سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حادث بوسطن.. نيويورك تغرق فى الدماء.. الانفجارات تعطل الحركة الجوية.. وشبكة المحمول: "أوباما" يتعهد بتقديم منفذى هجوم بوسطن للعدالة.. وقائد الشرطة ينفى ضبط سعودى متورط فى الأحداث
سلطت وسائل الإعلام العالمية والصحف الأجنبية الضوء على تفجيرات بوسطن التى أسفرت عنها مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 147 شخصا، من بينهم 17 جريحا على الأقل بحالة حرجة فى التفجيرات التى صممت قنابلها لنثر شظايا بمساحة واسعة لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. واهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بملف التفجيرين اللذين هزا سباق الماراثون ببوسطن، والنتائج الأولية التى تظهر أن هذه العملية أدت لفقدان العديد من الأشخاص أرجلهم، وخصوصا بين الذين كانوا على خط نهاية السباق سواء من المشاركين أو من المشجعين. ونقلت الصحيفة على لسان عنصر المارينز الأمريكى السابق، روبين باستاجيان واصفا المشهد بقوله: "الدماء فى كل مكان، العديد من الناس فقدوا أرجلهم ويمكنك أن ترى قطعا من العظم مبعثرة فى منظر مقرف". وقال أوباما فى لقاء الصحفيين بالبيت الأبيض بشكل مقتضب: "نتابع مواكبة الوضع، ووجهت طاقة الحكومة ومواردها لحماية الناس وزيادة الأمن حول الولاياتالمتحدة والتحقيق لمعرفة ما يجرى.. ليس لدينا كل الأجوبة بعد، لكن نعرف أن هناك العديد من الجرحى، وبعضهم حالتهم خطرة". وتقدم أوباما بالتعازى لأسر الضحايا، مشيرا إلى أنه أخطر قادة الكونجرس من الحزبين، الجمهورى والديمقراطى، مضيفا: "لا نعرف من يقف خلف هذا الهجوم ولا يجب التكهن المسبق حول ذلك، ولكننا سنعرف من الفاعل، وكل من هو مسئول، من أشخاص أو مجموعات، سيشعر بقوة وطأة العدالة". وكان قائد شرطة بوسطن، إيد ديفيس، قد تحدث حول ما جرى فى بوسطن، فأشار إلى وجود انفجار ثالث، استهدف مكتبة جون كينيدى فى المدينة، قبل أن تعود مصادر أمنية بالإشارة إلى أن ما شهدته المكتبة هو، على الأرجح، حريق ليس على صلة بالأحداث. وتجنب ديفيس الإعلان عن عدد الإصابات المؤكدة فى انفجارى الماراثون، ولكنه أضاف أن العملية "مستمرة" من أجل البحث عن قنابل أخرى، طالبا من السكان التزام منازلهم وعدم مغادرتها أو الاقتراب من منطقة الحادث. وأضاف ديفيس، فى مؤتمر صحفى مقتضب هو الأول لمسئول أمنى فى بوسطن، أن وحدات تفكيك المتفجرات قد تقوم بعمليات تفجير خلال الساعات المقبلة، فى إطار سعيها للتعامل مع أجسام مشبوهة، وأن عددا كبيرا من الذين غادروا موقع الماراثون تركوا خلفهم أمتعتهم، مؤكدا أن الشرطة ستتعامل معها على أنها "أجسام مشبوهة"، داعيا السكان إلى الإبلاغ عن النشاطات غير الطبيعية. ولدى السؤال عن صحة التقارير الصحفية عن اعتقال شخص سعودى الجنسية، قالت الناطقة باسم الشرطة فى بوسطن، نيفا كوكلى: "لا أعرف من أين أتت هذه التقارير.. ليس لدينا أى شخص قيد التوقيف". وفرضت سلطات الطيران حظرا جويا فوق المنطقة الواقعة وسط بوسطن، التى شهدت وقوع الانفجارات، ولكنها أكدت استمرار العمل فى الرحلات المعتادة إلى مطار المدينة. أما شرطة مدينة لوس أنجلوس فقد انضمت إلى سائر المدن التى رفعت حالة التأهب الأمنى فيها، وفى المقدمة نيويورك، وواشنطن، إذ طلبت من عناصر الشرطة مراقبة أماكن التجمعات. وكانت شرطة بوسطن قد أكدت مقتل شخصين، وإصابة ما لا يقل عن 82 بجراح جراء الانفجارات التى وقعت عند خط النهاية بماراثون المدينة، وعمد رجال الأمن إلى إخلاء فندق "لينوكس" تحسبا لأى تطورات أمنية، بينما قال مايك بينغون، أحد شهود العيان إنه رأى وقوع انفجار قرب مدخل أحد المطاعم. ووقعت التفجيرات عند خط النهاية بالماراثون الذى شارك فيه أكثر من 27 ألف شخص، فى حين احتشد عشرات الآلاف على جانبى الشارع لمتابعة الحدث. وذكرت صحيفة التليجراف أن ماريو مونتى، رئيس الوزراء الإيطالى، شجب مأساة بوسطن ووصف الحادث بأنه عمل جبان، مؤكدا أنه واثق على الرغم من هذه الظروف المؤلمة، أمريكا تعرف جيدا كيفية التصرف لإعادة تأكيد القيم الأساسية للحضارة الكبيرة. وقال "أندرو كومو" عمدة ولاية نيويورك: "صلواتنا مع أهالى مدينة بوسطن و"ماساشيوستيس"، وذلك بسبب المأساة المروعة التى حدثت فى ماراثون "بوسطن"". وأضاف أننى طالبت أجهزة الدولة، بما فى ذلك شعبة الأمن الداخلى وخدمات الطوارئ، شرطة الدولة، وهيئة الميناء، أن تكون على حالة تأهب قصوى ونحن نعلم المزيد حول هذا الحادث فى كل دقيقة. وتابع: "أرسلت قوة من الحرس الوطنى فى نيويورك ثلاث مركبات و6 جنود لدعم الماراثون، وأكدوا أنهم على استعداد للمساعدة فى الاستجابة لحالات الطوارئ والعمل جنبا إلى جنب مع السلطات المحلية فى أعقاب هذا الحادث". ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن انفجار قنبلتين أسفر عنه مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة ما لا يقل عن 130 آخرين فى ولاية بوسطن. وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجارات التى استمرت 16 ثانية تسببت فى تعطيل الحركة الجوية بمطار بوسطن، وتوقف شبكة الهاتف المحمول، بجانب مقتل طفل (8 أعوام) وإصابة 10 آخرين، بجانب العشرات من مختلف الأعمار. من جانبه، أكد ريتشارد ديسلاريس، العميل الخاص بمكتب التحقيقات الفيدرالية فى بوسطن أن "التحقيق الجنائى يؤكد أنه عمل إرهابى". وندد السفير السعودى لدى الولاياتالمتحدة، عادل الجبير، بالتفجيرات التى وصفها ب"الجريمة المخالفة للقيم الإنسانية". وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، التفجيرات قائلا: "أدين هذا العنف العبثى الذى يبدو مستهجنا أكثر ما يكون لحدوثه فى فعالية تعرف بجلب الناس معا من أنحاء العالم فى روح رياضية ووئام".