"رمضان جانا" حاملًا معه الخير والكرم، جاء ليبث في النفوس أمنًا وسلامًا وليطهر القلوب التي أثقلتها الذنوب، مبدلًا بطقوسه حياة المصريين، فالليل الساكن تبث فيه الروح ويكسر صمته أصوات المتسحرين المنتظرين آذان الفجر، أما الأسواق فلا تهدأ والزحام عليها يتواصل ليلًا ونهارًا لشراء احتياجات الإفطار والسحور، والمنازل تتسلل منها أصوات البرامج والمسلسلات التي يتم إنتاجها خصيصًا للعرض في هذا الشهر الكريم، والحركة لا تهدأ طوال أيامه بالرغم من مشقة الصيام وحر الصيف، فبهجة استقبال أيام رمضان وصيام أيامه تطغى على أي مشقة أو تعب. وكما أن له طقوسه الخاصة في العبادة فإن شهر الصيام له أيضًا منتجاته التي لا تظهر إلا خلال أيامه الثلاثين، فالأسواق تمتلأ بالياميش والمكسرات والتمور بأنواعها، والفول يلقي رواجًا لا مثيل له في شهر الصيام فهو الوجبة الأساسية على موائد سحور المصريين، أما التمر الهندي والعرقسوس والسوبيا فلا تخلو منها طاولات الإفطار فهى مشروبات تزدهر في رمضان وتروى عطش الصائمين، وكذلك الفوانيس بألوانها وأشكالها التي تمنح القلوب إحساسًا برمضان وأجواءه وتتداخل في مزيج مع الأنوار التي تتلألأ في سماء المحروسة والزينة التي تزين شوارعها لتبث في النفس شعورًا لا يمكن أن يُخطىء فيه أحد.. إحساس يدفع كل من يشعر به ليدندن " أهلًا رمضان".