سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البشير يزعم دعم مصر «الحركات المسلحة السودانية».. الخارجية المصرية تؤكد احترامها للقانون الدولي.. «قيادي»: هذه الاتهامات لخدمة قطر.. «خبراء»: محاولة للتودد إلى الإخوان.. والخرطوم تعاني التفكك
استمرارا لمسلسل هجوم الرئيس السوداني عمر البشير على الدولة المصرية، منذ سقوط حكم رفيقه الإخواني محمد مرسي، اتهم الرئيس السوداني أمس الثلاثاء، الحكومة المصرية بدعم الحركات المسلحة السودانية المتمردة. وذكر في كلمته بمناسبة تكريم قدامى المحاربين السودانيين بالخرطوم، أن القوات المسلحة السودانية، رغم الكيد والتآمر، ظلت صامدة تحقق الانتصار تلو الآخر. مركبات ومدرعات مصرية وزعم الرئيس السوداني أن قوات الجيش والدعم السريع غنمت مدرعات ومركبات مصرية استخدمها متمردو دارفور في هجومهم، الأحد الماضي، على الولايتين، مؤكدا أن القوات المهاجمة انطلقت من دولة جنوب السودان ومن ليبيا على متن مدرعات مصرية، موضحا أن "القوات المتمردة دخلت بمؤامرة ضخمة جدا، حيث إنها تحركت بمحورين، محور من جنوب السودان بمتحرك قوامه 64 عربة، استطاعت القوات المسلحة أن تدمر وتستولي عليها جميعا، وفي محور من شمال دارفور، قبضت القوات المسلحة على عربات مدرعة". وزعم الرئيس السوداني: "للأسف إنها مدرعات مصرية، قاتلنا لأكثر من 17 عاما ولم تدعمنا مصر، حتى الذخائر التي اشتريناها من مصر كانت ذخائر فاسدة، على الرغم من أننا حاربنا معهم في أكتوبر 1973". اقرأ: أحمد موسى يهاجم «البشير»:«كلامك فارغ وقطر مش هتنفعك» بيان وزارة الخارجية وخرجت وزارة الخارجية المصرية في بيان ردا على تصريحات الرئيس السوداني المسيئة ضد مصر، وأكدت أن مصر تحترم سيادة السودان على أراضيه، ولم ولن تتدخل يوما في زعزعة دولة السودان الشقيقة أو الإضرار بشعبها. وشدد المتحدث باسم الخارجية، على أن سياسة مصر الخارجية تتأسس على احترام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم الاعتداء على الغير، لاسيما عند التعامل مع دول تربطها بمصر علاقات أخوية خاصة مثل السودان الشقيق. وأضاف بأن القاصي والداني يعلم جيدا أن مصر كانت الداعم الرئيس لوحدة السودان شمالا وجنوبا، وبذلت كل الجهود لجعل خيار الوحدة هو الخيار الجاذب لشعب جنوب السودان قبل الاستقلال. وأعرب المتحدث باسم الخارجية عن الأسف لإطلاق مثل تلك الاتهامات، في الوقت الذي وظفت فيه مصر دبلوماسيتها على مدار قرابة الخمسة عشر عاما للدفاع عن السودان ضد التدخلات الأجنبي،ة ومحاولات فرض العقوبات على المسئولين السودانيين وإدانة السودان في المنظمات والمحافل الدولية، كما شاركت مصر في جميع مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية وحركات التمرد الدارفورية، ولديها قوات على الأرض حاليا ضمن بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لدعم الاستقرار والسلام في دارفور. اقرأ أيضا: بالفيديو.. البشير: «أنا صابر على مصر» خدمة قطر وقابل تصريحات الرئيس السوداني الكثير من الاعتراضات، حيث هاجم قيادي في حزب المؤتمر السوداني المعارض، البشير معتبرا أن هذه الاتهامات تأتي خدمة لدولة قطر والتنظيم الدولي للإخوان، وأن تكرار اتهامات الرئيس السوداني عمر البشير، لمصر، تأتي في إطار تقرب البشير من الأسرة الحاكمة في قطر، واستمرار الدعم المالي والسياسي له في ظل فشل سياساته بالسودان لأكثر من 28 عاما. وأضاف القيادي «حازم فاروق» ل«فيتو»، أن تكرار الهجوم على مصر يأتي أيضا في إطار استمرار الدعم الاقتصادي للبشير من قبل التنظيم الدولي للإخوان، في ظل علاقة البشير التاريخية لجماعة الإخوان وقيادته الحركة الإسلامية في السودان، وأن هجوم البشير على مصر، حيلة للتغطية على جرائمه في دارفور، فالبشير مطلوب للعدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في السودان لمدة 28 عاما وخاصة في دارفور. وأوضح فاروق، أن البشير طوال 28 عاما يتحدث عن مؤامرة ضد السودان ونظامه، مؤكدا أن الأزمة الآن في السودان هي البشير، بما يحمله من عبء على الدولة السودانية بسبب ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية. تابع.. «العفو الدولية» تطالب الأردن بإلقاء القبض على البشير فاقد للشعبية وقال اللواء حمدى بخيت الخبير الإستراتيجي، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب: إن الرئيس السوداني عمر البشير لا يملك إجماعا وطنيا في بلده، ويختلق أزمات مع مصر دائما، وكان أولها مشكلة حلايب وشلاتين، ثم بعد ذلك مشكلة سد النهضة، وانتهى به الحال للصدام مع المؤسسة العسكرية. وأضاف «بخيت» أن البشير فاقد للشعبية بالداخل السوداني، ومصر ليس لديها خلافات مع الشعب السوداني الشقيق، لكن المشكلة مع الرئيس الذي لا يوجد عليه إجماع في الخرطوم، لافتا إلى أن ما يقوله عن مصر مغلوط تماما والسودانيون أنفسهم يعلمون ذلك. اقرأ: «جنوب السودان» تفضح مزاعم البشير عن دعم مصر لجوبا بالسلاح قضية حلايب وشلاتين وأشار اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إلى أن تصريحات الرئيس السوداني بوجود مدرعات مصرية في السودان كاذبة، وكل هذا للإساءة لموقف مصر فيما يخص قضية حلايب وشلاتين. وأكد «رشاد» في تصريحات ل«فيتو»، أن هذه الإدعاءات محاولة للتودد إلى الحزب الجديد الذي يدعمه ويشمل كل من تركيا وإيران وقطر، وتدعيم العلاقة معهم عن طريق محاربة مصر من خلال الإدانة والتصريحات. العناصر الإجرامية وقال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن زعم الرئيس السوداني ضبط عربات ومدرعات مصرية في إقليم دارفور هي محاولة منه لاستفزاز الدولة المصرية، واستكمالا لسلسلة التصريحات السودانية الاستفزازية ضد مصر، وجميعها ليس لها أساس من الصحة. وتابع مظلوم في تصريحات ل«فيتو»، أن تصريح الرئيس السوداني ليس اتهاما لمصر وحدها، حيث يشمل الادعاء كل من مصر وليبيا وجنوب السودان، لأن معظمها تعتمد على التسليح الشرقي ونفس المعدات، وكل هذه ادعاءات كاذبة حيث تعاني الدولة السودانية الكثير من التفكك والعناصر الإجرامية داخلها.