يشبه انتخاب النائب الاوروبي الالماني من اصول تركية جام اوزديمير (42 عاما) السبت الماضي علي رأس حزب الخضر الالماني صعود باراك أوباما الي السلطة في الولاياتالمتحدة. فهذا الرجل المولود في سوابه (جنوب غرب المانيا) ويبتسم ويبدو مرتاحا في ظهوره العلني يصف هذه المقارنة بانها "سخيفة نوعا ما". لكنه يعتبر ان حزبه قد يستفيد من طريقة فوز اوباما في الانتخابات الأمريكية، باللجوء الي وسائل اعلامية جديدة علي غرار "فيس بوك" او "يوتيوب" لتحفيز مناصريه بصورة افضل. وقبل هذا المنصب السباق في اي حزب سياسي في المانيا، كان اوزديمير اول الماني تركي الاصل ينتخب نائبا في البرلمان عام 1994 بعد عامين علي حصوله علي الجنسية الالمانية. وهو الان نائب في البرلمان الاوروبي. ويتقاسم شخصان رئاسة حزب الخضر الذي انضم الي الائتلاف الحكومي في حقبة الاشتراكي الديمقراطي جيرهارد شرودر بين 1998 و2005. واعيد انتخاب كلاوديا روث في منصب الرئاسة المشتركة. ويقدم اوزديمير نفسه علي انه ينتمي الي التوجه "الواقعي" في الحزب، ويؤكد الحرص علي "تحديد اهداف يمكن تحقيقها". ويعتبر ان اصوله التركية لا تلعب اي دور في السياسة. وصرح مؤخرا الي صحيفة "تاجس تسايتونج" انني أدرك "بالطبع مسئوليتي وتطلع عدد كبير من الناس الي. لكن المهم هو ما يقوله المرء وما يفعله، لا اصله". ويبرز مسار الرئيس المنتخب الجديد في المانيا، حيث يعد 2,4 مليون شخص تركي الجنسية او الاصول. من جهتها صرحت روث "آن الاوان في بلد يشكل وجهة للمهاجرين ان يتم انتخاب مواطن من سوابه يحمل اسما مثل جام اوزديمير علي راس حزب الماني"، فيما كتبت صحيفة بيلد "للمرة الاولي، يترأس مسلم حزبا". بشعره الاسود وسالفيه الطويلين، يبدو الناطق السابق باسم الخضر لشئون الهجرة كطالب معترض اكثر من سياسي تقليدي الماني. وهو من الزبائن المعتادين لحلقات النقاش المتلفزة حيث ذاع صيته كخطيب مفوه. وشهدت مهنته السياسية بعض الاضطراب بعد استقالته عام 2002 من منصبه كنائب لاتهامه بقبول قرض من احد الناشطين واستخدام وحدات سفر مجانية لحسابه الخاص كان جمعها في رحلاته في اطار منصبه النيابي. واجري اوزديمير دراسات في التعليم المتخصص. وهو متزوج من ارجنتينية تحيي برنامجا علي اذاعة "متعددة الثقافات"، ووالد فتاة صغيرة. وبالرغم من اصوله، لا يحظي اوزديمير الذي اصدر مؤخرا كتابا باسم "تركيا" بتأييد الطبقة السياسية في انقرة. ففي مقابلة اجراها مؤخرا، اوضح ان مستوي التنمية في تركيا يوحي اليه "بمزيج بين بنجلادش وسويسرا". وغالبا ما انتقدته السلطات في انقرة بسبب مواقفه الصارمة من انتهاكات حقوق الانسان في تركيا، لا سيما في مناطق الاكراد. ويتسلم اوزديمير رئاسة الحزب قبل حوالي عام من الانتخابات العامة التي قد تخول الخضر لعب دور صانعي الملوك، كأقلية مشاركة في حكومة ائتلافية مقبلة.