المنسق العام ل«مرصد مكافحة التطرف» يكشف خطة التنظيم في ترويج أفكاره أكد الدكتور محمد عبد الفضيل، المنسق العام ل«مرصد الأزهر لمكافحة التطرف»، أن تنظيم «داعش» الإرهابى يصدر 19 مجلة، 7 منها باللغة العربية، و3 باللغة الإنجليزية، و3 أخرى بالفرنسية، و3 غيرهم بالألمانية، و2 بالسواحيلي، ومجلة واحدة باللغة الأوردية، وجميعها نسخ إلكترونية تبث على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» بدورية شهرية لبعضها وأسبوعية للبعض الآخر. وأضاف «عبد الفضيل» في حواره مع «فيتو» أن هذا التنظيم الإرهابى يمثل أبشع صور الإرهاب الذي لم تره البشرية من قبل، موضحًا أن عناصره تعتنق فكرًا دينيًا متشددًا لأعلى مستوى، وغير ذلك من التفاصيل التي نسردها في الحوار التالي: ما الأيديولوجية الفكرية التي يستند إليها عناصر تنظيم داعش الإرهابي؟ عناصر «داعش» يعتنقون تفكيرا دينيا متطرفا لأعلى مستوى؛ يتمسكون من خلاله بآراء اجتهادية بحتة منها ما كان حبيس سياقه الزمنى والمكانى وهم يريدون تعميمه وفرضه على مجتمعنا الحالي، وغيرها آراء تراثية مغمورة يعملون على إظهارها خدمة لأغراضهم، بالإضافة إلى ما يطلقون عليه «الاجتهاد الجديد» الصادر من خليفتهم المزعوم أبو بكر البغدادي، أو أحد قضاتهم، وجميع ما يعتمدون عليه مما ذكرناه آراء لا تمت لوسطية الدين بشيء ولكنهم جعلوها ثوابت لا يجوز المساس بها واتخذوا منها عقيدة راسخة. وبالأحرى نستطيع القول إن النصوص التي يجمع المسلمون على أنها فروع، داعش حولها إلى أصول، وكذلك الآيات المتشابهات جعلوها محكمات، ولا شك أن هذه قراءة متطرفة جدًا للدين وكل من يعتنقها يكون في قمة التطرف والإرهاب الذي يبلغ ذروته عندما يقتلون طفلًا أو أمًا أو شيخًا أو يذبحون طيارًا أو يحرقون إنسانا حتى الموت. هل يمتلك داعش وسائل إعلامية يبث من خلالها رسائله؟ نعم، داعش يصدر 19 مجلة، 7 منها باللغة العربية، و3 باللغة الإنجليزية، و3 أخرى بالفرنسية، و3 غيرهم بالألمانية، و2 بالسواحيلي، ومجلة واحدة باللغة الأوردية، وجميعها نسخ إلكترونية تبث على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت» بدورية شهرية لبعضها وأسبوعية للبعض الآخر. فضلا عن الفيديوهات التي يبثها عبر موقع يوتيوب. وماذا عن المناهج التي يدرسها تنظيم داعش للأطفال؟ هذا التنظيم لديه مناهج يدرس من خلالها مواد: أصول الدين والعقيدة والتفسير والكيمياء والفيزياء واللغة الإنجليزية والإعداد البدني، وقد تمكنا من الحصول على نسخ من هذه المناهج وانتهت بالفعل هيئة كبار العلماء من إعداد رد على كل كتاب يفند ما جاء فيه من ادعاءات وأباطيل، ونبحث حاليًا الطريقة الأمثل لنشر هذه الردود. ما محتوى هذه المناهج؟ منها ما يتحدث عن العقيدة وعن الكفار المرتدين، وهناك مناهج تشرح كيفية صناعة القنبلة، وغيرها ما تعلم المتطرفين كيف يتخفون وهم يبثون سمومهم على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف يناهض كل هذا سواء كان بالشكل المكتوب أو المرئى أو التقني. هل الرد على «داعش» بالفكر يحد من تمدد هذا التنظيم الإرهابي؟ هناك عدة مشكلات تواجهنا، أهمها: عدم وجود القدوة، واختلاف المنطلقات، وفقدان الثقة، فاختلاف المنطلقات يؤدى إلى أزمة ثقة وفجوة في التفكير وتجعل هناك صعوبة في إيجاد حلول وسطية، وبالتالى يجب أن تعمل على مستويين، مستوى صعب جدًا وهو إقناع الآخر وخصوصا إذا كان شيخًا عالمًا مطلعًا إن فكره خاطئ، والمستوى الثانى بسيط وسهل وهو أن تحد من انتشار فكره بملء الفراغ الموجود لدى الشباب. هل تجديد الخطاب الدينى سيقضى على «داعش» وأخواتها من جماعات التطرف والإرهاب؟ المنطلقات مختلفة، فالإرهاب لا يعرف تجديدًا لأى خطاب كما أن الأزهر ليس لسانًا بسمعه «داعش»، ولذلك نحن لا نعمل على إقناع عناصر هذا التنظيم الإرهابى بآرائنا بل نركز على حماية الشباب من اعتناق الأفكار المتطرفة وإقناعهم بزيف ما يروجه الإرهابيون من ادعاءات وأكاذيب، عملنا يركز على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومن الممكن القول بأننا نسعى إلى توعية الأطفال وصغار السن والشباب بحظر العنف والتطرف. نحن نسعى لملء الفراغ عند الشباب بالدين والروحانية والرياضة والدراما الهادفة وقصر الثقافة الذي يقدم له كتاب، وبالأم والأب الواعيين، والتعليم والإعلام، وكافة مؤسسات وعناصر المجتمع؛ لأن الدور تكاملى ويجب على الجميع التكاتف لأدائه. هل لديكم إستراتيجية عمل تهدفون إلى تحقيقها في المستقبل؟ نحن نتطلع في المستقبل إلى تحقيق عدة أهداف، أولها وأهمها: أن يكون لدى المرصد جيش من الباحثين لا يقل عن 200 باحث، ثانيًا: أن يكون لدينا عدد كبير من المتابعين لا يقل عن 10 ملايين متابع، ثالثًا: أن نعقد العديد من الندوات وورش العمل الأسبوعية والتي نذهب من خلالها إلى الشباب في مصر وخارجها لتوعيتهم من مخاطر التطرف والإرهاب، رابعًا: تنظيم مؤتمرات خارج مصر بالتعاون مع مؤسسات أخرى، خامسًا: تأسيس شراكة مع جميع المؤسسات المعنية بمكافحة التطرف. سادسًا: إصدار مجلة بحثية محكمة لكبار الكتاب تتناول قضية التطرف من عدة زوايا اجتماعية وسياسية وفكرية واقتصادية لنقف على مدى مساهمة الجوع والفقر في التطرف، وقد اخترنا بالفعل اسمًا لهذه المجلة وهو: «استكتاب» وهذا المشروع سيخرج للنور خلال شهر من الآن، وهو عبارة عن مشاركة جميع الباحثين المعنيين بمكافحة التطرف بكتابة أبحاث في محاور معينة قمنا بإعدادها بالفعل، سابعًا: إطلاق مشروع استطلاع رأى الشباب، وهو يقوم على رصد عدة أسئلة: ما الذي يخاف منه الشباب؟، ومن أين يأتون بقراءاتهم الدينية؟، ومن الذي يؤثر فيهم؟، ومن الذي يشاهدونه ويسمعون له؟، وما رأيهم في الأزهر وفى التربية والتعليم؟، وما الذي ينتظرونه من وزارة الثقافة؟، وهذا المشروع انتهينا من إعداد جميع محاوره وسينطلق قريبًا.