دعاء المريض أهم مكسب في حياتى..وأدعو الله ألا يحرمنى مساعدة المحتاجين «السعادة الحقيقية ليست بالأموال التي تمتلكها، وإنما بعدد من رسمت ابتسامة على وجوههم».. هذا المبدأ سار عليه هانى الناظر، أستاذ الأمراض الجلدية، رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، وأحد النماذج الإيجابية التي تعمل على خدمة الناس وإسعادهم دون ضجيج أو بحث عن الشهرة. وفى حوار مع "فيتو" كشف الدكتور هانى الناظر تفاصيل جديدة عن الأعمال الخيرية التي يقوم بها في مختلف المحافظات لتحقيق التكافل الاجتماعى بين أبناء المجتمع، وجاء الحوار كالتالي: ما المبدأ الذي تسير عليه لخدمة الناس وإسعادهم؟ خدمة الوطن واجب، ولا يشترط لخدمة الوطن تقلد منصب أو موقع مرموق، ولكن من الممكن تحقيق ذلك من خلال خدمة أهله وشعبه، باستغلال إتقانك وتمكنك من مجال معين في تلبية احتياجاته وتقديم أعمال خيرية تفيده، كما أننى أؤمن بأن المواطنين هم السبب في وصولى لتلك المكانة المرموقة، لذلك لابد من رد الجميل لكل مصرى كان سببا في تحقيق هذا النجاح. ما الأعمال الخيرية التي تقدمها في سبيل إسعاد المواطنين؟ اتخذت من ال«فيس بوك» وسيلة لتحقيق هدفى الخيري، بانتشاله من مستنقع استغلاله في الأعمال التخريبية ونشر الشائعات والشتائم، وأعتبره أهم وسيلة للتواصل مع كافة طوائف الشعب. ومن خلال تخصصى وعملى كطبيب جلدية أقدم خدمة العلاج بالمجان مع خلال حسابى الإلكتروني، بكتابة روشتات للمرضي، وخاصة أن كثيرا من المواطنين غير قادرين على الذهاب لعيادات الأطباء، نظرا لظروفهم المادية الصعبة أو بعد المسافة، فضلا عن أننى أنظم قوافل طبية مجانية تجول كافة محافظات الجمهورية، لتداوى جراح مرضاها وتسعى لرفع المعاناة عنهم، وتحقق تلك القوافل نجاحات كبيرة. كما أننى أتبنى مبدأ نشر القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة والآداب العامة في أسلوب التعامل بين المواطنين، إلى جانب الحث على العمل والجد والاجتهاد، والبعد عن كل ما يؤدى للإحباط، وإرساء مبدأ أن السعادة الحقيقية في مساعدة الغير، وكل ذلك لا يأتى إلا بتطبيق مقولة «إذا أردت إصلاح الآخرين فأبدا بنفسك»، لذلك أتخذ أيضا قسطا من الوقت لتعريف المواطنين بنفسى والمبادئ التي أسير عليها لكسب ثقتهم. من أين أتت إليك فكرة الزهد في متاع الدنيا وحب الخير؟ تربيت في منزل علمنى ذلك، أبى كان طبيبا أيضا، وإذا صادفه مريض غير قادر على سداد مصاريف العلاج، تبنى حالته وعمل عليها حتى يصل بها لمرحلة الشفاء الكامل، وأيضا أمى كانت من محبى الخير واهتمت بالاشتراك في كافة الجمعيات والأعمال المجتمعية الخيرية، واليوم نسير أنا وزوجتى وأولادى على نفس النهج، فهو مبدأ توارثته وسأورثه لأولادى وأحفادي، لأنى مؤمن بأن السعادة الحقيقية هي تخفيف الآلام عن المرضى ومسح دموعهم وورفع المعاناة والحزن عنهم. ما أهم مكسب تجنيه من تلك الأعمال الخيرية؟ يكفينى انشراح صدرى الذي ينتابنى بمجرد سماع دعوة من مريض أو مهموم، هذا هو مكسبى في الدنيا والآخرة، وأدعو ربى ليلا ونهارا ألا يحرمنى هذا الخير. ما أهم المبادئ التي تسير عليها في حياتك؟ السعادة الحقيقية في خدمة الناس، افعل الخير ولا تبال بما يقوله الآخرون عنك، كما أننى لا أؤمن بالفشل فلابد من المحاولة والتكرار والإصرار على تحقيق الهدف، طالما توافر حسن النية فلا مانع من تحقيق ما تسعى إليه، وأخيرا أهم ما يستوقفنى رضاء ربى بشتى الطرق. هل ساعدك عملك الخيرى في حياتك؟ تعرضت كثيرا لمواقف مؤلمة، ولكنى بالفعل اكتشفت أن عمل الخير لا يساعد المواطنين في التخلص من أزماتهم فقط، ولكنه يحفظنى من كل سوء، فكثيرا ما انتظرت أشياء وضاعت مني، ولكنى اكتشفت بعد ذلك أن حصولى عليها خطر وليس في صالحي، أعلم جيدا أن الله يحفظنى ويحفظ أسرتى من كل سوء بسبب تلك الأعمال الخيرية. ما أهم المعوقات التي تحول دون تحقيق أهدافك وأعمالك الخيرية؟ كافة الأعمال تسهل أمامنا بإرادة الله بشكل غير طبيعي، فبمجرد أن نعلن عن تنظيم قوافل طبية تنهال علينا التبرعات بالأدوية والأموال، ولا داعى للاستغراب في ذلك، لأن الله يسهل لعباده أعمالهم الخيرية، طالما تواجدت النية الصافية بعيدة عن الاستعراض أو الشو الإعلامي. ما الدور الإيجابى الذي يجب أن يفعله كل صاحب علم أو مال في خدمة المجتمع؟ لابد من أن نضع نصب أعيننا، أننا سنسأل يوم القيامة عن العمر فيما انقضي، والمال من أين اكتسب وفيما أنفق، والعلم ماذا فعلنا به، كما أن كتابة أي كلمة على صفحة التواصل الاجتماعى رسالة، من الممكن أن تكون مفيدة أو مضرة، سنحاسب عليها أمام الله، لذا لابد من استغلالها في الخير بنشر معلومات لخدمة الآخرين كل في تخصصه، هذه هي أبسط حقوق الآخرين علينا، كما أن الخير لم يكن فقط في صفحة تواصل اجتماعي، ولكن في إرضاء الله وأداء الواجب الوطنى في خدمة أهله. كيف نخلق ثقافة إسعاد الآخرين، ويتم تعميمها في مجتمع تسيطر عليه القيم المادية وحب النفس والذات؟ بتسليط الضوء على النماذج الإيجابية، ونجاحات العلماء في المجتمع، من قبل منظمات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة، وتدشين مبادرات لإبرازهم كمبادرة "شكرا"، والبعد قليلا عن نشر الأعمال الإجرامية، لأن اصل انتشار الأشياء تسليط الضوء عليها، لذلك فتفشى معدلات الجريمة أو الأعمال الخيرية مرتبط أكثر بمدى شيوعها.