قطر تخطط للإطاحة ب «أبومازن» فقط قضى السفير رفعت الأنصاري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الشعب الجمهوري، 4 سنوات داخل الأراضى الصهيونية سفيرا لمصر في تل أبيب، اقترب من المجتمع الإسرائيلى وتعرف على الكثير من أسراره، وحين انتهت مهمته كتب خلاصة تجربته مع العدو الإسرائيلى في كتاب "حكايتى في تل أبيب.. أسرار دبلوماسى مصري"، سرد فيه الأنصارى تفاصيل الحياة تحت السماء الصهيونية. في عشرة فصول، تناول الأنصارى العديد من الملفات والقضايا التي تخص الشأن المصرى والعربى معًا، إلى جانب تطرقه لعمليات الاغتيال التي نفذتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وجهاز الأمن القومى الإسرائيلى أو مايعرف ب"الشين بيت" وتجنيدهم لعسكريين عرب للعمل لمصلحة الكيان الصهيوني. وفى ظل ما وصلت إليه الأزمة الفلسطينية مؤخرًا، بتصعيد إسرائيلى بلغ ذروته، حين قررت سلطات الاحتلال تركيب بوابات إلكترونية في محيط المسجد الأقصى، ومنعت الفلسطينيين من دخول المسجد والصلاة به مدة زادت عن الأسبوع، على خلفية عملية طعن نفذها شابان فلسطينيان في منتصف يوليو الجارى داخل أروقة المسجد أدت إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، وللوقوف على آخر ما يمكن أن تصل إليه الأزمة وقراءة لوجهة النظر الصهيونية حولها، حاورت فيتو السفير الأنصارى والذي أكد أن إسرائيل عليها الخضوع للقوانين الدولية في حق المسلمين ممارسة عبادتهم دون تلبيس الأمر ثوبًا سياسيا، كما أشار إلى استبعاده قيام أي نوع من المبادرات العربية وتوقع أن تكون المبادرات دولية، وإلى نص الحوار.. ما قراءتك للأزمة الحالية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية بشأن سيطرة الأخيرة على المسجد الأقصى سيطرة كاملة؟ طبقًا للقانون الدولى فمن حق الفلسطينيين أداء عباداتهم بكل يسر وسهولة في المسجد الأقصى، وعلى سلطة الاحتلال الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وذلك أيضًا طبقًا للقانون الدولي، فهذا مجرم دوليًا لا نقاش في ذلك. تحدثت باستفاضة في كتابك "حكايتى في تل أبيب"، عن طبيعة المجتمع الإسرائيلى إلى أي مدى يمكن له وللقوى الناعمة الإسرائيلية أن تقف بجوار الحكومة اليمينية المتطرفة في قراراتها التصعيدية؟ أهداف إسرائيل دائمًا هي إرضاء الجانب الدينى المتشدد الذي تمثله شريحة كبيرة من المجتمع هناك، وذلك بحثًا عن الدعم لحكومة نتنياهو في أي انتخابات قادمة، أيضًا إذا ما قابل العرب والمسلمون ذلك بردود فعل عنيفة ستستمر إسرائيل في سياستها لأبعد الحدود. هل ستلجا إسرائيل إلى حل سياسي إذا ما واجهت ضغوطًا دولية وعربية؟ إسرائيل لا ترضخ للحلول السياسية إلا إذا كان هناك ثمن. وما الثمن برأيك ؟ الحل والثمن دائمًا يكونان سياسيين، ويتم هذا الحل تحت وطأة اتصالات دولية وعربية، سواء كان ذلك من جانب السعودية أو الأردن أو مصر، وأيضًا ضغوط إسلامية تقوم بها منظمة المؤتمر الإسلامي. هل هناك ضغوط دولية؟ بالتأكيد، فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مارسا بالفعل ضغوطًا على إسرائيل أكثر من مرة. لماذا لم تعلن إسرائيل رسميًا تهويد القدس؟ أحد عناصر الثمن الذي تحدثنا عنه، أنه في خضم ما يحدث، وما لم يعه العالم، أن الكنيست الإسرائيلى وافق على توحيد القدس بشطريها الشرقى والغربى لتكون عاصمة إسرائيل الأبدية، لذلك بعد صدور قانون القدس هذا، لم تعد إسرائيل في حاجة إلى الإعلان عن تهويد القدس، ولكنها عمليًا في طريقها لتحقيق ذلك على أرض الواقع من خلال تمرير هذا القانون. هل تتوقع إطلاق مبادرة أشبه بمبادرة الملك فهد 1981، أو مبادرة فاس، للخروج من الأزمة الراهنة؟ لا أتوقع مبادرة جديدة، في ظل وجود مبادرة الملك عبدالله عام 2002، والتي أجمعت عليها كافة الدول العربية ومنها فلسطين، ولكن أتوقع مبادرة أمريكية بمباركة الاتحاد الأوروبي للبدء في موضوع التفاوض بين الجانبين. هل تتفق مع وجهات النظر التي ترى أن الاتفاقيات التي عقدتها الحكومات الفلسطينية مع إسرائيل، كانت السبب الرئيسى في ضعف الأولى أمام قرارات التصعيد ؟ لا بالعكس.. فالشعب الفلسطينى وحكومته في القدس والضفة الغربية أثبتوا قوتهم في تقويض الاحتلال، والدليل إجبار إسرائيل على الرجوع عن قراراتها، وإعادة الحياة في الأقصى لما كانت عليه قبل 16 يوليو، حيث أزالت البوابات الإلكترونية والإجراءات المستحدثة، وفتحت للمصلين أبواب المسجد، وستتم صلاة الظهر في المسجد، وفقا لما أعلنه الرئيس الفلسطينى محمود عباس. نفهم من ذلك أن هذه الأزمة يمكن أن تكون خطوة أولية لتوحيد الصف الفلسطيني؟ بالتاكيد هذا الحدث سيكون خطوة إيجابية في لم شمل البيت الفلسطينى من خلال جلسة المجلس التشريعى الفلسطينى الطارئة، والتي سيشارك فيها محمد دحلان عبر "الفيديو كونفرنس"، والذي أعلن موقفه من حتمية توحيد الموقف الفلسطينى رسميًا وشعبيًا وإنهاء هذا الانقسام. كيف قرأت تناول الإعلام القطرى لأزمة الأقصى؟ في إطار استغلال وليس استثمار الإعلام القطرى لهذا الحدث، فقد طالعتنا صحيفة الوطن القطرية بمقال رأى أكد كاتبه كتعبير عن وجهة النظر القطرية حيال الأزمة، أنه لا تهمنا إزالة البوابات بقدر ما يهمنا إزاحة محمود عباس من حكم الفلسطينيين في الضفة الغربية. وسواء أزيلت البوابات بصفقة أو بدون، فإن هذا الموضوع ثانوى بالمقارنة مع استمرار عباس، كما اتهمت الصحيفة أبومازن بأنه لم يوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل كما أعلن، لذلك نستنتج أن قطر مازالت تغرد خارج السرب العربى والخليجى والإسلامي.