أشهرهم: ذو النون المصرى وأيوب بن مسلمة وابن وحشية علماء المسلمين فكوا رموز الهيروغليفية قبل شامبليون بألف عام روّجت أوروبا لسنوات طويلة أن علم المصريات علم أوربى النشأة والتطور، وأن فك رموز حجر رشيد عام 1822 كان على يد العالم الفرنسى فرانسوا شامبليون، مع أن هناك دراسات حديثة تؤكد أن العلماء المسلمين الأوائل سبقوا شامبليون بألف عام فى فك ألغاز الهيروغليفية القديمة، بدءًا من ذى النون المصرى وأيوب بن مسلمة وابن وحشية، وأشاع الغرب أنهم أصحاب الفضل فى حضارتنا وتاريخنا المنسى . منذ بدء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 – التى اعتبرها المؤرخون الغربيون بداية التاريخ الحديث- تم الترويج بأن شامبليون أعاد الأضواء إلى الآثار المصرية التى لم يفك أحد طلاسمها، وأصبحت آثارنا مشاعًا للاستعمار الأوربى، حتى أنه أرسل البعثات العلمية وغير العلمية من قناصى الكنوز الأثرية، وتم عن طريق فك رموز الهيروغليفية اكتشاف مقبرتى "توت عنخ آمون" و"حجر رشيد"، وغيرها، إلا أنه فى دراسة حديثة قدمها عكاشة الدالى - فى رسالته للدكتوراه-عن فضل العلماء المسلمين الأوائل فى فتح مغاليق الحضارة المصرية من جامعة لندن، وأكدت الدراسة أنه حين نهب الغرب آثار مصر كان من بينها المخطوطات العربية، واستطاعوا بها تحويل كذبهم إلى بديهية وحقائق، وأصبح عالمهم "شامبليون" هو مكتشف ترجمة اللغة الهيروغليفية، إلا أن الكشف عن الكتابات العلمية عن مصر القديمة وجهود العلماء المسلمين قد نجحا فى فك رموز الكتابة الهيروغليفية، وكان ذو النون المصرى جده فى هذا المجال، فقد نشأ فى ظل الحكم العباسى «أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم» الذى أقام في معبد أحمتم، وجذبته تلك الرموز، فحاول دراستها، ووضع كتابًا بعنوان «السمات الكاهنية»، وفيه يفك رموز الكتابات التى وجدت على جدران الآثار المصرية. بعد ذلك جاء العالم العراقى أبو بكر أحمد بن وحشية - فى أواخر القرن التاسع الميلادى- وألّف كتابًا بعنوان «شوق المستهام فى معرفة رموز الأقلام»، وقام الباحث عكاشة الدالى بدراسة نسخة من هذا الكتاب - محفوظة فى باريس- توصل فيها إلي أن ابن وحشية هو أول من توصل إلى فك رموز الكتابات الهيروغليفية القديمة عن طريقة إثباته أن الحروف الهيروغليفية لها قيمة صوتية مثل الحروف الهجائية، وبصفة عامة نجح العلماء العرب فى فك رموز 11 حرفًا، مما يعد سبقًا هائلًا، وفى المقابل نجح شامبليون فى فك رموز ثلاثة أحرف فقط. وأكد الدالى فى رسالته أنه فى عام 1806 - أى قبل أن يعلن شامبليون كشفه بنحو 14 عامًا- صدر لأستاذه العالم النمساوى جوزيف هامر كتاب ترجم خلاله كتاب ابن وحشية «شوق المستهام فى معرفة رموز الأقلام»، وذلك بعد أن درس شامبليون اللغتين القبطية والعربية إلى جانب لغته الأصلية الفرنسية، مما سهل عليه الاطلاع على المصادر العربية الخاصة بفك الرموز الهيروغليفية التى خرج بها الفرنسيون من مصر، بعد أن خبئوا المخطوطات العربية، حتى أن جوزيف هامر كتب فى مقدمة كتابه: لقد حرص علماء الحملة الفرنسية على البحث عن مخطوطات عربية تعينهم على كشف رموز الهيروغليفية، مما يؤكد أن العرب هم السباقون فى فك رموز الهيروغليفية، وأن شامبليون استغل ما حصلت عليه الحملة الفرنسية من مخطوطات مصرية عربية، واستغلها فى استكمال فك رموز الهيروغليفية.