نعم ما أحوجنا في هذه اللحظات التي يتعرض فيها أزهرنا الشريف لمحاولات الهيمنة والسيطرة عليه، والنيل منه ومن علمائه وشيوخه الأجلاء. أن نستدعي رائعة أمير الشعراء " الازهر التي ألقاها عام 1924ومعه نقول وبأعلي الصوت "قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا وانثر علي سمع الزمان الجوهرا " لأنه الازهر: الجامع والجامعة، التراث والتاريخ، المعاهد والكليات ومن قبل ومن بعد العلماء الأجلاء وصدق أمير الشعراء عندما يقول " كانوا أجل من الملوك جلالة، واعز سلطانا وأفخم مظهرا "، وسوف تظل لهم هذه المكانة السامية رغم أنف كل من يحاول اختراقه، ويعيد للاذهان تلك المحاولات البائسة التي تعرض لها في الماضي، وباءت لهم بالفشل، واستمر - وسيستمر باذن الله - المرجعية لكل المسلمين والحاضن للثقافة العربية والاسلامية، والمدافع عن " الحنيفة السمحاء بنقائها واعتدالها، ووسطيتها، والتي لم تعرف غلوا وتطرفا، بل لم يعرفه المسلمون في عصور ازدهارهم، وانما عرفوه في ظل القهر والتخلف، والتشرذم والتمزق - وشيوع الاستبداد والجمود والركود، واغلاق باب الاجتهاد أو فتحه لحساب الاغراءات الدنيوية وتولي المناصب السياسية والاثراء باسم الدين علي حساب المسلمين المقهورين والمخدوعين بشعارات الزيف والتزوير ان الازهر كان في الماضي - وسيظل - الملجأ والملاذ، والمدافع عن الأمة، فرجاله وعلماؤه، قادة الثورات الشعبية. فهم - يقول أمير الشعراء انهم - الأئمة الذين ارتفعوا بالازهر، وطلعوا به زهرا، وماجوا أبحرا، زمن المخاوف كان فيه جنابهم حرم الأمان، وكان ظلمهم الذرا". باختصارلن ينال أي تيار مهما كانت توجهاته من أزهر الألف عام، ولن تنال أي جماعة مهما كان اسمها من اختراق وتهديد أكبر وأقدم وأعرق مؤسسة اسلامية، بل وأقدم جامعة عرفها العالم، ومنها استمدت أقدم الجامعات الأوروبية تقاليدها ونظمها، ومنها جامعات: السربون واكسفورد، وكمبروج وغيرها من الجامعات الأوروبية العريقة. ولهؤلاء ولغيرهم نقول: ان مصر: التاريخ، الحضارة والاستنارة لن تسمح لكم، ولا لغيركم، النيل من أزهرنا الشريف، لأنه يشكل جزءاً من السيادة المصرية،ورافدا أساسيا من روافد قوتها وأنها به تحتل المكانة الرفيعة بين كل الشعوب الاسلامية، وعلي أزهرها يتوافد طلاب العلم من كل بلدان العالم، كما أنه المعبر وبصدق عن الشخصية المصرية : وسطية، سماحة واعتدالا. كما أن المرجعية الدينية لكل مسلمي العالم لن تكون الا للأزهر الشريف، لما يختص به من سماحة وعقلانية ورحابة احتوت كل الاجتهادات، وتعايشت في ظلاله المذاهب الفقهية الكبري ان الأزهر - كما يقول علماء الدين المستنيرون - هو الحارس الأمين علي الاسلام والمعهد العتيق الذي يحرص علي الجمع بين العقل والتأويل، والايمان بحق التعدد والاختلاف، وهو الحارس اليقظ علي ثوابت الاسلام ووحدته . انه وباختصار - الجامع والجامعة، والحريص علي الاهتمام بكل ما يعمل علي نهضة الامة وتقدمها.