«اللى كانت سبب في نجاحى وسندى في الدنيا ماتت ومحدش بيرحمنى من بعدها» أنا مش محتاج فلوس واللى معايا يكفينى وزيادة «أنا تايه ومش عارف بيحصل إيه يا رب يكون كابوس».. الجملة السابقة يمكن استخدامها في محاولة الوصول إلى وصف قريب للحالة النفسية التي يعيشها المطرب الشعبى، سعد الصغير، بعد رحيل والدته، الذي لم يدرك ما يدرو حوله أثناء تواجده أمام غرفتها بالمستشفى وحتى تلقى خبر الوفاة. ظهر «سعد» في حالة حزن شديدة وانهياره أثناء تلقى العزاء، رغم محاولته الصمود إلا أنه لم يتمكن من كتم حزنه وألمه، ثم انتقل عقب انتهاء العزاء لحياة أخرى منعزلًا عن العالم داخل غرفته لمدة ثلاثة أيام، لم يستطع أحد الاقتراب منه خلالها، ومع مرور الوقت تقرب إليه «وجيه» مدير أعماله وزوج شقيقته، من أجل مساندته ليفاجئه بالتفكير في قرار الاعتزال، وهو ما رفضه كل من حوله من أجل فرقته التي يعد هو «مصدر رزقها الوحيد». وبعد مرور أسبوع، حاول أقاربه وأصدقاؤه الضغط عليه من أجل العودة للعمل مجددًا، وهو ما استجاب له بعد محاولات عديدة قائلًا لهم «محدش حاسس بالنار اللى أنا فيها ويا رب ما حد يحصله اللى أنا فيه». «اوعى حد يزعل أمي»، كانت أول أغنية حرص «الصغير» على تقديمها في حفل العودة بعد وفاة والدته، والتي جعلته في عالم آخر ليكرر الأغنية أكثر من مرة، ما جعل الحضور في حالة ذهول لما حدث له، ثم جاءت المفاجأة الأكبر حيث لم يستطع استكمال الغناء أكثر من نصف ساعة على غير عادته، لينصرف من الحفل مسرعا إلى سيارته ويدخل في نوبة بكاء، ورفض الغناء في الحفل الثانى له من نفس اليوم، ليحاول أعضاء فرقته ومدير أعماله إقناعه بالهدوء ومحاولة الاستمرار. «اللى كانت سبب في نجاحى وسندى في الدنيا ماتت ومحدش بيرحمنى من بعدها»، كلمات حاول «سعد» استخدامها للتعبير عن حالة الحزن والألم التي سيطرت عليه، وبعد انتهاء يومه فتح سعد قلبه ل«فيتو» وتحدث عن ذكرياته مع والدته، وكشف عن آخر الوصايا التي تركتها له قبل وفاتها. وقال «سعد»: «مكنتش بخاف من أي حاجة في الدنيا وأمى عايشة، دلوقتى حاسس إنى في كابوس وبحلم، وكمان الناس مش عاوزة تسيبنى في حالى وجايبين صورة من ثلاث سنين وكاتبين عليها باخد مع أمى سيلفى الموت». أما بشأن قرار الاعتزال قال «سعد»: «والله العظيم أنا ما بكدب في قرار الاعتزال وأنا فعلًا مش محتاج فلوس ومعايا اللى يكفينى وزيادة الحمد لله، لكن في ناس أمانة في رقبتي، وأفراد فرقتى أكثر من 30 فردا غير الجمعية الشرعية، أنا فعلًا تعبان وعاوز أبطل غناء لكن تراجعت بعد تفكير طويل». فيما كشف عن آخر وصايا والدته التي اكتشفها عقب وفاتها، وهى ترك أظرف من المال لأداء الحج، هو وكل فرد من أسرته، موضحًا أنه يستعد لتنفيذ وصيتها خلال الفترة المقبلة عقب الانتهاء من أعماله وكافة الالتزامات التي يرتبط بها. «سعد» اختتم حديثه بقوله: «أمى كانت الخير والبركة وهى كل حاجة في حياتى مش عارف أنا عايش إزاى من غيرها»، مفضلش في الدنيا غير أختى ومراتى بعد أمى معنديش في حياتى غيرهم ربنا يخليهم لى ويرزقنى حنان أمى فيهم، وربنا يبارك في أولادى ويكرمهم وأشوفهم أحسن الناس لأنهم سندى بعد أمي، وعاوز أقول للناس اللى بتهاجمنى من غير سبب، اللى أنا شوفته محدش شافه تعبت واتبهدلت في حياتى كتير، يارب ما يحرمكم من حد كان سند وظهر ليكم في الدنيا».