم أوزديمير عضو حزب الخضر عندما كان المستشار هلموت كول يلقي كلمة. أوزدمير وسياسية أخرى من الحزب الاشتراكي كانا الشخصين الأولين في البرلمان الألماني، واليوم يجلس فيه 11 برلمانيا من أصول تركية. ويشعر الناخبون من أصول تركية بأنهم مرتبطون تقليديا بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي دافع عن الجنسية المزدوجة وحقوق المهاجرين وبعدها جاء حزب الخضر واليسار. وفي الخلاف مع الرئيس التركي أردوغان تزداد نبرة الكلام حدة. وعملت المستشارة أنغيلا ميركل ونائبها زيجمار جابرييل على إثارة تفهم الألمان من أصول تركية. هل تزداد قوة المهاجرين؟ الخبير في العلوم السياسية دنيس شبيس يعتبر أن :"السلطة السياسية للمهاجرين محدودة. المجموعة تكبر، لكنها جد منقسمة". فمن بين الأشخاص من أصول روسية ينحدر ربما الثلث من أوكرانيا ومجموعة صغيرة من كزاخستان والجزء الأكبر من روسيا. وعندما نسأل هؤلاء ما رأيهم في بوتين؟ فإن 50 في المائة تقول "أحبه" وال 50 المتبقية تقول "أكرهه". وهذا الانقسام ينطبق أيضا على أردوغان والأشخاص المنحدرين من تركيا. وعليه فإن الخبراء يقدرون بأن فرص نشأة "أحزاب مهاجرين" محضة تظل ضعيفة. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل