التاريخ لا يعترف بالحلقات المنفصلة، والمؤرخون لا يؤمنون أن هناك أحداثا سقطت سهوًا من حركة النهر التي لا تتوقف، كل يوم بحد ذاته قصة لها تعقيداتها وحبكتها وأبطالها، وكل حقبة تملك تشكيل ما يليها من سنوات مقبلة، وكل فترة لها رجالها الذين يتحملون مسئولية صناعة التاريخ. 1000 يوم مرت على حكم الرئيس السيسي، رئيس الضرورة من منطلق التاريخ وحاكم أهم بلد في المنطقة من ناحية الجغرافيا، والرجل الذي قبل المهمة وتحدى كافة الظروف، مؤكدًا أن الخروج من النفق لم يعد اختيارًا. 1000 يوم ما بين انكسارات وانتصارات، نكسات وبشائر خير، مشروعات ضخمة وإجراءات جلدت ظهور المصريين، مصر تحت حكم السيسي أشبه بجنين تتشكل ملامحه، الكثيرون يخافون موته والكثيرون يبشرون أنها إجراءات من أجل ولادة طبيعية قوية لطفل يستطيع أن يشق المستقبل. في هذا التقرير نرصد ما حدث للمصريين أثناء تلك المدة من عمرهم، لحظات الانتصار والانكسار كما حدثت وكما ستكتبها كتب التاريخ. 1- السيسي رئيسًا الزمان: الثامن من يونيو 2014، والمكان: قصر الاتحادية الذي شهد لأول مرة في تاريخ مصر وجود رئيسين؛ أحدهما يسلم الآخر الحكم من خلال وثيقة تسليم السلطة، وذلك بعد انتهاء المدة المؤقتة للأول «المستشار عدلي منصور»، وفوز الثاني «عبد الفتاح السيسي» في انتخابات شارك فيها الملايين من المصريين. وعد الكثيرون أن ذلك المشهد هو أهم مكاسب ثورتي 25 و30 يونيو، والتي كان على رأس أهدافها إنهاء أسطورة الحكم لعدد غير محدد من السنوات. 2- تفجير مديرية أمن القاهرة وكان ضمن الأحداث الفاصلة في الثلاث سنوات الماضية تفجير مديرية أمن القاهرة في 24 يونيو 2014، وهي أول حادثة إرهابية تحدث في عصر الرئيس السيسي، وأعلن ما يسمى بتنظيم بيت المقدس تبنيه للعملية الإرهابية. وطالب عدد من السياسيين وقادة الأحزاب بإقالة محمد إبراهيم وزير الداخلية وقتها، مؤكدين أن ما حدث يعني أن هناك تقصير أمني خاصة أنها الحادثة الأولى في التاريخ. 3- السيسي في الكاتدرائية المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس مصري قداس عيد الميلاد منذ عقود طويلة، هكذا تحدثت صحف العالم عن زيارة الرئيس السيسي للكاتدرائية القبطية بالعباسية في 7 يناير 2015، للتأكيد على أن نسيج الأمة واحد. ولاقت الزيارة ترحيبا كبيرا من ناحية الأقباط الذين اعتبروا زيارة السيسي لفتة طيبة للتأكيد على وحدة الأمة. 4 - شهادات قناة السويس معتمدًا على شعبيته الكبيرة التي أوصلته لكرسي الرئاسة، طالب الرئيس السيسي المصريون بشراء شهادات قناة السويس من أجل إنجاز ذلك المشروع الضخم الذي يعد عنوان رئيسي لحكم الرئيس السيسي، وكان المبلغ المفترض جمعه 64 مليار جنيه. لم يخذل المصريون الرئيس السيسي ولاقت الشهادات إقبالا كثيفا من المواطنين وتم جمع المبلغ المطلوب في أسبوع في ملحمة وطنية تساءلت الصحف الغربية عن سرها في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية. 5- ذبح الأقباط في 15 فبراير 2015 كان المصريين على موعد مع حادث بشع بعد أن قام تنظيم داعش الإرهابي ذبح 21 مصريا في ليبيا، في حادث أثار غضب المجتمع الدولي ومثل تحديا كبيرا أمام الرئيس السيسي. وكانت تلك الواقعة بداية للالتفات ناحية ليبيا، وأكد الرئيس السيسي وقتها أن هناك إجراءات تم اتخاذها من أجل حماية المصريين، كما شنت الطائرات المصرية هجومًا على عدة مواقع للإرهابيين بعدها بساعة قليلة. 6- اتفاقية المبادئ أما بالنسبة لملف سد النهضة فقد شهد هو الآخر تطورًا مفصليًا خلال الثلاث سنوات الماضية، وتمثل التطور في توقيع إعلان المبادئ في مارس 2015 بين الرئيس السيسي ونظيريه السوداني والأثيوبي في العاصمة السودانية الخرطوم. ونص الاتفاق على التزام أديس أبابا بعدم البدء في ملء تخزين السد إلا بعد انتهاء المفاوضات الفنية للسد، والتي يقوم بها مكتبان استشاريان فرنسيان، ومفترض أن تنتهي تلك الدراسات في أغسطس المقبل. 7- مؤتمر شرم الشيخ تحت عنوان «دعم مصر اقتصاديًا» تم تنظيم مؤتمر شرم الشيخ في مارس 2015، بحضور الرئيس السيسي وعدد من زعماء دول العالم وكبرى الشركات الاقتصادية. وأسفر هذا المؤتمر كما أشارت تقارير صحفية وقتها عن استثمارات بملايين الدولارات واتفاقية تعاون ومشروعات ستقام في ربوع المحروسة، وعد الكثيرون هذا الحدث أحد أهم الفعاليات التي حدثت خلال الثلاث سنوات الماضية. 8- مبخافش «أنا مبخافش» كانت تلك الجملة التي قالها الرئيس السيسي في مايو 2015 ضمن أهم الخطابات التي ألقاها السيسي خلال سنوات حكمه الثلاث. وجاءت كلمة الرئيس أثناء إلقائه خطابا من واحة الفرافرة في مناسبة إطلاق شارة بدء حصاد محصول القمح، ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان. 9- افتتاح قناة السويس في السادس من أغسطس كان المصريون على موعد مع إحدى المشروعات الكبرى التي تم إنجازها في الوقت الذي تم تحديد، فبعد 365 يومًا أي في 6 أغسطس 2015 كان الرئيس يفتتح قناة السويس الجديدة وسط حضور دولي ليكون دليل على عظمة الشعب المصري. 10- تحيا مصر من الأممالمتحدة في 25 سبتمبر 2015 كان موعد الرئيس السيسي الأول في أروقة الأممالمتحدة للمشاركة في قمة التنمية المستدامة، وكانت الأنظار كلها متجهة إلى تلك الزيارة باعتبارها المرة الأولى ل«السيسي». وفي تلك الجولة أكد الرئيس أن مصر مهتمة بالتغيرات المناخية وقادرة على التنمية، لكن ما ميز تلك الجولة هي أن الرئيس ختمها بقول «تحيا مصر» وهي الجملة التي كانت تعني الكثير في أروقة المحافل الدولية لعل أهم الدلالات أن القاهرة عائدة بقوة. 11- البرلمان كان يوم 13 فبراير 2016 يوم وقوف الرئيس السيسي أمام أول مجلس نواب منتخب بعد ثورة ال30 من يونيو، وهي الخطوة الثانية على خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها في 3 يوليو 2013. 12- الملك سلمان في القاهرة لم يكن لقاء الرئيس السيسي بالملك سلمان في القاهرة أبريل 2016 بالحدث الذي يمكن أن يمر مرور الكرام، إذ إن الكثيرين اعتبروا أن تلك الزيارة هي تدشين لتحالف بين أكبر قوتين في الدول العربية لمواجهة الإرهاب، وللحفاظ على ما تبقى من البلد متماسك بعد ما حدث بعد 2011. ولاقت الزيارة ترحيب كبير في القاهرة واحتفت بها وسائل الإعلام العربية والإعلامية. 13- تيران وصنافير وشهدت زيارة الملك سلمان للقاهرة توقيع اتفاقية تعيين الحدود، وهي الاتفاقية التي بموجبها تنتقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية. وأثارت تلك الاتفاقية غضب الكثيرون من المصريين، وزاد من هذا الغضب أحكام القضاء التي جاءت مؤيدة لإرادة الشعب، وتعد تلك الاتفاقية علامة فارقة خلال ال3 سنوات الماضية إذ أنها شهدت أول تظاهرات شعبية في عهد السيسي فيما أطلق عليه جمعة الأرض. 14- منتكلمش في الموضوع تاني ونظرًا لما أثارته اتفاقية تيران وصنافير اجتمع الرئيس السيسي مع عدد من النخب السياسية لطرح رؤيته حول تلك الاتفاقية، وختم حديثه بجملة «أرجو إن الموضوع دا منتكلمش فيه تاني». 15- أزمة السكر في منتصف عام 2016 ضربت البلاد أزمة في محصول السكر، وأصبح العثور عليه هو حلم الكثيرين من المصريين، وأرجعت الحكومة سبب تلك الأزمة جشع التجار فيما أكد خبراء الزراعة أن هناك أزمة حقيقية في المحصول. ونتج عن تلك الأزمة توافد المواطنين بكثافة على منافذ القوات المسلحة ووزارتي الزراعة والتموين، بجانب تدخل النواب من خلال توفير أطنان من السكر لحل الأزمة في دوائرهم. 16- أول اجتماع شباب وفي 25 أكتوبر 2016 أنطلق أول مؤتمر للشباب في عهد السيسي، وذلك بمدينة شرم الشيخ وبحضور 3 آلاف شاب ومعظم قيادات الدولة والمسئولين عن الأجهزة والهيئات الحكومية. وعد الكثيرون أن هذا الاجتماع الذي استمر بعد ذلك يعد بادرة خير للتواصل بين الرئيس والشباب، إذ إنه يناقش الكثير من المشكلات والأحلام، ناهيك أنه همزة وصل بين المواطنين والرئيس.