لن تفلح فئة ضالة، أو شرذمة منحرفة، في هدم الأزهر الشريف، بتاريخه العتيق، فمثلُهم كناطح صخرة يوما ليوهنها، فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ، التاريخ وحده يشهد على الدور الذي اضطلع به الأزهر، قبل أكثر من ألف عام، في نشر صحيح الإسلام، وكيف كان ولا يزال قبلة للوسطية، لا يروج لعنف أو تشدد أو تطرف، خريجوه من مصر وخارجها، رسل خير وسلام، ولو كره الكارهون، وشيوخه كانوا أجلّ من الملوك جلالة، وأعزّ سُلطانا وأفخم مظهرا، الأزهر لم يقف عاجزا أمام موجات الإرهاب التي تضرب العالم باسم الإسلام، كما يروج المرجفون في المدينة، بل أخذ بأسباب العلم، وأنشأ مركزا عالميا للرصد والترجمة والفتوى الإلكترونية؛ بهدف نشر صحيح الدين والتعريف بالإسلام وإظهار تعاليمه السمحة والرد على الفتاوى المغلوطة باللغات العربية والأجنبية، ومرصدا آخر لمكافحة التطرف وتفنيد مزاعمه وضلالاته، ما يعنى أنه لا يلتزم الصمت، أو يكتفى بدور المتفرج، وإنما يعمل بدأب ووفق خطط منهجية ومدروسة، ملتزما برسالته التي دفعت أمير الشعراء "أحمد شوقى" يوما إلى أن ينشد: قم في فم الدنيا وحىِّ الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا، ويسخر من منتقديه قائلا: لا تحذُ حذو عصابة مفتونة يجدون كل قديم شيئا منكرا. .. "فيتو" تحاور اثنين من مسئولى المركز والمرصد، وعددا من الباحثين والمترجمين لإلقاء الضوء على دوريهما وطبيعة عملهما في الحرب على الإرهاب والتطرف ومدى انشغالهما بحملات النقد والتطاول بحق الأزهر الشريف ومشيخة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.